ضربات إيرانية تنتقم للأهواز

الحدث الأربعاء ٠٣/أكتوبر/٢٠١٨ ٠١:٣٩ ص

طهران- (رويترز)

من كرمانشاه في غرب إيران الى مدينة البوكمال في جنوب شرق سوريا قطعت ستة صواريخ باليستية إيرانية مسافة 570 كيلومتراً لضرب أهداف قالت إيران إنها على مسلحين من تنظيم داعش في سوريا حملتهم مسؤولية هجوم وقع في أراضيها في 22 سبتمبر موضحة أن هذه الإجراءات تثبت استعداد طهران لمعاقبة أعدائها على «الشر». واتهمت طهران دولاً خليجية عربية تدعمها واشنطن بشن هجوم على عرض عسكري في جنوب غرب إيران أسقط 25 قتيلاً نصفهم تقريباً من أفراد الحرس الثوري.

وذكر الحرس في بيان نشره موقعه الإلكتروني الرسمي سباه نيوز أن الصواريخ استهدفت قواعد «لإرهابيين تكفيريين» تدعمهم الولايات المتحدة وقوى إقليمية في شرق سوريا. وأضاف أنها أسفرت عن مقتل عدد من قادة المسلحين وتدمير إمدادات وبنية أساسية تابعة لهم. وبثت لقطات لأحد مراسلي التلفزيون الإيراني وهو يقف وخلفه ينطلق صاروخ، وحدد المنطقة التي أطلق منها الصاروخ وهي إقليم كرمنشاه غرب إيران. وأظهر الفيديو أن الصاروخ حلق في سماء العراق قرب مدينة تكريت، قبل أن يسقط على مدينة البوكمال أقصى جنوب شرقي سوريا. وعادة ما يستخدم المسؤولون الإيرانيون لفظ «تكفيري» لوصف المتشددين.

الموت لهم

وكتبت على الصواريخ التي ظهرت في لقطات على موقع وكالة أنباء فارس عبارات مثل «الموت لأمريكا» و»الموت لإسرائيل».
وقال مسؤول في التحالف الإقليمي المؤيد لإيران والذي يحارب دعما للحكومة السورية إن الضربة استهدفت آخر جيب تحت سيطرة تنظيم داعش في جنوب شرق سوريا.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة قد شنت هجوماً جديداً على داعش في هذه المنطقة الشهر الفائت.
وأكد التحالف بقيادة الولايات المتحدة أن القوات الإيرانية شنت «ضربات دون إخطار الليلة قبل الفائتة».
وقال الكولونيل شون رايان المتحدث باسم التحالف «لا يزال التحالف في هذا الوقت يجري تقييما لمعرفة إن كانت هناك أضرار وقوات التحالف ليست في خطر».
وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في تصريحات نقلتها عنه قناة «الميادين» الفضائية إن الإجراء الذي تمّ اتخاذه يعتبر استكمالاً لإجراءات إيران في محاربة الإرهاب».
وأضاف قاسمي أن «الدور الإيراني في محاربة الإرهاب في سوريا والعراق في السنوات الفائتة كان بارزاً ومثمراً في تأمين أمن المنطقة»، مشيراً إلى أن «أطرافاً دولية كثيرة مطلعة على هذا الدور البناء».
وأوضح قاسمي أن بلاده «ستواصل هذه السياسات حتى اقتلاع جذور الإرهاب من المنطقة التي تعتبرها إيران مفيدة للبشرية»، ومكرراً تأكيده أن «طهران مستهدة للتعامل والتعاون مع كل الدول التي تريد محاربة الإرهاب». وأضاف قاسمي: «لا شك أن استهداف داعش من قبل الحرس الثوري له دلالات ورسائل».
وكتب قاسمي في صحيفة «إيران اليوم» أنّ «القوة الرادعة تعني إزالة التهديدات ومنع مواجهة وتدخُّل دولة في الشؤون الداخلية لدولة أخرى ومنع التفرّد والأحادية في الهيمنة العالمية»، مشدداً على أنّ هذه القوة لن يُكتب لها النجاح إلا إذا قامت على سلطة ذات خلفية شعبية واقتصاد حي ومقاوم وكفاءة في توظيف «القوة الناعمة»، خاصة ذلك الصنف الدبلوماسي منها».

قبضة حديدية

ونشرت وكالة أنباء فارس لقطات لانطلاق عدد من الصواريخ في السماء تحت جنح الظلام. وذكرت وكالة أنباء فارس أن الصواريخ كانت إيرانية الصنع من طرازي ذو الفقار وقيام.
وقال بيان الحرس الثوري، القوة العسكرية الأكبر في إيران: «قبضتنا الحديدية جاهزة لتوجيه رد ساحق وحاسم لأي شر ومكر من الأعداء».
وأضاف أن سبع طائرات مسيرة شاركت أيضا في قصف أهداف للمسلحين خلال الهجوم.
وأعلن كل من تنظيم داعش ومنظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، وهي حركة انفصالية للإيرانيين من أصل عربي، المسؤولية عن هجوم العرض العسكري بمدينة الأهواز.
لكن لم يقدم أي منهما دليلاً دامغاً يؤيد هذا الزعم.
ونقلت وكالة فارس عن البريجادير جنرال أمير علي حاجي زادة قائد إدارة الفضاء بالحرس الثوري قوله «الإرهابيون استخدموا الرصاص وجاء ردنا عليهم بالصواريخ».
وأضاف: «أمن الشعب الإيراني هو خطنا الأحمر ولن نقصر في ذلك».
وقال قائد بارز بالحرس الثوري أمس الاثنين إن مقاتلين من تنظيم داعش في محافظة دير الزور السورية ساعدوا في التنسيق للهجوم على العرض العسكري.
وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإيراني الميجر جنرال محمد باقري وفقا لوكالة فارس للأنباء إن هؤلاء المقاتلين التابعين لتنظيم داعش هم من استهدفتهم الضربة الصاروخية.

الرسالة وصلت

وأضاف: «المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات حيث يتمركز تنظيم داعش تخضع لسيطرة الجيش الأمريكي وقد أصابت صواريخ الحرس منطقة قريبة من تلك التي يسيطر عليها الأمريكيون».
وتابع «كل هذا تحذير للعدو لكي لا يلجأ إلى إثارة الاضطرابات في إيران».
والدعم العسكري الإيراني مهم لمساعدة القوات الحكومية السورية في الحرب وتنتشر قوات مدعومة من إيران في جنوب شرق سوريا على الضفة الغربية لنهر الفرات. ورفضت إيران دعوات أمريكية لانسحابها من سوريا.
ووصف المسؤول في التحالف المؤيد لإيران ضربة الاثنين التي استهدفت منطقة على الضفة الشرقية لنهر الفرات بأنها «رسالة محدودة». وقال: إن «إحدى هذه الرسائل الموجهة لمن يعنيه الأمر مفادها أن صواريخنا هي أحد أوراقنا القوية الجاهزة للرد متى نشاء».
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأسبوع الفائت إن منفذي هجوم الأهواز تلقوا أموالا من السعودية والإمارات وإن إيران «ستعاقب بشدة» من يقفون وراء العنف ونفت السعودية والإمارات أي دور لهما في الهجوم.

هجمات قادمة

وأشار محسن رضائي، وهو قائد سابق للحرس، في تغريدة على تويتر إلى أن هناك هجمات أخرى قادمة.
وأضاف رضائي وهو أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي لا يتم انتخاب أعضائه ويفض النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور «العقاب الرئيسي في الطريق».
وأطلق الحرس الثوري صواريخ على متشددين من تنظيم داعش في سوريا العام الفائت بعد أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على البرلمان في طهران وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 18 قتيلاً وإصابة العشرات.