حرائق المنشآت السكنية.. الأسباب والحلول

بلادنا الثلاثاء ٠٢/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٣:٤٨ ص

حرائق المنشآت السكنية أو المنازل على الوجه الأصح بات تكرارها يمثل علامة استفهام كبيرة فما هي مسبباتها وأسبابها يا ترى؟! مؤخرا صدم المجتمع العماني صباح يوم الخميس الفائت بحادثة هزت أركانه بفقد عشرة أشخاص من عائلة واحدة نتيجة حريق أصاب مسكنهم نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة ولذويهم الصبر والسلوان.. نعم هو قضاء الله وقدره ولكن على الإنسان الأخذ بالأسباب وعدم الركون للقضاء والقدر فقط ومنذ عدة أشهر أيضا فقد ثمانية أشخاص من عائلة واحدة نتيجة حادثة حريق منزل وغيرها من الحرائق في المنشآت السكينة التي تكررت في الآونة الأخيرة! فهل بعد كل هذا ستقف الجهات ذات العلاقة مثل شرطة عمان السلطانية (هيئة الدفاع المدني) ووزارة البلديات الإقليمية وبلدية مسقط ووزارة الإعلام ووزارة التربية والتعليم وشركات الكهرباء مكتوفة الأيدي، أم أنها ستشمر عن ساعديها على أمل المساهمة يدا بيد في التقليل من حوادث الحرائق.

ويا حبذا هنا لو يتم إلزام المساكن الحديثة التي هي في طور الإنشاء وحتى القديمة منها بتركيب طفايات الحرائق ولا مانع لو كان في أكثر من مكان بالمبنى في حالة كونه مبنى كبيرا أو يتكون من طوابق عدة، ووضع إرشادات للسلامة الأمنية والالتزام بها للحد من خطر نشوب الحرائق.

والحال نفسه ينطبق على ضرورة تركيب نظام الإنذار الأوتوماتيكي (التلقائي) في المباني السكنية مثل جهاز كشف الدخان وأسعارها في المتناول حيث تستخدم أنظمة الإنذار الأوتوماتيكية في المنازل والقاعات التي تتزايد احتمالات حدوث الحرائق بها وما قد ينجم عنه من خسائر وتعمل أجهزة الإنذار الأوتوماتيكية حال وقوع حريق على اختصار الفترة الزمنية الواقعة بين لحظة وقوع الحريق ولحظة اكتشافه ما يفسح المجال أمام سرعة التدخل وفعالية عمليات المكافحة والسيطرة على الحريق وبالتالي تقليل حجم الخسائر الناجمة عنه إن حدثت نسأل الله السلامة للجميع.

كما يجب التشديد على التوصيلات الكهربائية للمنازل وفحصها بعناية وعدم منحها التراخيص اللازمة من شركات الكهرباء إلا بعد القيام بزيارات ميدانية عدة للمبني والتأكد من جودة وسلامة تلكم التوصيلات الكهربائية، ومن الضروري كذلك هنا توعوية المواطنين بأهمية تركيب المواد الكهربائية الأصلية وعدم الانجذاب لرخص أسعارها فحياة البشر أهم من توفير بعض الريالات.

والانتباه كذلك من الاستخدام الخاطئ للأجهزة الكهربائية والحرارية في المنازل ونسيانها في وضعية التشغيل فمن الممكن أن يؤدي إلى اندلاع الحرائق مثل أجهزة السيشوار والسخانات وشاحن الهاتف وغيرها ومن الأهمية هنا وجوب التثبت من غلق جميع الأجهزة التي تولد الكهرباء أو الحرارة بعد الانتهاء من استخدامها واتباع تعليمات الاستخدام.

كما من الضروري توعوية أولياء الأمور لأطفالهم بالحذر من استخدامهم العشوائي للأجهزة الإلكترونية والكهربائية وعدم السماح لهم بشحن الأجهزة التي يستخدمونها بأنفسهم أو إعادة شحنها داخل غرفهم خاصة بالقرب من أسرتهم قبيل نومهم لحمايتهم وضمان سلامتهم، كما أن لحرائق المطابخ دورا فهي تعتبر من أكثر حرائق الشقق والمساكن التي تقطنها العائلات لاسيما تلك الناجمة عن زيت الطهي إلى جانب الحرائق التي يتسبب بها الأطفال عند دخولهم المطبخ ومحاولاتهم تقليد أمهاتهم وإعدادهم للوجبات والحلويات في غياب الأهل أو إهمالهم وعدم انتباههم لأطفالهم ومراقبة تصرفاتهم أو توعيتهم كالفتيات اللواتي يقلدن أمهاتهن ويدفعهن حب التجربة إلى استخدام الغاز أو الفرن لإعداد الحلوى أو استخدام الزيت ونسيانه والنار مشتعلة وهنا التوعية والتثقيف مطلب ضروري من قبل الأسرة للأطفال. وكما علمت من أحد الفنيين المختصين بالكهرباء أنه ليس هناك مشكلة في توصيل أكثر من جهاز كهربائي أو إلكتروني إلى الموصلات المشتركة المتنقلة لكن الخطورة تكمن في توصيل جهاز إلى الموصلات ونزعه منها وتكرار العملية أكثر من مرة لأن من شأن ذلك التسبب بتلف القطع المعدنية الخاصة بمواضع توصيل الأقطاب بالدوائر الكهربائية ما ينجم عنه المشاكل مثل اشتعال الحرائق.

ويجب الحذر الشديد كذلك من تركيب أية توصيلات أو مآخذ كهربائية، أو وضع أية أجهزة حرارية بالقرب من أسرة النوم أو آرائك الجلوس وخاصة أجهزة شحن الهواتف المتحركة وذلك لأن أي جهاز يحتوي على دوائر كهربائية قابلة للاشتعال بسهولة وهذا بحد ذاته الخطر المحدق.

ولوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي دور مهم من خلال توعية طلاب المدارس والجامعات والكليات بطرق مكافحة الحرائق، وذلك عن طريق المناهج الدراسية التربوية وعقد محاضرات توعوية تفاعلية لهم يقدمها رجال الدفاع المدني أو تخصيص حصص تعليمية لهذه الغايات، إضافة إلى طباعة كتيب صغير خاص للأطفال يرفع من مستويات وعيهم بطرق مكافحة الحرائق وإجراء الإسعافات الأولية ويتضمن الأرقام التي يجب الاتصال عليها في حالات الطوارئ المختلفة إلى جانب قيام أولياء الأمور بإعلام الأطفال بمكان وجود المفتاح الرئيسي الذي يفصل الكهرباء عن المنزل للقيام بذلك في حال كانوا وحيدين في المنزل عند اندلاع الحرائق مع العلم بوجود أنظمة في الأبنية الحديثة مسؤولة عن فصل التيار الكهربائي عند وقوع أية مشكلة على الفور.

وهذا بدوره يجرنا إلى دور وزارة الإعلام الحيوي مشاركة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون من خلال قيامها بحملات توعية مكثفة في كافة وسائل الإعلام من المقروء إلى المسموع إلى المرئي بل حتى في مواقع التواصل الاجتماعي مستهدفة الأسر العمانية والمقيمين وبلغات عدة، للتطرق إلى مخاطر حرائق المنازل أسبابها وكيفية تجنبها وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة وأولها هيئة الدفاع المدني والتي لا يقل دورها هنا أهمية في مجال المشاركة بالتوعية الميدانية. نسأل الله أن يلطف بعمان وأهلها من كل سوء ومكروه.