سحب أدوية عشبية مغشوشة من السوق العمانية.. وأستاذ جامعي يكشف التفاصيل

بلادنا الثلاثاء ٢٥/سبتمبر/٢٠١٨ ١٧:٢٨ م
سحب أدوية عشبية مغشوشة من السوق العمانية.. وأستاذ جامعي يكشف التفاصيل

مسقط - ش
أجرى الدكتور حيدر بن أحمد بن جعفر اللواتي أستاذ مشارك في قسم الكيمياء بكلية العلوم في جامعة السلطان قابوس دراسة حول الغش في الأدوية العشبية المنتشرة في السلطنة.
وقال الدكتور إن بعض ضعاف النفوس الذين يسعون إلى الربح السريع ولو على حساب صحة الناس يقومون بإضافة مستحضرات ومواد صيدلاينة مصنعة ذات أثر صيدلاني معروف إلى هذه المواد العشبية بهدف زيادة فعالية الدواء العشبي وكفاءته.
وأوضح بحسب الموقع الإلكتروني لجامعة السلطان قابوس: لاحظنا انتشار هذه الظاهرة في مختلف بلدان العالم إلا أنه وفي الوقت ذاته لم نجد دراسة واحدة حول هذا الموضوع عن الأدوية العشبية المسوقة في السطنة، ومن خلال التواصل المستمر مع الجهات الحكومية المعنية لاحظنا أن هذه الجهات تفتقر إلى الكفاءات العلمية اللازمة للقيام بهكذا نوع من الدراسات، ومن هنا وجدنا أنه من الأهمية بمكان ملء هذا الفراغ ورفد هذه الجهات بكفاءات علمية لسد النقص الموجود.
وتحدث الدكتور عن مراحل مراحل الدراسة قائلا: للقيام بهذا النوع من الدراسات لابد من اتباع طرق تحليل دقيقة وفاعلة، لذا قمنا في بداية الأمر بتشكيل فريق علمي ذي خبرة في مجال التحليل الكيميائي ويتكون الفريق من: مني أنا الباحث الرئيسي في هذا المشروع، بالإضافة إلى البروفيسور فخر الدين سليمان والبروفيسورة سلمى الكندية من كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس والصيدلي عمان محمد نور من المديرية العامة للصيدلة والرقابة الدوائية، بعد ذلك قام الفريق البحثي بدراسة مكثفة حول أفضل الطرق وأنجعها للقيام بهذا النوع من الدراسات، ووصلنا إلى قناعة تامة بأنه وللقيام بهكذا بحث على الوجه الأتم لابد من استخدام جهاز يعرف بـ "جهاز فصل السؤال عالي الكفاءة المرتبط بكاشف الطيف الكتلي" (HPLC-MS/MS).
وتابع: لأن كلفة الجهاز عالية جدا، كما أن هناك حاجة لتطوير كفاءات عمانية في هذا المجال لذا تم تقديم مقترح بحثي إلى مجلس البحث العلمي يوضح أهمية الدراسة وأهدافها وكيفية إجرائها والأجهزة التي سنحتاج إليها للقيام بها، وقد وافق المجلس على المقترح العلمي وقدم له الدعم المالي المطلوب وذلك بميزانية تقدر بحوالي 170000 ريال عماني لمدة ثلاث سنوات ابتداء من سبتمبر 2014.
وأضاف: بعد أن قمنا بشراء الجهاز وإعداده، انضم إلى فريق البحث طالب الماجستير إدريس البوسعيدي، الذي بذل جهدا كبيرا في القيام بهذه الدراسة.
وعن النتائج قال الدكتور حيدر إن نتائج التحليل أشارت إلى أن عددًا من المنتجات العشبية المسوقة تحوي أدوية صيدلانية ذات تأثير صيدلاني معروف، حيث تصل نسبة المنتجات العشبية المغشوشة سواء المسوقة على شكل منتج صيدلاني أو عشبي أو كمواد غذائية مقوية إلى حوالي 15 % من المنتجات التي تم تحليلها، كما لاحظنا أن عددًا من هذه المنتجات يتم تحضيرها محليًا كالعسل المخلوط بالمواد العشبية حيث لوحظ أن بعض عينات هذا النوع من المنتجات يتم خلطه بأدوية معروفة تعمل كمحفزات جنسية، فمثلا دواء الفياجرا المعروف الذي لا يصح تناوله إلا بوصفات طبية تم الكشف عنه في عدد كبير من المنتجات العشبية المغشوشة.
ومن أهم النجاحات التي تحققت أنه تم سحب عدد من المنتجات العشبية المغشوشة من السوق المحلية بناءً على نتائج التحليل التي قمنا بها، كما أن البحث تم نشره في عدد من المجلات والمؤتمرات العلمية العالمية، هذا بالإضافة إلى رفد السوق العُماني بأربع كفاءات عمانية قادرة على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه. ومن الإنجازات المهمة الأخرى حصول الطالب إدريس البوسعيدي على جائزة أفضل رسالة ماجستير على مستوى جامعة السلطان قابوس لعام 2016م.
وأوضح الدكتور اللواتي أن الدراسة خرجت بتوصيات مهمة، حيث أوصت بأهمية دعم البحوث العلمية التي لها أثر مباشر على صحة المستهلك لأنه من المهم الاستمرار في القيام بعملية متابعة السوق المحلية للكشف عن الغش في هذه المنتجات كما لابد من القيام بتحليل كميات المعادن الثقيلة في هذا الصنف من المنتجات. وأكدت أيضا أهمية تعاضد جهود الجهات المختصة وتظافرها للتخفيف من هذه الظاهرة التي تهدد صحة الجميع ، وختمت التوصيات بأهمية تثقيف المستخدمين وتوعيتهم بخطورة هذا النوع من المنتجات العشبية المغشوشة.