يوفر 8000 ريال سنويا.. مواقف سيارات في جامعة السلطان تنتج الكهرباء

بلادنا الثلاثاء ٢٥/سبتمبر/٢٠١٨ ١٤:٤٥ م
يوفر 8000 ريال سنويا..  مواقف سيارات في جامعة السلطان تنتج الكهرباء

مسقط - ش

أولت جامعة السلطان قابوس الطاقة المتجددة أهمية كبيرة، سواء عبر تدريسها للطلاب وتشجيعهم عليها، أو عبر الاستفادة من هذه الطاقة في مرافق الجامعة ومبانيها، ومن ذلك مشروع بناء مواقف للسيارات في كلية الهندسة تعمل بالطاقة الشمسية، الذي موّلته شركة جاكوبز العالمية ونفّذته شركة نفاذ للطاقة المتجددة، كما جاء على الموقع الإلكتروني للجامعة السلطان قابوس.

تحدث الدكتور راشد بن سعيد بن مرهون العبري أستاذ مساعد في قسم هندسة الكهرباء والحاسب الآلي بكلية الهندسة عن دور الجامعة قائلا: " يُعدّ مشروع ‏مواقف الطاقة من المشاريع الكبرى التي نفذت في الطاقة المتجددة في جامعة السلطان قابوس، ومن شأن هذا المشروع أن يسهم في تطوير الأبحاث ‏وصقل مهارات التدريس العملية في مجال الطاقة الشمسية بالجامعة".

وأشار الدكتور إلى أن فكرة المشروع جاءت من كلية الهندسة وذلك بتوجيه ‏من عميدها ‏السابق الأستاذ الدكتور عبد الله بن حمد البادي وبالتعاون مع فريق البحث في مجال الطاقة المتجددة في الكلية، حيث ارتأوا ‏بأن يكون للطاقة الشمسية مركزٌ استراتيجيٌ وبيت خبرة للسلطنة في هذا المجال وبالتالي خاطب العميد شركة جاكوبز لتمويل المشروع ورحبت الشركة بذلك.

وأكد العبري اعتماد الكلية على سواعد أبنائها في تصميم المشروع وبنائه، حيث صمم المشروع كلٌ من الدكتور راشد بن سعيد العبري والدكتور محمد بن حمدان البادي ‏‏وبإشراف من الأستاذ الدكتور عبدالله بن حمد البادي وأوكلت الكلية للدكتور راشد العبري مهمة متابعة المشروع ‏وتنفيذ التصاميم المتعلقة به و‏‏متابعة نظام الأمن والسلامة أثناء تنفيذه.
وذكر الدكتور العبري أن هذا المشروع يأتي في مرحلتين، فيغطي في مرحلته الأولى 49 موقفًا من مواقف الكلية وبسعة 84 كيلو واط وهو مربوط بالشبكة من خلال 4 عواكس بسعة 20 كيلو واط لكل عاكس، وسينتج ما يقارب 115 ميجاواط ساعة سنويا.

‏وعن أهمية المشروع أوضح الدكتور راشد: " لهذا المشروع أهمية كبرى لكلية الهندسة ‏بشكل خاص وللجامعة بشكل عام؛ حيث ستسهم الكلية في بناء كوادرها وتبني قدراتها لمواكبة متطلبات البلد في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وفي تأهيل خريجيها في هذا المجال. أما بالنسبة للجامعة ‏فإنها تستفيد من هذا المشروع كعينة لتطبيقه وتعميمه في مختلف مرافق الجامعة وبالتالي تقليل الاستهلاك من شبكة الكهرباء الأمر الذي سيؤدي لتقليل مصاريف الكهرباء في الجامعة. من جانب آخر أفادت الجامعة القطاعات الحكومية والخاصة من هذا المشروع ‏خلال الفصل المنصرم عبر تنفيذ دورتين تدريبيتين في طرق تصميم مشاريع الخلايا كهروضوئية والحسابات المتعلقة بها.

وذكر الدكتور بأن ‏الجامعة ستنفذ خلال العام الأكاديمي القادم دورات تدريبية تستعمل هذه المواقف إضافة إلى البيت الصديق للبيئة كتطبيق عملي بدوراتها، وأيضا تستعد لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع بإشراف عميد كلية الهندسة الأستاذ الدكتور حاج بوردوسن، حيث من المتوقع أن تغطي المرحلة الثانية حوالي 51 ‏موقفًا من مواقف الكلية. مشيرًا إلى أن الكلية لها بُعد استراتيجي في تطوير الأبحاث، حيث تقوم بدراسة أنواع أخرى من الخلايا الكهروضوئية لاستعمالها في المرحلة الثانية ‏من أجل تطوير البحوث العلمية في الكلية.

وتبلغ تكلفة المشروع المتوقعة 216 ألف ريال عماني، وتوفر حوالي 8000 ريال عماني في فاتورة الكهرباء سنويا، ويبلغ عدد الألواح 675 من الألواح الكهروضوئية في أكثر من أكثر من 90 موقف سيارة، ويقدر الإنتاج السنوي 290 ميجا وات ساعة

شباب عُمانيون يُنفّذون
من جانب آخر تواصلنا مع الشركة المنفذة للمشروع وهي شركة نفاذ للطاقة المتجددة التي يرأسها أحد خريجي الجامعة وهو المهندس عبدالله بن ناصر السعيدي الذي قال: " تم طرح المشروع كفكرة من كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس مع شركة جاكوبز، وكانت الفكرة ترمي إلى تطوير مشاريع الطاقة الشمسية في السلطنة، وأن تكون الجامعة النموذج الأول لباقي المؤسسات، ولله الحمد وقع الاختيار على شركتنا التي أسسها شباب عمانيون خريجون من كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس ".
وأضاف: " تم تطوير تصاميم المشروع ليكون في مرحلتين: أولى وثانية بواقع أكثر من 90 موقفًا، كما تمت مراعاة الجانب المعماري للجامعة في هذا الإطار والمحافظة على شكل المواقف نفسه مع إضافة الخلايا الشمسية.

وأكد السعيدي أن هذا المشروع يُعد واحدًا من أهم مشاريعهم في تظليل المواقف بالألواح الشمسية، رغم أن الشركة سبق لها وأن عملت في محطات مختلفة كالأنظمة الشمسية على أسطح المباني.
وأوصى السعيدي بتعميم فكرة مواقف الطاقة الشمسية على أغلب المباني في السلطنة، والتي تضم عددًا كبيرًا من مواقف السيارات كبقية المواقف في الجامعة والمراكز التجارية والمستشفيات والمدارس والجامعات والهيئات الحكومية والوزارات، بحيث يتم استغلالها في إنتاج طاقة نظيفة وأخذ الفائدة من المساحة، وأيضا يُمكن تغذية المباني من خلال ربطها بالشبكة الكهربائية بنسبة تصل إلى 50 % من الكهرباء اعتمادًا على المساحة المظللة للمواقف.