كوبا تستعد لزيارة أوباما بعد 50 عاما من القطيعة

الحدث الأحد ٢٠/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٠ ص
كوبا تستعد لزيارة أوباما بعد 50 عاما من القطيعة

هافانا – ش – وكالات

بدأت أعمال التجميل تظهر فى شوارع وجدران العاصمة الكوبية هافانا استعداد لاستقبال الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعد 50 عاما من الحظر والقطيعة بين الولايات المتحدة وجارتها الجنوبية.
وتعتبر زيارة أوباما لكوبا هى الأولى لرئيس أمريكى وهو فى منصبة منذ قرن تقريبا، وقد بدأت مئات العمال فى تزيين واجهات المبانى والشوارع والآثار ورسم اللوحات الجدارية المرحبة بالضيف الأمريكى وظهرت صور لأوباما وكاسترو فى شوارع العاصمة قبل يوم من الزيارة التاريخية.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد التقى نظيره الكوبي راوول كاسترو في هافانا قبل يومين من الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما للجزيرة.
وقال مجلس الدولة الكوبي في بيان تلي بحضور كاسترو ان مادورو "يواجه بشجاعة وذكاء" التدخلات في الشؤون الداخلية لبلده "مثل المرسوم الذي (وقعه اوباما و) يعتبر فنزويلا عن غير حق تهديدات".
من جهة اخرى، منح خليفة هوغو تشافيز الذي وصل صباحا الى هافانا، وسام خوسيه مارتي، وهو الارفع الذي تمنح الجزيرة.
وترتدي هذه الزيارة طابعا خاصا في وقت تستعد فيه كوبا لاستقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما اعتبارا من اليوم الاحد في زيارة تهدف الى تكريس التقارب الذي بدأ نهاية العام 2014 بين العدوين اللدودين من زمن الحرب الباردة.
وتتسم العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة بالتوتر. وتتهم كراكاس باستمرار واشنطن بمحاولة زعزعة الحكومة الاشتراكية التي تعيش ازمة اقتصادية خانقة وبرلمانا تسيطر عليه المعارضة.
واستدعت كراكاس في التاسع من مارس اعلى ممثل دبلوماسي لها في الولايات المتحدة بعد قرار واشنطن تمديد مرسوم يصف فنزويلا "بالتهديد غير العادي والاستثنائي للامن" الاميركي.
ودان بيان مجلس الدولة الكوبي "الاعمال المتواصلة لزعزعة الاستقرار والعنيفة التي تقوم بها المعارضة (الفنزويلية) بما في ذلك حرب اقتصادية واعلامية مدعومة من الخارج".
وتعبر كوبا باستمرار عن تضامنها مع حليفها الذي يدعم اقتصاديا الجزيرة من خلال تقديم النفط باسعار تفضيلية.
ولا شك ان زيارة اوباما كانت موضع بحث بين كاسترو ومادورو الذي جاء رسميا لمناقشة التعاون الاقتصادي والسياسي وفي مجال الطاقة.
ويتوجه الرئيس الاميركي باراك اوباما الى كوبا اليوم الاحد لترسيخ تقارب لم يكن ممكنا لسنوات طويلة بين البلدين وايضا لتحسين صورة ارثه الرئاسي بعد الجدل الذي اثارته بعض خياراته في الشرق الاوسط.
حتى الان كان الحذر اساس السياسة الخارجية للرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الذي انتخب على اساس تعهده انهاء الحرب في العراق وافغانستان. الا انه اثبت بدعوته الى فتح "صفحة جديدة" مع كوبا تحليه بجراة لم يتمتع بها اي من اسلافه.
وعندما ستحط الطائرة الرئاسية في كوبا ، بعد يومين على زيارة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وبعد قرن على اخر زيارة لرئيس اميركي، سيطوي اوباما صفحة من تاريخ الولايات المتحدة ليبدا منحى جديدا في سياسة بلاده في القارة الاميركية.
ومن المقرر ان يجري اوباما الذي ترافقه في الزيارة زوجته ميشيل وابنتاهما ماليا وساشا، لقاء منفردا مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو لكن لم يتم الاعلان عن اي لقاء مع شقيقه الاكبر فيديل الذي ابتعد عن السلطة قبل عقد.
ويتوجه اوباما الذي سيلتقي ايضا منشقين ومسؤولين اقتصاديين، الى الكوبيين بكلمة يعاد بثها عبر التلفزيون والاذاعة على غرار الخطاب الذي اعلن فيه في 17 كانون الاول/ديبسمبر 2014 من البيت الابيض بدء التقارب بين البلدين العدوين في السابق.
واوضح بن رودس مستشار اوباما الذي خاض مفاوضات سرية مع هافانا طيلة 18 شهرا "هذه الكلمة لحظة فريدة في تاريخ البلدين".
وتزخر زيارة اوباما التي تستمر ثلاثة ايام بالمحطات الرمزية من بينها زيارة مع اسرته الى المدينة القديمة، وتكريم ابي الاستقلال خوسيه مارتي في ساحة الثورة ومباراة بيسبول وغيرها من المحطات.