خطابه بالأمم المتحدة تبنٍ عملي لسياسة «أمريكا أولاً» أهداف ترامب «الصعبة»

الحدث الخميس ٢٧/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٣:١٠ ص
خطابه بالأمم المتحدة تبنٍ عملي لسياسة «أمريكا أولاً» 

أهداف ترامب «الصعبة»

الأمم المتحدة - - وكالات

في كلمة استغرقت 35 دقيقة وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه السنوي في الأمم المتحدة رسالة تحدٍ بأنه سيرفض العولمة وسيحمي المصالح الأمريكية.

بداية تبادل ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني التهديدات في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول الثلاثاء حيث تعهّد ترامب بالمزيد من العقوبات على طهران في حين وصف روحاني نظيره الأمريكي بأنه يعاني من «ضعف في الفهم».
واستغل ترامب خطابه السنوي في الأمم المتحدة لمهاجمة إيران، والثناء على زعيم كوريا الشمالية خصم العام الفائت، لكن الرئيس الأمريكي ركّز كلمته على إيران التي تتهمها الولايات المتحدة بالسعي لامتلاك أسلحة نووية.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة في وقت لاحق، وجّه روحاني انتقادا حادا لقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المعلن في العام 2015.
وأوضح روحاني أنه لا يرغب في «جلسة لالتقاط الصور» مع ترامب مشيرا إلى أن انسحاب الرئيس الأمريكي من مؤسسات عالمية عيب في شخصيته. وأضاف: «إن مواجهة التعددية ليست علامة قوة بل علامة على ضعف في الفهم. إنها تعكس عجزا عن فهم عالم معقد ومتشابك».

عدم ارتياح

وقابل زعماء العالم خطاب ترامب بصمت واضح في ظل شعورهم بعدم ارتياح تجاه آرائه المنفردة التي وتّرت العلاقات الأمريكية مع حلفاء تقليديين في أنحاء العالم.

وكان خطابه سردا مدويا لسياسة «أمريكا أولا» التي يتبنّاها. وعطل ترامب النظام العالمي بقراره سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي واتفاقية باريس للمناخ، وهدد بمعاقبة دول حلف شمال الأطلسي على عدم تقديم مزيد من الأموال لميزانية الحلف.
وقال ترامب: «لن نسلم أبدا السيادة الأمريكية إلى بيروقراطية عالمية غير منتخبة وغير قابلة للمحاسبة».
وأضاف: «أمريكا يحكمها أمريكيون. نحن نرفض أيديولوجية العولمة ونحتضن مبدأ الوطنية».

وجهة نظر بديلة

في معرض تقديمه لوجهة نظر بديلة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأعضاء الجمعية العامة إن قانون البقاء للأقوى، والسياسات الحمائية، والعزلة لن تقود إلا إلى توترات متزايدة.
ودافع ماكرون عن التعددية والعمل الجماعي، وقال إن النزعة القومية ستقود إلى الفشل محذّرا من أن توقف الدول عن الدفاع عن المبادئ الأساسية سيتسبب في عودة الحروب العالمية.
وقال الرئيس الفرنسي: «لا أقبل بتآكل التعددية ولا أقبل بتفكيك التاريخ. إن أطفالنا يشاهدوننا».
وقال ماكرون مستشهدا بإيران إن التعددية ستؤدي مباشرة إلى صراعات.
واستخدم ترامب، الذي يبدأ تجمعاته السياسية بالتباهي بسجله الاقتصادي خلال أقل من عامين في السلطة، نفس الأسلوب أمام زعماء العالم، وأبلغهم أنه كرئيس حقق إنجازات أكبر من أي إدارة أخرى في التاريخ تقريبا.
ودفعت كلماته إلى همهمات وضحك بين الحضور مما فاجأ الرئيس إلى حد ما.
وقال ترامب: «لم أتوقع ذلك الرد، لكن لا بأس».

قوة وحزم

من جانبه وفي السياق نفسه، رفض مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون خطة أوروبية لوضع آلية سداد خاصة بهدف الالتفاف حول العقوبات الأمريكية على مبيعات النفط الإيرانية، وضغط على نظام جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت) لإعادة النظر في التعامل مع إيران.
وقال بولتون، في كلمة خلال مؤتمر، إن الولايات المتحدة ستكون «حازمة وثابتة» في فرض العقوبات الاقتصادية على إيران. وأعادت واشنطن فرض العقوبات بعد انسحابها من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية العام 2015.
وقال بولتون إن الولايات المتحدة لن تسمح للاتحاد الأوروبي أو أي جهة أخرى بتقويض تلك العقوبات.
كانت الدول التي ما تزال في الاتفاق، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وإيران، قالت في بيان بعد اجتماع لها يوم الاثنين إنها عازمة على تطوير آليات سداد لمواصلة التجارة مع إيران رغم تشكك العديد من الدبلوماسيين في إمكانية حدوث ذلك.
وشكك بولتون في قدرة الاتحاد الأوروبي على وضع «آلية محددة الغرض» تضمن استمرار مبيعات النفط الإيراني. ووصف دبلوماسيون هذه الآلية بأنها قناة مقايضة سيادية تشبه كثيرا الآلية التي استخدمها الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة.
وقال بولتون: «الاتحاد الأوروبي كثير الكلام وقليل الأفعال».
وأضاف: «سنراقب تطور هذه البنية التي لا وجود لها حتى الآن وليس لها موعد مستهدف. لا ننوي أن نسمح بتفادي عقوباتنا من قبل أوروبا أو أي طرف آخر».
وقال بولتون أيضا إن الولايات المتحدة تتوقع أن يخفض زبائن النفط الإيراني وارداتهم من الخام إلى الصفر بحلول الرابع من نوفمبر قبل أن يبدأ تطبيق العقوبات الأمريكية في الخامس من نوفمبر. وبعث مسؤولون أمريكيون بإشارات متضاربة بشأن ما إذا كان من الضروري وقف مشتريات النفط بحلول هذا التاريخ أم تقليصها إلى حد كبير فحسب.
وقال بولتون: «يتعيّن على البنوك وخدمات الاتصالات المالية مثل سويفت أن تلقي نظرة فاحصة على أعمالها مع إيران وتسأل نفسها عمّا إذا كانت تستحق المخاطرة».وأضاف: «يتعيّن على سويفت أن تحذو حذو عدد متزايد من الشركات... التي أعادت النظر في تعاملاتها مع النظام الإيراني».
ومُنعت إيران من التعامل بنظام سويفت، ومقره بلجيكا، العام 2012 وهو ما عطل قدرتها على إجراء تحويلات مصرفية دولية ضرورية للتجارة الخارجية.
وعادت إيران لنظام سويفت بعد الاتفاق النووي العام 2015 لكن مسؤولين أوروبيين قالوا إنهم يتوقعون أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا على سويفت لإيقاف التعامل مع إيران مرة أخرى.

رد إيراني

نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن وزير النفط بيجن زنجنه قوله أمس الأربعاء إنه إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد وقف الصعود في أسعار الخام فعليه أن يكف عن التدخل في الشرق الأوسط.
ونسبت الوكالة إلى زنجنه قوله «يحاول السيد ترامب تقليص صادرات إيران النفطية بشدة وأيضا منع سعر النفط من الصعود، لكن هذين الأمرين لا يمكن أن يحدثا معا. إذا كان يريد ألا يرتفع سعر النفط وألا يتزعزع استقرار السوق، فعليه أن يكف عن التدخل غير المبرر والتخريبي في الشرق الأوسط وألا يصبح عقبة في وجه إنتاج النفط الإيراني وتصديره».

إيران وأسعار النفط

ورد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لارتفاع أسعار النفط قائلا إنه لو لم يُعاد فرض عقوبات على طهران لما ارتفعت الأسعار كثيرا.
وقال ماكرون: «لو تدبر الأمر، سيرى أن من الجيد لسعر النفط أن تكون إيران قادرة على بيعه... هذا جيد للسلام ولأسعار النفط العالمية. وإلا سيكون هناك مأزق في المنطق. لا حل له عندي... هذه حقيقة اقتصادية... عرض وطلب».