النبهانية تصف لـ «الشبيبة»تفاصيل انسحابها من بطولة فرنسا للتنس بسبب الإساءة لها في حادثة غير مسبوقة

الجماهير الأحد ٣٠/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:١١ ص
النبهانية تصف لـ «الشبيبة»تفاصيل انسحابها من بطولة فرنسا للتنس بسبب الإساءة لها

في حادثة غير مسبوقة

متابعة: محمد الدرمكي

عادت نجمة التنس العمانية المتالقة فاطمة النبهانية إلى مسقط بعد مشاركتين في البرتغال وفرنسا، حيث بلغت نصف النهائي في الأولى، فيما انسحبت في اللقاء الثاني لها من بطولة فرنسا الدولية للمحترفات والتي أقيمت بمدينة كليرمون فيران وهي أحد البطولات التي يشرف عليها الاتحاد الدولي للتنس والتي تبلغ قيمة جوائزها 25000 دولار أمريكي.

ففي حادثة غريبة من نوعها على الملاعب الفرنسية انسحبت النبهانية من لقائها الثاني رغم إنهائها المجموعة الأولى لصالحها، وتقدمت في المجموعة الثانية إلى النقطة الأخيرة وأحرزتها إلا أن حكم الكرسي كان له رأي آخر، ليواصل بعض ذلك احتسابه بالأخطاء على فاطمة في سبع نقاط متتالية في حادثة غريبة تحدث في ملاعب التنس.

وكانت النبهانية قد حققت الانتصار الأول في البطولة على الفرنسية إلسا جاكيموت، وجمع لقاؤها الثاني مع لاعبة فرنسية أيضا، وهو لقاء مهم يضع النبهانية في أفضل تصنيف لها حيث ستصل بعد اللقاء للتصنيف 360 وهو الأفضل في مسيرتها، وهي تدرك تماما أهمية اللقاء وحساسيته، ودخلت اللقاء بمعنويات عالية رغم التحديات التي واجهتها اللاعبة منذ انطلاقة البطولة بفرنسا، واستطاعت التقدم في المجموعة الأولى والتي أنهتها لصالحها، فيما تقدمت في بداية المجموعة الثانية إلى أن بلغت النقطة الأخيرة وحققتها بالفعل إلا أن قرار الحكم اعتبر الكرة خارج الملعب، ليتغير مسار المباراة، حينما سجل الحكم سبعة أخطاء متتالية بعدها على فاطمة، وشعرت النبهانية بعدم قدرتها على تحمل وضع المباراة واصفة الوضع «بالتمييز العنصري» من قبل حكم المباراة، وهذا ما تطرقت إليه في حسابها الخاص بالانستجرام ووجهت رسالتها الى المعنيين بالأمر باللغة الإنجليزية.

النبهانية تعبر عن احتجاجها

الرسمي والتمييز العنصري

وفي لقاء «للشبيبة» قالت اللاعبة فاطمة البنهانية واجهت تمييزاً عنصرياً خلال مشاركتي ببطولة فرنسا بمدينة كليرمون فيران، فمنذ وصولي كانت الأوضاع غير مريحة ولأول مرة أواجه هذا التعامل خلال مسيرتي الرياضية ومشاركاتي، وقد أوضحت ذلك خلال احتجاجي بخطاب رسمي للاتحاد الدولي للتنس.

وتقول اللاعبة: في اللقاء الأول ذهبت لعملية الإحماء قبل المباراة بساعة وطلبت من مسؤولة الملعب إعطائي أولوية الدخول لأن مباراتي تبدأ بعد ساعة، ولكن رد المرأة لم يكن لائقاً، ولكن بعد ذلك نزلت الملعب للتركيز في المباراة الأولى، ولكن التمييز العنصري كان حاضراً من اليوم الأول في البطولة حينما انتقد حكم الكرسي طريقة ملبسي بوجود بانطلون قبل إجراء قرعة الإرسال، والذي طلب مني أن أخلعه في حال رغبتي بلعب المباراة، وأخبرته بأنني ألعب خلال 12 عاماً بهذا الملبس ولا يمكنني اللعب بدونه.

علماً بأن قاعدة الملابس ITF و WTA تسمح باللعب مع وجود البنطلون تحت الركبة، وطلبت منه اللجوء إلى حكم عام البطولة قبل اتخاذ قرار منعي باللعب، وبالفعل حضر الحكم العام أخبره بأن اللبس مسموح به، وأشارت النبهانية أن اللبس هو من شركة متخصصة في المجال الرياضي وتصميم ملابس الرياضيات في شتى الرياضات، ومع ذلك طلب مني حكم الكرسي رفع البطلون لأنشين، وسألته بأن هل هذا يحدث فارقاً كبيراً لديه، في حادثة استفزازية ليست إلا، وقبل اللقاء حضرت بعض اللاعبات لتهدئتي وخاصة أنها المباراة الأولى في البطولة والتي تعتبر نقاطها مهمة لي والحمد لله استطعت أن أخوض المباراة واستكمالها والفوز بها.

الانسحاب بأخطاء تحكيمية متعمدة

جاء اللقاء الثاني وهو الأهم لي ونقاطه توصلني لأعلى تصنيف لي خلال مسيرتي بحيث أصل بعد اللقاء للتصنيف 360 وهو تصنيف جيد، وقبيل اللقاء ذهبت لاستلام الماء المخصص لي من قبل اللجنة المنظمة والتي توفر المياه للاعبات قبل المباريات لعمل مشروب الطاقة الخاص بكل لاعبة، ولكن حين سؤالي لأحد موظفات اللجنة المنظمة ردت علي بأن الماء متوفر في الخارج يباع، وهو رد ليس بمنطقي، فأمر توفير المياه متعارف عليه وعلى اللجنة المنظمة توفيره للاعبات في الملعب، ولكنني خرجت لتوفير المياه لنفسي للتركيز على المباراة، وكأن الجميع يحاول أن يؤثر عليك.

لم يوجد بالمباراة ملتقطي الكرات وكنا نحن من نقوم بالتقاط الكرات، وكما هو متعارف عليه بأن ملتقطي الكرات جانب من أساسيات المباراة، وفي قانون التنس لا يمكن اللعب بوجود كرات في الملعب متناثرة، ويمنع وجود أية مواد بالملعب حتى أوراق الشجر، كي لا يتشتت فكر اللاعبين، وكانت اللاعبة الخصم تتعمد منذ بداية المباراة بوضع داخل ملعبها لتشتيت انتباهي، وذهبت لحكم الكرسي أبلغته بذلك ورد علي قائلا: هذا ملعب وهو خيارها.
أنهيت المجموعة الأولى لصالحي واجتهدت كثيرا للتعامل مع تعامل الحكم اتجاهي، وكان هنالك تمييز واضح في التعامل بين اللاعبتين من قبل حكم المباراة، وبين المجموعتين الحكم يتخاطب مع اللاعبة بالفرنسي، واستمرت اللاعبة الخصم بجلب الكرة ووضعها بجانب الشبك في المجموعة الثانية بهدف استفزازي وتكررت هذه الفعلة، وذهبت إلى حكم المباراة مرة أخرى لاتخاذ قرار ضد اللاعبة وللأسف قال بأن هذا ملعبها، وطلبت منه حضور الحكم العام للبطولة، وللأسف لم يوافق وقال هذا قراري من حقي أنا.
وفي النقطة الأخيرة بالمجموعة الثانية والتي تنهي المباراة لصالحي، سجلت النقطة والجمهور والمتابعين بدأوا بالرحيل باعتبار المباراة انتهت، ولكن قرار الحكم جاء مفاجئاً باحتساب الكرة خارج الملعب، وتواصل الحكم اتخاذ قرارات ضدي واحتساب كراتي خارج الملعب، وحينما ذهبت لمناقشته بكل احترام أدلى لي الإنذار لأني ذهبت لمناقشته على سبعة أخطاء متتالية، وانتهت المجموعة الثانية لصالحها، تواصل أخطاء الحكم وتعمدها هذا يعني أنني لو استكملت المباراة فلن أفوز، نزل هنا الحكم العام وحين الحديث معه هدد بإنذاري أيضا، وخرجت من الملعب بعد أن شرحت كامل الوضع للحكم العام على العنصرية الواضحة في البطولة كوني العربية والمسلمة الوحيدة في البطولة. وأضافت: أمارس رياضة التنس منذ طفولتي وأتشرف بتمثيل وطني في مختلف المحافل الدولية، وأحاول أن أطور من نفسي بشكل مستمر، وأقضي أوقاتي في التدريبات والمباريات والمشاركات ورفع علم بلدي عاليا هي أجمل اللحظات التي أعيشها، ولم أتوقع أن تأتي اللحظة التي أرى أن الرياضة مرتبطة بالعنصرية، فقد عشت أسوأ المشاعر في مسيرتي الرياضة اتجاه التعامل في بطولة فرنسا والتمييز الواضح.

الاتحاد الدولي يستلم

الخطاب ويبدأ بالتحقيق

وعن المسار الرسمي للحادثة قالت: فور انسحابي من المباراة مباشرة قمت بإرسال خطاب للاتحاد الدولي للتنس، ورابطة محترفات التنس أوضحت فيه كافة تفاصيل التعامل خلال البطولة من اليوم الأول وتعامل المنظمين، والتمييز الذي حصل خلال البطولة سواء قبل المباراة أم أثناء اللعب، وتلقت النبهانية رداً من الاتحاد الدولي بالاعتذار عن الحادثة وبأن مواضيع العنصرية تأخذ بكل جدية في الاتحاد الدولي للتنس، وبأنه سيتم التحقيق في الحادثة وأخذ كافة المعلومات، وأشارت النبهانية إلى أن الاتحاد الدولي وجه إليها أسئلة حول الحادثة، وأيضاً ستطرح أسئلة على اللجنة المنظمة، ومن المؤكد أن يتم طرح الأسئلة على اللاعبات المشاركات في البطولة من تابعن المباريات في الملعب، وسيكتمل المشهد أمام الاتحاد الدولي للتنس. وأكدت النبهانية بأنه يجب نبذ هذه التصرفات ويجب توجيه عقوبة على الحكام وعلى المنظمين حول ذلك وسنترقب الأحداث في الأيام المقبلة.

وتعد فاطمة جماهيرها بأنها ستبذل جهودها من أجل تحسين مستوياتها الفنية والبدنية، وهي حريصة على تحقيق الانتصارات.

وقد سخرت كافة إمكانياتها من أجل الوصول لأفضل المراكز خلال مشاركاتها.