بكين ترفض تصريحات ترامب وتوقعات بخسائر أمريكية جراء الحرب التجارية

الحدث الخميس ٢٧/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٣:١٠ ص

عواصم - - وكالات

رفضت الصين، أمس الأربعاء، ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول النزاع التجاري بين الجانبين وأظهر نموذج محاكاة للبنك المركزي الأوروبي أمس أيضا أن الولايات المتحدة ستكون أكبر الخاسرين إذا بدأت حربا تجارية مع الدول الأخرى بينما ستحقق الصين استفادة أكبر بعد الرد بإجراءات انتقامية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في مارس إن الحروب التجارية «جيدة ويسهل الفوز بها» وذلك حين بدأ نزاعا مع الصين فرضت فيه إدارته رسوما جمركية على الصلب والألمنيوم وعدد من المنتجات الصينية المختلفة.

وتفترض دراسة البنك المركزي فرض رسوم أمريكية نسبتها عشرة بالمئة على جميع الواردات ورد الدول الأخرى بالمثل. وتشير الدراسة إلى أن الولايات المتحدة ستتحمّل الوطأة الكبرى في تقلص التجارة والضرر الواقع على ثقة المستهلكين والمستثمرين.
وقالت الدراسة «النتائج التقديرية تشير إلى أن وضع الصادرات الصافية للولايات المتحدة سيتدهور كثيرا... في هذا النموذج، تضخ الشركات الأمريكية استثمارات أقل وتوظف عمالا أقل، وهو ما يعظم الأثر السلبي».
ويقدّر المركزي الأوروبي أن النمو الأمريكي سينخفض أكثر من نقطتين مئويتين. ويتوقع صندوق النقد الدولي حاليا أن ينمو الاقتصاد الأمريكي 2.9 بالمئة هذا العام و2.7 بالمئة في السنة المقبلة. في المقابل، ستستفيد الصين من زيادة الصادرات إلى دول ثالثة تخضع فيها السلع الأمريكية لرسوم، لكن هذا المكسب الطفيف سيكون مؤقتا وسيبطله جزئيا الأثر السلبي الواقع على الثقة. في غضون ذلك، قد تنخفض التجارة العالمية بما يصل إلى ثلاثة بالمئة مقارنة مع فترة الأساس.
ونموذج البنك المركزي الأوروبي نظري بحت ولا يطابق الأوضاع الواقعية للتجارة. وفرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على سلع صينية بقيمة 200 بليون دولار، وردت الصين بفرض رسوم على سلع أمريكية قيمتها 60 بليون دولار. على الجانب الآخر رفضت الصين تحميلها مسؤولية فقدان ملايين الوظائف في الولايات المتحدة وحدوث عجز تجاري بلغ 13 تريليون دولار خلال العقدين الفائتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «جينج شوانج» خلال المؤتمر الصحفي اليومي بمقر الوزارة إن إلقاء اللوم على الصين في القضايا الاقتصادية والتجارية التي ذكرها الرئيس الأمريكي «غير منطقي»، قائلا: «التعاون في المجالين التجاري والاقتصادي بين الجانبين قائم على الربحية للطرفين، والجانبان حققا مكاسب ملموسة بسبب هذا التعاون خلال السنوات الفائتة».
وأكد المتحدث باسم الخارجية الصينية أن موقف بلاده ثابت حيال أي خلاف، وهو ضرورة أن يكون الحل عبر الحوار والتشاور بدلا من الأحادية، داعيا الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاستماع إلى الأصوات التي تنادي بأهمية الالتزام بالتعددية والتعاون من خلال المؤسسات الدولية.
وحول انتقادات الرئيس الأمريكي للاشتراكية، قال شوانج: «أعتقد أن كل دولة لها الحق في اختيار مسار تنميتها الخاص بها، والقول الفصل حيال مدى نجاح ذلك يكون لشعب هذه الدولة».
ودعا شوانج إلى ضرورة التخلي عن عقلية الحرب الباردة، قائلا: يجب أن نتذكر أن 30 عاما مضت على الحرب الباردة، وغالبية دول العالم حاليا لا ترغب في تكرار ذلك.
وقال عضو مجلس الدولة وزير خارجية الصين «وانج يي» إن الصين متمسكة بتطوير علاقات صحية ومستقرة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.
وأضاف وانج خلال لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الصين تهدف إلى تحقيق علاقات ثنائية تتميز «بعدم التصادم وعدم المواجهة، والاحترام المتبادل وتعاون المنفعة المزدوجة» بين البلدين. وتابع وانج أنه قد تكون هناك منافسة بين الصين والولايات المتحدة، ولكن يتعيّن على كلا الجانبين ألا ينظرا لبعضهما البعض بعقلية الحرب الباردة، ويتعيّن أن يتفاديا الوقوع في فخ لعبة المحصلة الصفرية.
وأشار وانج إلى أنه «في الآونة الأخيرة، سعت بعض القوى بالولايات المتحدة إلى التشكيك بالصين، وإيجاد مشاعر عدائية تجاهها، وسببت ضررا بالغا للعلاقات الصينية-الأمريكية»، محذرا من أنه «إذا تركت (تلك القوى) بدون كابح، فستسبب انحرافا بالعلاقات الصينية-الأمريكية، حيث إنها مضادة للمصالح المشتركة لكلا البلدين، وللمجتمع الدولي أيضا».
وأعرب وانج عن أمله أن تخطو الصين والولايات المتحدة «تجاه بعضهما البعض» من خلال تحسين الفهم المتبادل وكبح انتشار المشاعر السلبية، من أجل ضمان تطور العلاقات الثنائية على المسار الصحيح.
وأشاد وانج بجهود وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر لتطوير العلاقات الصينية-الأمريكية، معربا عن أمله أن يواصل كيسنجر تأثيره الفريد وتقديم المزيد من الإسهامات للعلاقات الصينية-الأمريكية.
من جهته، قال كيسنجر إنه متفائل إزاء تطور العلاقات الأمريكية-الصينية على المدى الطويل، داعيا كلا الجانبين إلى النظر لعلاقاتهما من منظور أوسع وتعزيز التعاون في القضايا الدولية والإقليمية، ومواجهة التحديات العالمية.