جدل حول الاتفاق الاوروبي التركي بشان اللاجئين

الحدث الأحد ٢٠/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٠ ص
جدل حول الاتفاق الاوروبي التركي بشان اللاجئين

برلين - عواصم - ش – وكالات

انتقد جيم أوزديمير زعيم حزب الخضر الألماني بشدة الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا للتغلب على أزمة اللاجئين.
وفي تصريحات لصحف تابعة لمجموعة (فونكه) الإعلامية الصادرة امس السبت، قال السياسي المعارض المنحدر من أصول تركية إن " الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات شاقة يثير الشكوك حول قيم أوروبية".
وتساءل أوزديمير قائلا:" هل يعتقد أي شخص جاد أن بلدا (يعني تركيا) يضطهد ويسيء معاملة مواطنيه، يمكنه أن يقدم الأمن للاجئين؟".
وتحدث أوزديمير عما وصفه بالحرب الأهلية في جنوب شرق تركيا واضطهاد المعارضين والعلماء والصحفيين، مضيفا أن من يكتم هذه الأصوات، يهدد في النهاية أمن أوروبا أيضا.
في المقابل، وصف جونتر كريشباوم رئيس لجنة أوروبا في البرلمان (بوندستاج) هذا الاتفاق بالإيجابي، وأكد السياسي المنتمي إلى حزب المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي على وجود فرص واقعية لتهدئة الوضع وتوزيع اللاجئين داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي تصريحات لصحيفة "ساربروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم، قال كريشباوم إن الكثير من دول الاتحاد الأوروبي تجنبت حتى الآن استقبال لاجئين بسبب عدم ضمان حماية الحدود الخارجية لدول التكتل ما يجعل من غير الممكن حساب عدد الوافدين إليها.
ولفت إلى أن الاتفاق سينظم هذه العملية، ما يمكن أن يبعث الأمل في تغيير الفكر بشأن استقبال اللاجئين.

اشادة
من جانبها أشادت الولايات المتحدة بالاتفاق التركي الأوروبي لحل أزمة الهجرة ووصفته بأنه "خطوة مهمة" للاستجابة لأزمة اللاجئين، وأثنت على تركيا لاستضافة أكثر من 7ر2 مليون لاجئ من سورية.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة أيدت بشدة العمل الذي تم لوضع حد لعمليات التهريب غير الشرعية.
وأضاف أن الولايات المتحدة "مستعدة لزيادة دعمنا للبلدان المتضررة ومساعدة الدول الأخرى المجاورة لسورية."
وكان الاتحاد الأوروبي وتركيا قد توصلا إلى اتفاق أمس الجمعة يستهدف وقف تدفق سيل المهاجرين عبر بحر إيجه. وينص الاتفاق على إعادة توطين 72 ألف لاجئ سوري من اليونان إلى تركيا. ويقول الاتحاد الأوروبي أن هذه الخطوة، التي أدانتها منظمات لحقوق الإنسان، من شأنها التضييق على شبكات تهريب المهاجرين عبر بحر إيجة. وتستضيف تركيا أكثر من مليوني لاجئ سوري.
وفي المقابل، وافق الاتحاد الأوروبي على إعادة توطين ما يقرب من 72 ألف لاجئ سوري خارج تركيا. على أن ينتهي مخطط إعادة التوطين الجديد، المقسم بالتساوي، إذا تم تجاوز هذه العتبة.
وفي مقابل مساعدتها، ستتلقى أنقرة مساعدات جديدة للاجئين وعلاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي.

تعبئة
هذا وشهدت مدن اوروبية عدة بينها لندن وفيينا واثينا امس السبت تجمعات من اجل المطالبة باستقبال اللاجئين بعد ابرام اتفاق غير مسبوق ومثير للجدل بين الاتحاد الاوروبي وتركيا يهدف الى وقف تدفق اللاجئين.
والاجراء الرئيسي في هذا الاتفاق هو اعادة كل المهاجرين الجدد الذي يصلون اعتبارا من اليوم الاحد الى الجزر اليونانية، الى تركيا، بما في ذلك طالبي اللجوء السوريين الفارين من الحرب.
وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو "انه يوم تاريخي". واضاف "ادركنا اليوم ان تركيا والاتحاد الاوروبي يجمعهما المصير ذاته والتحديات ذاتها والمستقبل ذاته".
ومع ازمة انسانية تلوح في اليونان حيث ما زال 46 الف مهاجر عالقين في ظروف سيئة منذ اغلاق طريق البلقان، بات الاوروبيون تحت ضغط كبير للتوصل الى حل.
وشهد الاتحاد الاوروبي الذي استقبل عددا يفوق طاقته من اللاجئين بلغ 1,2 مليون شخص ر العام الماضي فارين من الحروب في سوريا والعراق وافغانستان، انقسامات في الاشهر الاخيرة حول كيفية التصدي لهذه الازمة.
وكانت بعض الدول متحفظة حتى اللحظة الاخيرة بسبب تخوفها من عدم شرعية طرد طالبي اللجوء، او بسبب ترددها في تقديم تنازلات اكبر من اللازم لتركيا المتهمة بالنزعة الى الاستبداد في الحكم.
وقال دبلوماسي اوروبي "انه ليس اتفاقا جيدا جدا لكنني مضطرون لذلك. لا احد يعتز بذلك لكن لا بديل لدينا".
ورأت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان طريقة تطبيق الاتفاق ستكون "حاسمة". واضافت في بيان ان "اللاجئين يحتاجون الى الحماية لا الى الرفض".
واكدت المفوضية الاوروبية ان آلية تطبيق الاتفاق تحترم القانون الدولي. فسيكون لكل لاجئ يصل الى السواحل اليونانية اعتبارا من الاحد الحق في دراسة ملفه والحق في ان يستأنف قرار ابعاده.
واعترف رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ان "عملا هائلا ينتظرنا". ويفترض ان تقام وسائل لوجستية معقدة في الجزر اليونانية خلال فترة زمنية قياسية.
وتعهد الاوروبيون باستقبال لاجئ سوري من تركيا مقابل كل سوري يتم ابعاده. لكن سقف هذا العدد في اوروبا حدد ب72 الف شخص.
وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي لعبت دورا اساسيا في وضع الاتفاق ان عمليات الابعاد "ستبدأ اعتبارا من الرابع من ابريل".
ووافق الاوروبيون على تسريع اجراءات تحرير تأشيرات الدخول للاتراك لكنهم اكدوا انهم لن يساوموا على المعايير الذي يجب توفرها.
وقد تمكنوا من تجاوز تحفظات قبرص الكبيرة ليعدوا تركيا بفتح فصل جديد (يتعلق بالمالية والميزانية) من مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي.
على الصعيد المالي تعهد الاتحاد الاوروبي بتسريع دفع مساعدة تبلغ ثلاثة مليارات يورو وعدت بها تركيا من قبل لتتمكن من التكفل ب2,7 مليون لاجئ سوري على اراضيها. وقد فتح الباب لمساعدة اخرى بالقيمة نفسها بحلول 2018.
وفي مواجهة الانتقادات كرر الاوروبيون انه يجب توجيه رسالة قوية "لكسر تجارة المهربين" في بحر ايجه حيث لقي اكثر من 460 مهاجرا حتفهم غرقا منذ بداية العام.
ومنذ بداية السنة، وصل اكثر من 143 الف مهاجر الى اليونان عبر تركيا. وعبر اليونان وحدها العام الماضي اكثر من مليون مهاجر.
غير ان اغلاق "طريق البلقان" في الاسابيع الاخيرة دفع اليونان الى وضع بالغ الصعوبة.
ولخص وزير الداخلية اليوناني بانايوتيس كوروبليس خلال زيارة الى ايدوميني على حدود مقدونيا الجمعة، الوضع بالقول "هذا يشبه (معسكر) داشاو حديث، انها نتيجة منطق الحدود المغلقة"، في اشارة الى معسكر داشاو النازي قرب ميونيخ.
ويؤكد الاتحاد الاوروبي استعداده للتحرك في حال انتقلت طريق الهجرة الى ليبيا او بلغاريا. وقد تمت اغاثة الاف المهاجرين القادمين من ليبيا خلال ثلاثة ايام فقط في جنوب المتوسط، ما يبعث مخاوف من فتح جبهة جديدة في ازمة الهجرة.

تظلمات أمام المحاكم
وكشفت تقارير صحفية عن تنامي أعداد طالبي اللجوء الذين يتقدمون بتظلم أمام المحاكم ضد الحكومة الألمانية بسبب طول فترة نظر طلبات لجوئهم.
ووفقا لتقرير لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة امس السبت، فإن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين صار لديه بحلول نهاية شباط/فبراير الماضي 2709 شكاوى من هذا النوع تقدم بها أصحابها للمحاكم الإدارية لإجبار المكتب على البت في طلباتهم.
وكان عدد هذه الشكاوى قد وصل بحلول نهاية العام الماضي إلى 2299 شكوى.
وذكرت الصحيفة استنادا إلى سلطات في مدينة نورنبرج أن معظم مقدمي الشكاوى ينحدرون من أفغانستان والعراق وسورية.
يذكر أن أغلب المتقدمين بشكاوى للمحاكم الإدارية هم أشخاص يتوقعون أن تكون لديهم فرص كبيرة في قبول طلبات لجوئهم.