المهندسة نورة البلوشية أول عمانية تشارك ببرنامج حول البيئة في الصين

مزاج الأربعاء ٢٦/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٢:٣٥ ص
المهندسة نورة البلوشية 

أول عمانية تشارك ببرنامج حول البيئة في الصين

مسقط - لورا نصره

تشارك المهندسة نورة بنت علي البلوشية كأول عمانية وخليجية في الدورة الثامنة من البرنامج التدريبي «برنامج المياه والصرف الصحي 2018»، الذي يُقام في العاصمة بكين حاليا خلال الفترة من 1 يوليو وحتى 28 سبتمبر 2018.

تحمل نورة شهادة الماجستير في هندسة المعالجة، وهي محاضرة بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا (كلية كالدونيان الهندسية) وباحثة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي. عملت على استخدام الطحالب الدقيقة لمعالجة المياه خلال دراستها للبكالوريوس (الهندسة الكيميائية) ومن ثم توجهت لتحضير مواد النانو (9 - 10) لذات الهدف وهو معالجة مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الصحي الناتجة من الشركات الصناعية خلال دراستها للماجستير.

هكذا تم اختياري!

أهمية مشاركة نورة في الدورة تأتي من عدة أمور؛ أولها الفائدة المكتسبة التي ستخرج بها وأيضا كونها العُمانية والخليجية الأولى التي تُتاح لها هذه الفرصة، فكيف وقع الاختيار عليها؟
تقول نورة: تم اختياري من قِبل الأكاديمية الصينية للعلوم CAS كأول عُمانية وخليجية للمشاركة في الدورة الثامنة من البرنامج التدريبي المُقام في العاصمة الصينية بكين، تحت عنوان «برنامج المياه والصرف الصحي 2018» وأقدّم فيه ورقة عمل تحمل عنوان «استخدام تقنية النانو في تحضير المحزات الضوئية للتطبيقات البيئية (أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم)».
تضيف: إجمالي المتقدمين لهذا البرنامج كان حوالي 500 - 600 باحث وتم اختيار 37 باحثا من 23 دولة ومنهم سيتم اختيار 5 - 6 باحثين لبرنامج الزمالة المقدّر بثلاثة أشهر، أما بقية الباحثين فيستمروا فقط لمدة أسبوعين.

اختيار مدروس

وحول هدف الأكاديمية من اختيار مشاركين من دول مختلفة، تقول نورة: تركّز الأكاديمية الصينية للعلوم على اختيار مشاركين من الدول النامية ويتم الاختيار وفق التوزيع الجغرافي واشتراط حصول الباحث على درجة الماجستير فما فوق وأن يكون متخصصا بالبحث العلمي وأن يكون قد سبق له العمل في مجال البحث. حيث تسعى الأكاديمية الصينية للعلوم لإيجاد بيئة نقاش علمي بحثي من خلال طرح الباحثين مشاكل البيئة الموجودة في دولهم ومشاركة طرق العلاج لها للحصول على بيئة صحية نظيفة. وكان التركيز الفعلي على مشاكل المياه وبطبيعة الحال فالمياه تختلف باختلاف مصادرها كما تختلف طرق علاجها وإمكانيات الدول لتقديم العلاج.
وحول أبرز المشاكل التي يواجهها العالم تقول نورة: يواجه العالم مشاكل مختلفة منها النقص في الغذاء ونقص مصادر الطاقة، ومحاولة استبدالها بقدر المستطاع بالطاقة المستدامة كالشمس والرياح، كما يعاني أيضا من مشكلة مياه الصرف والتي تحمل في طياتها الكثير من المواد التي يجب التخلص منها بالطريقة السليمة، لذلك يلجأ الباحثون لإيجاد حلول صديقة للبيئة.

بحوثي في تقنية النانو

وتقوم نورة بإنجاز عدد من البحوث وحولها تقول: ابتدأ بحثي في استخدامي تقنية النانو لمعالجة مياه الصرف الصحي من خلال تحضير المواد في المختبر.
زنك اوكسايد وتيتانيوم دايكسياد هي عناصر كيميائية تنشط بوجود الطاقة الشمسية وخلال نشاطها تعمل على معالجة المياه ولكون السلطنة تتمتع بوجود الشمس خلال معظم أيام السنة فإن هذه المواد قد تكون إحدى الطرق المستخدمة مستقبلا.

برنامج الدورة

تتحدّث نورة عن البرنامج الحافل الذي عملت عليه خلال الدورة التي بقي على نهايتها يومان فتقول: خلال وجودي معهم زرت العديد من مواقع العمل وحضرت أيضا محاضرات لأوراق علمية وذلك خلال فترة التدريب القصيرة لمدة أسبوعين. من ثم اخترت أن أكون في مجموعة تهتم بمعالجة المياه وكان لي الشرف أن أعمل تحت إشراف البروفيسور يانج مين، وخلال فترة التدريب تعلّمت الكثير من التقنيات المستخدمة عندهم في معالجة المياه مثل تقنية الأوزون وتقنية البلازما بالإضافة إلى تحديد مسببات الروائح في مياه الشرب ومسببات الألوان في مياه الصرف الصحي.
وتضيف: كما لا أُخفي عليكم أنني اتّجهت قليلا إلى عمليات تخمير لمخلّفات الحمم الناتجة من مصانع إنتاج المضادات الحيوية؛ وذلك لتحويلها إلى سماد واستخدامه فيما بعد كسماد للمحاصيل الزراعية.

المستقبل

وعن المستقبل تقول نورة: خططي المستقبلية تقوم على أن أستمر في الأبحاث العلمية لكونها مجالا ممتعا لي وأحب الاستمرار فيه وأتمنى أن أحظى بإمكانية تطبيق هذه الأبحاث على أرض الواقع، كما يهمني كثيرا أن أكون الملهم لطلابي للخوض في مجال البحث العلمي وإيجاد الحلول الصديقة للبيئة، وأن أُكمل دراستي للحصول على درجة الدكتوراه في هندسة البيئة.
وتختم نورة بقولها: أشكر أهلي وبالتحديد أمي لوقوفهم معي ومساندتهم لي، وأشكر الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا وبالأخص البروفيسور أحمد البلوشي على الدعم، والشكر للأكاديمية الصينية للعلوم لمنحي هذا التدريب وإلى كل الأصدقاء.