مسؤولة ليبية لـ "الشبيبة": اخترنا السلطنة لمشاورات الدستور لحيادها

الحدث الأحد ٢٠/مارس/٢٠١٦ ٠٠:١٧ ص
مسؤولة ليبية لـ "الشبيبة": 
اخترنا السلطنة لمشاورات الدستور لحيادها

مسقط - صلالة - محمد البشتاوي - عادل اليافعي

تتجهُ الأنظارُ مجدداً إلى السلطنةِ، وهذه المرة إلى صلالة، حيثُ بدأت مشاورات الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي، برعاية الأمم المتحدة، في محاولةٍ لجمع الأطراف الليبية وتقريب وجهات النظر بينها، لإقرار دستور للبلاد من شأنهِ أن يمنح ليبيا فرصةٍ لاستعادةِ أمنها.

كلمة معالي ابن علوي
الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبدالله نقل في كلمته الافتتاحية تحيات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - للأطراف الليبية المشاركة في مشروع تأسيس وصياغة الدستور متمنيا لهم التوفيق والنجاح في مشاوراتهم.
وعبر الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في كلمته أمس بمناسبة بدء المشاورات الليبية لإعداد الدستور عن ثقة السلطنة على قدرة المشاركين على تجاوز الاختلافات والمعضلات التي ستواجههم والمحن التي تمر بها ليبيا بمزيد من العزم، مؤكدا أن هذا الإجتماع يرسم مستقبلا وتاريخا عظيما لليبيا فيعطى كل ذي حق حقه دون تدخل من قريب أو من بعيد.
وقال معاليه إن الأيام القادمة تشكل مفترق طرق تجمع نهايتها كل الليبيين الذين قامت على أكتافهم الثورة الليبية في كل مكان في ليبيا مؤكدا للمشاركين أن الأمم لا تبنى بالنزاعات بل بالتلاحم والتضامن والتسامح وإيجاد العذر للبعض بإغلاق أبواب الشر وفتح أبواب الخير.
واستدل الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية على ذلك بقوله" في عمان مررنا بالكثير من المشكلات ورافقها الكثير من القساوة لكننا فتحنا باب العذر وأوجدنا العذر فخيرنا خيرنا لبلده ولا يتأتى ذلك إلا باتساع عقل الحاكم واتساع البلد للجميع".
وجدد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله ثقته عن قدرة المشاركين في الإجتماع على تجاوز كل مايقف في طريق وحدتهم وتوافقهم وقدرتهم على فتح أبواب الأعذار لبعضهم بعض واصفا إياهم بأنهم "الجسور" للامة الليبية".
وفي غضون ذلك؛ أكدت مسؤولة ليبية في الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، يوم أمس السبت، في تصريح لـ "الشبيبة"، أن مشاورات صلالة بصفة عامة كانت إيجابية، مشيرة إلى أنه تم اختيار السلطنة من قبل اللجنة التأسيسية، نظراً إلى ما تتمتع به الدبلوماسية العمانية من حيادٍ وعدم تدخل في شؤون الدول الأخرى.

لماذا تم اختيار السلطنة
مقررة لجنة العمل في الهيئة التأسيسية، د. نادية عمران، قالت لـ "الشبيبة": تم اختيار السلطنة لأنها "دولة عربية ليست في سياستها الخارجية التدخل في قضايا الدول الأخرى، وقد كان لدينا ثلاث خيارات؛ جنوب أفريقيا، ماليزيا، وسلطنة عُمان، فكانت السلطنة أول من أبدت ترحيبها، واستعدادها، وأكد لنا السفير العُماني في تونس أنه لن يتدخل في عملنا، وأن السلطنة ستوفر لنا المناخ الملائم والدعم اللازم، وهذا ما تحقق".
وحول مشاورات يوم أمس السبت، قالت: بصفة عامة المشاورات إيجابية أمس توافقنا فيما يخص حقوق المرأة واليوم طرحنا باب الحكم المحلي وأعتقد ممكن تبقى نقطتين فقط وسنحاول التوافق حولها، ونكون بذلك أنهينا النقاط الخلافية في الحكم المحلي وحقوق المرأة، ويتبقى عندنا المواضيع الخلافية الأخرى فيما يتعلق بالعاصمة وتوطين السلطات وانتخاب الرئيس.
وفيما يتعلق بدور الدستور الليبي في حال إقراره المساهمةِ في حل الأزمة الليبية، أشارت إلى أن ذلك من شأنه أن يسهم في تقديم حل جزئي للأزمة، لكن يستلزم ذلك الاستفتاء على الدستور، وأن تكون الأوضاع الأمنية في البلاد مستقرة، وهذا غير متوفر حاليا، والاستقرار المطلوب هو من أجل تمكين المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من العمل على الاستفتاء الخاص بالدستور.
وشددت عمران في تصريحاتها لـ "الشبيبة" أن المدة الخاصة بعمل الهيئة انتهى والتمديد سيتم بناءً على الاتفاق السياسي، موضحة أنه في حال إقرار الاتفاق السياسي في مجلس النواب الليبي، فإن ذلك قد يتيح تمديد عمل الهيئة "لكن موعدنا الآن سينتهي في 24 مارس الجاري، لذلك نحن نسابق الزمن حتى نضمن أن تكون مسودة الدستور قد خرجت إلى العلن".
وحول الرعاية الأممية للمشروع، قالت "إن الهيئة اشترطت على الأمم المتحدة أن لا تتدخل في عملنا، وأن لا تحاول أن تفرض علينا أي إملاءات أو أجندات، وبناء على هذا الوعد؛ اقتصر عمل الأمم المتحدة على تيسير أعمالنا، وتوفير الخبراء، والمكان الهادئ لتحقيق التوافق". وحول هوية ليبيا فأكدت أن الهيئة ركزت في مشروع الدستور على أن ليبيا دولة عربية ودولة مسلمة وجزء من أفريقيا، وأن بها تنوع ثقافي ولغوي.

شكر خاص للسلطنة
وفي الافتتاح شكر رئيس الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور معالي الدكتور الجيلاني عبد السلام أرحومة محمد بعثة الأمم المتحدة على دورها، وعلى ما يبذلونه من جهد في دعم الهيئة التأسيسية وقال" وشكرنا الخاص كذلك لسلطنة عمان سلطاناً وشعبا وحكومة على مبادرتها الكريمة باستضافة الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور على أراضيها بغاية توفير وتهيئة بيئة مناسبة للتشاور والحوار بين أعضاء الهيئة للوصول إلى توافقات حول مواضيع مختلفة في مشروع الدستور ومن ثم التسريع فى إنهاء الهيئة لمهمتها التي ينتظرها الشعب الليبي"
وتابع معالي الدكتور الجيلاني "في الواقع وصلنا لسلطنة عمان هذا البلد الكريم لكي نتوافق في العديد من النقاط التي تشكل خلاف" وهنا هيئوا لنا جميع الأجواء والمناخات التي تسهل هذا الأمر وتعمل على إنجاح الحوار والتفاوض وهذا يشكرون عليه ونحن هنا نتشاور ونتحاور بالاستعانة بالخبراء الأمميين في نقاشاتنا وحواراتنا وخاصة في النقاط الخلافية ونبتعد عن اي تأثيرات خارجية للوصول الى مصلحة ليبيا وشعبها وما يوصلها الى استقرار حقيقي وتوافق بين الجميع وتذليل كل الصعاب العالقة .
وقال: انجزنا الكثير من النقاط الخلافية وتبقي أمامنا النقاط الفنية التي ايضا نعمل عليها بشكل عملي سوى بالتفاوض أو نذهب بها إلى التصويت وهذا الأمر يوصلنا الى دستور يجمع عليه جميع أبناء الشعب الليبي وهو ما سوف يخلق لنا خارطة طريق إلى مستقبل أفضل في ليبيا".
من جانبه قال رئيس ديوان الهيئة التأسيسية للدستور عبدالله الصيفاط ان المتابع للشأن الليبي سوف يدرك ان ما نقوم به امر اعتيادي وهو خروجنا في جلسات تشاورية تعمل على تقارب وجهات النظر بين الاطراف الليبية ونحن هنا نشكر حكومة السلطنة على هذه الاستضافة الكريمة والتهيئة الأكثر من رائعة لأجواء الحوار والتفاوض والتي إلى وقتنا الحالي يسودها الكثير من التفاهمات الودية ونأمل أن نصل الى نجاحات اكبر وهذه التشاورات حدثت من قبل داخل الدولة الليبية أو خارجها وبرعاية أممية ونحن في كل هذه التشاورات والمحادثات وصلنا الى الكثير من النقاط التي يمكن ان تعمل على التقارب وهناك بعض الامور التي يمكن ان تشكل تباين نسبي وجزئي فيما بين الاطراف.