وفد عشائر جوالة نادي بهلاء يتعرّف على المعالم الإسلامية في تركيا

مزاج الثلاثاء ٢٥/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٥:٥٦ ص
وفد عشائر جوالة نادي بهلاء يتعرّف على المعالم الإسلامية في تركيا

بهلاء - خالد المحروقي

انطلق وفد عشائر جوالة نادي بهلاء للتعرّف على تاريخ جمهورية تركيا العريقة لما له من أهمية بالغة في بناء تصوّر حول ما دار في الأزمنة السابقة حيث مسار التاريخ وتغيّر الأحوال وتعاقب الملوك والسلاطين وتشييد المساجد والقلاع والحصون والأسوار والقصور.

وكلمحة تاريخية حول الدولة العثمانية والدولة التركية الحديثة قام الجوال عبدالكريم العدوي بإلقاء محاضرة بدأها بشرح جغرافية تركيا وما حولها للتعرّف على الشعوب المحيطة قديما وحديثا وأثر هذا التنوّع على أصول الأتراك والتي تنحدر من وسط آسيا، حيث هاجر أورطغال إلى الأراضي التركية عام 1288م هربا من اجتياح المغول، فبدأ ظهور الدولة العثمانية في عهد عثمان بن أورطغال عام 1300م والذي يعتبر مؤسس الدولة العثمانية والذي قاد الفتوحات الإسلامية في أراضي الدولة البيزنطية، ومن ثم أكمل سلاطين الدولة العثمانية الفتوحات الإسلامية.
وذكر المحاضر أبرز الأحداث والسلاطين في تلك الحقبة، ومنها فتح القسطنطينية بيد السلطان محمد الفاتح، ويعتبر عصر السلطان سليمان القانوني العصر الذهبي للدولة العثمانية حيث وصلت حدود الدولة إلى شبه الجزيرة شرقا وإلى المجر غربا وإلى بحر قزوين شمالا وإلى شمال إفريقيا جنوبا. كما اختتم المحاضر أسباب ضعف وسقوط الخلافة العثمانية بسبب اتساع الدولة وزيادة الصراعات على الحكم وظهور قوى أخرى منافسة في المنطقة ومنها الاتحاد السوفييتي والنمسا والثورة اليونانية، وكان السقوط الفعلي للدولة العثمانية بعد هزيمتها وتقسيمها في الحرب العالمية الأولى 1914م. أما بداية الثورة لتكوين الدولة التركية فكان بقيادة مصطفى كمال أتاتورك والذي أعلن سقوط الدولة العثمانية وقيام الدولة التركية العام 1924م.
إسطنبول، والمعروفة تاريخيا باسم بيزنطة والقُسْطَنْطِيْنِيَّة والأسِتانة وإسلامبول، هي أكبر المدن في تركيا وثامن أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان. تُعد إسطنبول أيضا «مدينةً كبرى»، ويُنظر إليها على أنها مركز تركيا الثقافي والاقتصادي والمالي. تبلغ مساحتها حوالي 1.539 كم² وعدد سكانها حوالي 15.03 مليون حسب إحصائية 31 ديسمبر 2017.
زار الوفد جامع السلطان أحمد ويُعرف أيضا خارج تركيا باسم الجامع الأزرق وهو أحد أشهر وأهم المساجد في مدينة إسطنبول التركية، يقع المسجد في ميدان السلطان أحمد ويقابله جامع آيا صوفيا. بناه السلطان أحمد الأول، ويشتهر المسجد بعمارته المميزة حيث يعد من أهم وأضخم المساجد في العالم الإسلامي.
كما زار الوفد «طوب قابي» أكبر قصور مدينة إسطنبول التركية، ومركز إقامة سلاطين الدولة العثمانية لأربعة قرون من العام 1465م إلى 1856م، يتألف القصر من أربعة أفنية رئيسية وعدد من المباني من مساكن ومطابخ ومساجد ومستشفى وغيرها، وكان يقيم فيه بذروة الدولة ما يقرب من 4.000 شخص. بدأ بناء قصر طوب قابي في 1459م بأمر من السلطان العثماني محمد خان الثاني فاتح القسطنطينية، وأُطلق عليه في بداية الأمر «يني سراي» أي «القصر الجديد» لكي يميز عن مقر الإقامة السابق، وأخذ القصر اسمه الجديد «طوب قابي» بمعنى «الباب العالي» في القرن التاسع عشر، وقد جرى توسيعه على مر العصور، وتجديده بعد زلزال 1509م وحريق 1665م. وعقب سقوط الدولة العثمانية حوّلت الحكومة التركية القصر إلى متحف بتاريخ 3 أبريل 1924م، وانتقلت إدارة القصر إلى وزارة الثقافة والسياحة التركية. يحتوي مجمع القصر على مئات الغرف، وتتم حراسته من قبل مسؤولي الوزارة وكذلك حراس من الجيش التركي. يحتوي القصر على العديد من الأمثلة للهندسة المعمارية العثمانية. كما أنه يحتوي على مجموعات كبيرة من الخزف والألبسة والأسلحة والدروع العثمانية والمخطوطات الإسلامية والمجوهرات العثمانية. زار الوفد أيضا «آيا صوفيا» والتي كانت كاتدرائية سابقا قبل أن تتحوّل إلى مسجد على يد محمد الفاتح، ومن ثم إلى متحف ديني العام 1935، وتقع جنب طوب قابي». وتعد من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية.

آراء بعض القادة والجوالة حول زيارة إسطنبول

أعرب القائد أحمد الهنائي عن بالغ سعادته بتوفر فرصة زيارة معالم إسطنبول العريقة والتي تجعل الإنسان المسلم يتفكر في تاريخه وورثه الإسلامي وما آلت إليه الحضارة الإسلامية في تلك الحقب المتتالية.
أما الجوال عبدالكريم العدوي وبما أنه مهتم بالتاريخ والجغرافيا، فقد أوضح استفادته من ربط خلفياته التاريخية والجغرافية مع ما شاهده لما تبقى من حصون وأسلحة يدوية وأوانٍ متنوعة وقصور ومساجد مشيّدة بتصاميم إسلامية رائعة الجمال. وعبّر الجوال شريف الشوكري عن مدى انبهاره بمدى عراقة الجمهورية التركية واهتمامها بهذا الإرث الإسلامي على مر العصور.
أما الجوال أحمد الربعاني فأعرب عن مدى سعادته بهذا البرنامج وشجّع على استمرارية السعي في التعرّف على مختلف الحضارات والثقافات في ربوع المعمورة.