ضمن أمسية نقدية فاحصة.. بنجلالي يفتش عوالم وأسرار «ليل» هلال الحجري بالجمعية العمانية للكتّاب والأدباء

مزاج الأربعاء ٢٦/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٢:٣٦ ص
ضمن أمسية نقدية فاحصة..

بنجلالي يفتش عوالم وأسرار «ليل» هلال الحجري بالجمعية العمانية للكتّاب والأدباء

مسقط -

استضافت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء أمس الأول الاثنين بمقرها بمرتفعات المطار، جلسة نقدية بعنوان «الليل ليس ليلك يا هلال» متضمنة قراءة في ديوان «هذا الليل لي» للشاعر هلال الحجري، قدّمها د.عبدالمجيد بنجلالي أستاذ اللغة العربية في كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى.

الجلسة النقدية جاءت ضمن أعمال الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء الثقافية لهذا العام وأدارها د.مبارك الجابري، تطرّق بنجلالي من خلالها إلى ديوان «هذا الليل لي» للشاعر الحجري كونه حياة مختلفة من وجهة نظر الناقد بنجلالي، وزمنا مختلفا، وبيئة مختلفة، صنعها الشاعرُ هلال بحسِّه المُرهف، ومَلَكتِه الإبداعية التي لا تُضاهى أو تُجارى، وبِهَمْسِه الذي يخترق الحنايا والضّلوع، وبإيقاع كلماتِه التي تَطْرَبُ لها العقول، وبِفَنِّيةٍ في التّعبير لا تنقادُ إلا لِمن تربَّعُوا حقَّا على مملكةِ الشِّعْر، وتناوَبُوا على كرسِيِّ عَرْشِه، وهلالٌ واحدٌ منهم بلا مُنازع، وبكلِّ جَدَارةٍ واستحقاق. فليس كلّ من طبع ديوانا شعريّا، أو روايةً، أو قصّة، يُعَدُّ شاعرا أو روائيا أو قاصّا. فقد أصبح طفْحُ الطّفيليات جليّا في عالم الإبداع في وقْتنا الحاضر.
مضيفا بنجلالي أن هذا العمل الإبداعيّ يتشكل من سَبْعٍ وأربعين (47) قصيدةً شعريةً تختلفُ فيما بينها طولا وقِصَرا، مؤكدا بنجلالي أنّ المتأمِّلَ في قصائد ديوان «هذا الليل لي» سيجدُ أَنَّها تُعبِّرُ بوضوحها وغموضها، وبإشاراتها وإيحاءاتها، وبعُمقها التاريخي وجُنُوحها الفلسفيّ أحيانا، عن أشياء دفينةٍ مهما بدتْ في الظّاهر أنَّهَا واضِحةٌ وجَليَّةٌ. فحين يتحدّث الشاعِرُ عن الطبيعة (الجبل الأخضر، الصحراء) فإنّه لا يُقدّمُ وصْفا لها على غِرار ما فعلهُ شعراءُ الطبيعة مثل ابن خفاجةَ الأندلسي، وابن الزقّاق البلنسي، وابن عبد ربّه.
موضحا بقوله إن قصائد هذا الديوان أكّدت عشق الشاعر للأنثى وللطبيعة على حدّ سواء، وهو بذلك يحقِّق أرقى اندماج وتلاحم وحُلُول حصل في الديوان بين الجنسين (الأنثى والطبيعة) في لوحة فنّية رائعةٍ لم أَقْوَ على كَبْحِ جماح تداعياتها التي تعاقَبَت على مُخيِّلتي، وممّا يؤكّد عشق الشاعر للأنثى وللطبيعة بلا انفصال بينهُما، أنّه استعار الجبلَ الأخضر (معشوقه الأول) في تضاريس الكون، وأنزل السَّماءَ من عليائها ليقرّبَها إلى الأرض ويُلصقَها بها كي يَندَمِج ويَلْتفَّ العُلْويُّ بالسُّفليِّ، ويطويَ السَّماءَ كطيِّ السِّجِلِّ للكتاب ونجد في الديوان كذلك، خيْطا رفيعا لا يُمكن الاهتداء إليه بسُهولةٍ، ويتجلّى في كوابيسَ مُخيفةٍ يصعبُ اقتفاء أثَرِها أو اتِّباع خطاها لأنّها وُلِدَتْ وَوُئِدَتْ، وكُفِّنَتْ في ظُلمة الليل البهيم، ويقول بنجلالي عندما نقف على مشارف الخطوات الأخيرة في مسيرة الديوان قبل أن يُقْفِل أبوابه، تأتي عباراتٌ مثل فلَقِ الصُّبْح، واضحةً جليَّةً لتمْحُوَ ما تبقَّى من سوادِ الليل المخيِّم على هذا الديوان. هذا الديوان كما يقول بنجلالي ثمَرَةٌ لموسِمِ حصادٍ بطلهُ الشاعر، وبذوره العُزلة، وبُكاؤه الغربة، وهمُّه الوطن، وزندهُ الأنثى التي تحوَّلَتْ إلى معبودة بأنوثتها وحدها لا شريك لها في هذا الديوان.
تخلل الأمسية إلقاء بعض من النصوص الشعرية للشاعر هلال الحجري، إضافة إلى فتح النقاش مع الحضور الثقافي للأمسية حول ما قدّمه بنجلالي إضافة إلى التطرّق إلى قصائد الشاعر الحجري.