فدرالية الأكراد تثير مخاوف السوريين

الحدث الأحد ٢٠/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٣٨ ص
فدرالية الأكراد تثير مخاوف السوريين

عواصم – ش – وكالات

تقف سوريا أمام مفترق طرق قد يُنهي الشكل الحالي للدولة السورية، ويحولها إلى "اتحاد فيدرالي أو كونفيدرالي"، حيت تزامن هذا الطرح مع إعلان الأكراد منذ يومين إلى قيام كيان لهم تحت مسمى "كنفيدرالي"، الأمر الذي دفع صحيفة " الوطن" السورية المقربة من الحكومة في دمشق يوم أمس السبت إلى اعتبار فيدرالية الأكراد المعلنة تقسيم البلاد ومساس بسيادة الدولة وذكرت الصحيفة -في عددها أمس- أن معارضين وأكرادا عبروا عن رفضهم القاطع لنتائج اجتماع الرميلان بمحافظة الحسكة الذي أعلن الحاضرون فيه عزمهم تطبيق نظام الفيدرالية في شمال سوريا.
وأضافت" رفض تيار قمح الذي يرأسه هيثم مناع، وهو الرئيس المشترك لـمجلس سوريا الديمقراطية الذي يضم أغلبية كردية، نتائج اجتماع الرميلان". وكانت عشرات الشخصيات من مكونات محافظة الحسكة اجتمعوا في منطقة رميلان أحدى مناطق المحافظة شمالي سوريا بقيادة كردية وأعلنوا الفيدرالية من هناك حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية صغيرة تشكلت حديثاً.
ونقلت الصحيفة عن المعارض السوري مناع المقيم في جنيف قوله "ضرورة بناء دولة ديمقراطية برلمانية، تعتمد اللامركزية الديمقراطية في الإدارة وإعادة البناء والتنمية، وضرورة بناء دولة حديثة بجيش وطني واحد ضمن حدود الوطن السوري المشترك، وتحترم حقوق المواطنة وحقوق المكونات الأساسية للمجتمع".
وشدد على أن يكون المشروع وطنيا لا مناطقياً يؤكد على ثوابته دستور واحد يقره الشعب السوري . وكان مؤتمر الرميلان اختتم أعماله الخميس بتكليف "الهيئة التنظيمية" المنبثقة عنه بإعداد عقد اجتماعي ورؤية قانونية سياسية شاملة في مدّة لا تتجاوز ستة أشهر، من أجل العمل على تأسيس نظام فيدرالي ديمقراطي شمال سوريا.
وقال مناع "حزب واحد من مكونات مجلس سوريا الديمقراطية قام بهذا الإجراء بشكل منفرد" مضيفا أن هذا الإعلان يتناقض مع أهداف المجلس.
ومضى مناع يقول "نحن مع سوريا المركزية الديمقراطية ولكن عندما أتحدث عن ذلك نتحدث عن نظام يتناسق مع الوضع السوري وينطلق من المعطيات السورية ويقرره الشعب السوري ولا يفرض من أي جانب بسبب وجوده العسكري في المنطقة."
ولم يُدعَ مجلس سوريا الديمقراطية إلى محادثات السلام في جنيف هذا الأسبوع. ودعت الأمم المتحدة مناع بصفة شخصية إلى المفاوضات لكنه رفض الحضور إذا لم يدعَ المجلس ككل ويقول إنه ما زال مصرا على هذا الموقف.
ومن جانبهما، اعتبرت كل من "الجبهة الشرقية" و"المجلس الأعلى للعشائر والقبائل في سوريا" عبر بيان أن "إحداث كانتون انفصالي بالمنطقة الشمالية الشرقية يمس سيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها ويؤجج النزاعات القومية والطائفية بين أبناء الشعب السوري"، في حين رأى "الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي" أن قرار اجتماع الرميلان "لا يتعلق بمصير الشعب الكردي في سورية وإنما بمستقبل عموم الشعب السوري". بحسب الصحيفة.
وتابعت أن عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة منذر خدام أكد انه من حيث المبدأ "نحن نرفض التصرف الأحادي الذي أقدم عليه الكرد، ونحن ضد الفيدرالية ومع اللامركزية الإدارية".
واعتبر70 "فصيلاً" من التنظيمات المسلحة في بيان أمس الأول أنه "خطوة خطيرة تهدف إلى تقسيم سوريا"، والتهبت مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين الى الان بالأصوات السورية على اختلاف تنوعها المنددة و الرافضة لهذه الخطوة الكردية ، معتبرة ان الكرد أبناء سوريا و لا يجوز ان يتصرفوا منفردين و خاصة في ظروف الحرب الصعبة هذه.
وندد أحد زعيمي تحالف سياسي من الأكراد والعرب في سوريا بقرار اتخذته المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال البلاد بالسعي للحصول على حكم ذاتي مما يظهر معارضة للخطوة حتى بين أقرب حلفائهم. وسارعت الحكومة السورية وتركيا إلى إدانة الخطوة وكذلك واشنطن التي تخشى من أن تعقد محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف.