عاد منتخب الناشئين من بطولة آسيا المؤهلة إلى كأس العالم بيد خالية والأخرى لا شيء فيها وخسر التأهل للبطولة العالمية في اللحظات الأخيرة أمام المنتخب الياباني القوى والمتمرس والذي يثبت يوماً بعد آخر أنه لا ينتمي لهذه القارة فكرياً وعملياً. خسر منتخبنا التأهل وخرج من البطولة في الأمتار الأخيرة ووصل إلى نقطة أبعد مما كنا نتصور ولو كان خصمنا غير اليابان لربما كان هناك كلام آخر.
عدم التأهل والخروج أمر ليس بمستغرب لمن يعيشون واقع كرتنا ولهذا الخروج مقدمات بدأت بخسارة المنتخب الودية أمام أستراليا ثم تبعتها الخسارة من كوريا في آخر مباريات المجموعة وهذه خسائر متوقعة وعادية في ظل الفارق الكبير في العمل المؤسسي والمرحلي وكان من الممكن مشاهدة الفوارق بين المنتخبات في أرضية الملعب وخصوصاً أما المنتخب الياباني شاهدنا العقلية العالية التي يلعب بها اليابانيون والأداء التكتيكي والمهاري ولاحظنا كيف يقدم هذا المنتخب كرة جميلة متناغمة وسلسة، كل هذا لم يأت من فراغ بل هو نتاج عمل منظم ومتكامل ومخطط تستخدم فيه أحدث الوسائل المتبعة في علم الرياضة وكرة القدم والتي نجهلها أو لم نسمع عنها حتى وربما من يحضرون مؤتمر اليابان العام الذي يقام سنوياً يدركون ما أرمي إليه وربما شاهدوا ذلك إلا إن كانت مناظر طوكيو منعتهم من الانتباه للدرس الياباني المقدم في تلك المؤتمرات.
دموع أبنائنا اللاعبين نتحملها جميعاً وكان مشهداً مؤثراً بالفعل فهؤلاء اللاعبين ومن خلفهم الجهاز الفني كانوا يمنون النفس بتحقيق أحلامنا وإعادتنا إلى كأس العالم لتكرار ما تحقق في السابق من وصول متكرر لهذا المحفل ولكننا خذلناهم. نعم خذلناهم عندما دفعنا بهم في مواجهات صعبة دون أن نهيئهم لها بالشكل الصحيح وخذلناهم عندما طلبنا منهم أن يحققوا المستحيل في ظل دوري مراحل سنية ضعيف وساعات تدريب قليلة ومباريات تعد على الأصابع وإعداد دولي مع منتخبات من نفس مستوانا وربما أقل. خذلناهم عندما اعتقدنا أن عملنا في المراحل السنية وصناعة اللاعبين يساوي عمل أفضل أربعة منتخبات في القارة واردنا من خلاله أن نصل على حسابهم إلى كأس العالم.
لا يلام المرء بعد اجتهاده وما قدمه منتخب الناشئين جهد يشكر عليه فهو المنتخب الوحيد من منتخبات المراحل الذي تأهل إلى بطولة آسيا وهو المنتخب الوحيد الذي قاتل حتى آخر فرصة لبلوغ المونديال وهو المنتخب الوحيد الذي قربنا من فرحة 94 و96 و98 عندما ذهبنا لكأس العالم رغم علمنا بما واجه هذا المنتخب من ظروف وقد بذل الاتحاد كل ما يستطيع من جهد ووفر للمنتخب ما يمكن توفيره من خلال الظروف المتاحة ولذلك علينا أن نقتنع بما تحقق وأن ننظر لما هو قادم فالمنتخب يملك عناصر جيدة قدمت نفسها بشكل جميل وأعطت مؤشراً بأنها ستكون نجوم قادمة في سماء الكرة العمانية في قادم الوقت.
على الاتحاد تقييم المشاركة بشكل متأنٍ ووضع استراتيجية مختلفة للعمل في المراحل السنية لأن الوضع الحالي لن يصل بنا لما هو أبعد من هذه المرحلة بل أقول إن علينا جميعاً أن نوجد آلية مختلفة للعمل. يجب أن تقود الأكاديميات المتخصصة المرحلة القادمة ويجب أن تقوم شراكة حقيقية بين الاتحاد المدرسي والاتحاد وحتى باقي الاتحادات شراكة تعتمد على تكامل الأدوار ولنا في اليابان درس فقد نجحوا من خلال الأكاديميات ودوري المدارس والجامعات وهي من أوصلتهم إلى تسيّد القارة في كرة القدم وقريباً في باقي الألعاب فعندما نشاهد بطلة تنس يابانية تتغلب على المصنفة الأولى عالمياً وتنتزع منها لقب البطولة وعندما نشاهد فريق التتابع يحتل المركز الثالث في أولمبياد ريو ونشاهد منتخب القدم يجتاز الأدوار الأولى في كأس العالم ندرك ما تقوم به هذه الدولة من عمل وندرك في نفس الوقت حجم ما حملناه أبطال منتخبنا للناشئين من ضغط وطموح خيالي. بقي أن نشكر الجهاز الفني والإداري للمنتخب والاتحاد والذي قربنا كثيراً من الحلم ولكن قد يكون ما حدث دراساً للجميع نستفيد منه في قادم الوقت ونقول شكراً لنجوم منتخبنا ودموعكم غالية.