مسقط - خالد عرابي
هي مصممة من طراز فريد، لا تحب الظهور ولا الحديث عن نفسها أو حتى أعمالها وإنما تترك أعمالها تتحدث عنها، إذ تتصف تصاميمها وأزياءها بأنها من التصاميم المتميزة بل والفريدة لتعطي لمن ترتديها نوعا من التفرد والخصوصية، وكما قال عنها البعض: تشعر مرتدية أزيائها وكأنها هي من اختارت تصميمها بنفسها وليس المصممة، كما أنها مصممة تبحر بأزيائها في عالم من الأناقة والجمال من خلال ما تختاره من الأقمشة الفاخرة وما ابتكرته من تصاميم تتسم بالانسيابية والبساطة مع أشكال وتطريزات ورسومات فريدة، منها ما هو مستوحى من مشغولات ذهبية حقيقية قديمة، ومنها ما هو مستوحى من عالم الطبيعة أو حتى من تصورات إبداعية للمصممة نفسها أو من خلال رؤى وملاحظات خلال جولات وأسفار ومن ثم الإطلاع على أزياء وتصاميم لأمم وشعوب أخرى ثم إحداث دمج بينها وبين ما هو عماني وتراثي وتقليدي لينتج عنها تصاميم أكثر حداثة وعصرية وأناقة، وفي ذات الوقت تحافظ على روح القيم والتراث والتقاليد العمانية الأصيلة.. إنها المصممة المتميزة خديجة الخنجية، الرئيسة التنفيذية لدار المزيونة، والتي حاورتها "7 أيام" لتحدثنا عن أحدث تصاميمها ومجموعاتها من الأزياء وكذلك عن التحديثات التي أجرتها مؤخرا في البوتيك "مزيونة عمان" وغيرها.
ذهبان المزيونة
في البداية تحدثنا معها عن مجموعتها التي أطلقت عليها اسم "ذهبان المزيونة" والتي تعتز بها كثيرا حيث سألناها لماذا تعطي لها كثيرا من الاهتمام كمجموعة أزياء؟ فقالت خديجة الحنجية: استوحيت تصميم مجموعتي هذه من التراث العريق لبلادي عمان مع إضفاء لمسات حديثة وناعمة وبالتحديد من مجوهراتنا التي تحمل الأصالة والعراقة ولذلك أطلقت على المجموعة (ذهبان المزيونة) نسبة إلى الذهب، وهي مجموعة متنوعة من التصاميم تضم عدة تصاميم وأشكال مختلفة، ففيها ما يناسب لبسه في الأفراح وحفلات الاستقبال والمناسبات الاجتماعية المختلفة، ومنها البسيط العملي. وقد استخدمت في هذه المجموعة الألوان الهادئة الجذابة على الحرير الطبيعي الناعم الراقي الصنع.
وعند سؤالها عن السر في القيام بعمل الكثير من التجديدات والتحديثات على بوتيك دار المزيونة أو مزيونة عمان؟ أجابت: من المعروف أن كل شيء دائما في تطور وما هو صيحة "فاشون" اليوم قد يتغير بعد عام مثلا، وهذا ليس في الأزياء فقط ولكن في الديكور والأماكن أيضا، لذلك فكما نقوم بالتجديد والتحديث فيما نقدمه من أزياء يجب علينا أن نقوم بذلك في المكان الذي نقدم فيه تلك الأزياء لأنه من خلاله تأخذ الزبونة الانطباع الأولي عن المكان، ولذا فقد قمنا بالتحديث للبوتيك وأضفنا عليه لمسات حديثة حتى نواكب الديكورات العصرية التي تعمل على إضفاء لمسات راقية تخدم الزبونة من حيث الراحة والانسجام في عملية التسوق.
معارض التسوق
قلت لها: شاركتِ مؤخرا في المعرض الأخير لجمعية الأطفال المعاقين.. فكيف ترين هذه المشاركات، وماذا تعني بالنسبة لك؟ فأجابتني: شاركنا في هذا المعرض تحديدا من قبيل تقديم المساندة والدعم لهذه الجمعية بالدرجة الأولى ونظرا لأنها عمل اجتماعي وواجب وطني علينا جميعا تجاه هذه الأنشطة الاجتماعية التي تخدم المجتمع المدني وتجاه مثل هذه الجمعيات والمؤسسات التي تقوم بعمل أنساني. كما أن مثل هذه المشاركات لها أيضا فوائدها لنا كمصممات أو من هن في هذا المجال ومنها: التعرف على أذواق المشتريات وحاجاتهن، وكذلك للاندماج في الساحة.
وأردفت قائلة: نعم هذه المعارض مهمة ومفيدة لنا وللزبونات ففيها نتعرف على أذواق المشتريات من جميع فئات المجتمع وكذلك نلتقي بشريحة واسعة من الأخوات صاحبات الأعمال والمصممات ومن ثم تكون فرصة للحديث عن كل ما هو جديد في هذا المجال.
وبسؤالها عن رؤيتها للمنافسة في هذا المجال واشتدادها مع تزايد عدد المصممات اليومي وتوجه الكثيرات إلى هذه المهنة قالت: المنافسة في مجال تصميم الأزياء كبيرة، وهي ليست فقط محليا بل إقليميا وعالميا ولكن تبقى لكل مصممة بصمتها الخاصة بها، والزبون أو بمعنى أدق الزبونة هي التي تحدد ما تريد وتختار، والمجال واسع ورحب ويستوعب الجميع لأن أذواق الناس مختلفة، ولكن على المصممة تثقيف نفسها وتطويرها من خلال متابعة تطور خطوط الموضة العالمية ومواكبة كل ما هو جديد في الساحة وذلك بحضور عروض الأزياء العالمية ومعارض الأقمشة وتلقي الدورات التطويرية في هذا المجال.
أما عما تفضله هي شخصيا فقالت: أحب الابتكار والتصميم في مجالات عدة وليس في مجال الأزياء فقط، وبصفة عامة في كل ركن وجهة من حياتي فهناك ارتباط بكل ما هو أصيل وضارب في جذور بلادي الغالية عمان ولا مساومة عليه، فأنا أعشق التراث كما أنني أسعى إلى الابتكار والتجديد دائما.