رسالة ماجستير في مفهوم إدارة الهوية المؤسسية

بلادنا الثلاثاء ٢٥/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٢٦ ص
رسالة ماجستير في مفهوم إدارة الهوية المؤسسية

مسقط - ش

حصلت مديرة دائرة الاتصال المؤسسي في حيا للمياه الباحثة حنان بنت يوسف البلوشية على درجة الماجستير تخصص إدارة الموارد البشرية في بحث بعنوان "تأثير أنظمة واستراتيجيات إدارة الهوية المؤسسية على الأداء العام للمؤسسات و الشركات في سلطنة عمان".
وسلطت الباحثة من خلال بحثها الضوء على مفهوم إدارة الهوية المؤسسية واختلاف التعريفات حول هذا المفهوم الذي يعتبر حديثاً في العالم العربي رغم انتشاره وتحديده في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية منذ بدايات القرن الفائت وأهمية أن يكون لدى المؤسسات في سلطنة عمان أنظمة واضحة وحديثة لإدارة هويتها وسمعتها المؤسسية ومعرفة العناصر المختلفة التي من شأنها تحقيق الاستدامة وتعزيز التواجد في سوق العمل.
تحدثت حنان البلوشية عن اختيار موضوع البحث بأنه جاء نتيجة ملاحظتها الشخصية لعدم وجود اتفاق موحد لتحديد المفهوم في السلطنة وغياب الوعي بأهمية السياسات والأنظمة لإدارة الهوية والسمعة المؤسسية بشكل كامل في عدد من المؤسسات التجارية والخدمية، بالإضافة إلى ضعف البنود المالية الداعمة لأنشطة تعزيز السمعة المؤسسية وكونها من أوائل البنود التي يتم التخلي عنها لتقليل حجم الإنفاق خلال الأزمات المالية التي قد تحل على العالم من وقت لآخر.
وتسعى الكثير من المؤسسات إلى تحقيق الاستدامة والتفرد في سوق العمل، إلا أن المهمة ليست بالهينة لأننا نعيش في عالم زاخر يعج بالمتغيرات بسبب العولمة والتغيرات التكنولوجية وتطور احتياجات العملاء والتبادلات التجارية المرنة. وأضافت البلوشية أن المؤسسات في القطاعين العام والخاص تحديدا في سلطنة عمان تسعى بكافة السبل لتحقيق النجاح والاستمرارية والتفرد لتقديم أفضل الخدمات للتغلب على المنافسين أو التحديات التي تواجهها تلك المؤسسات، إلا أن تعدد أولئك المنافسين وتعدد تلك التحديات وتغير متطلبات السوق يؤدي بالعديد من المؤسسات إلى الفشل في مواجهة السوق لا سيما تلك المؤسسات التي لا تتوفر لديها خارطة طريق واضحة لإدارة هويتها. من أجل ذلك جاء هذا البحث ليرشد الباحثة إلى معرفة الدور الذي قد تلعبه مثل هذه الاستراتيجيات والأنظمة لتحقيق الاستمرارية والتفوق والتفرد.
خلال بحثها حاولت الباحثة أن تجيب على مجموعة من الأسئلة الجوهرية مثل ضرورة وجود سياسات وأنظمة لإدارة الهوية المؤسسية في كل قطاع والتأثيرات الإيجابية لهذه الأنظمة على الأداء العام للمؤسسة بما فيه الأداء المالي والعلاقة الطردية بين الإدارة الناجحة للسمعة وجذب الكفاءات البشرية للعمل والاستمرار بذات المؤسسة والدور الهام لأنشطة خدمة المجتمع وتأثيرها في تعزيز المكانة والهوية.
اعتمدت الباحثة في جمع المعلومات والبيانات على المراجع المعلوماتية الثانوية مثل الكتب والبحوث، بالإضافة إلى المراجع الأولية مثل عمل دراسة لحالات معينة وعمل مقابلات مع أصحاب الاختصاص. وقد واجهت تحدياً في جمع البيانات والمعلومات نظراً لقلة البحوث والدراسات المماثلة في السلطنة، كما أن تحفظ بعض الجهات أو الموظفين بها عن التصريح كان عائقاً للوصول للمعلومات بشكل دقيق، إلا أنها أخذت نموذجين هامين أحدهما يمثل القطاع الحكومي في مجال الإذاعة والتلفزيون والآخر يمثل القطاع الخاص في مجال الاتصالات وذلك للإطلاع على تجربة الأخيرتين في ذات المجال.
خلصت البلوشية لعدة نتائج منها أن مفهوم إدارة الهوية المؤسسية تجاوز العناصر البصرية كالشعار والألوان ليشمل الاستراتيجيات العليا لدى المؤسسة ورؤيتها ومهمتها وقيمها وسبل التواصل مع الآخرين وكل الخدمات المقدمة للعملاء. وأن إدارة الهوية المؤسسية لم تعد إنفاقاً بل أنها استثمار طويل المدى وإضافة لأصول أي مؤسسة. حيث أن قوة الهوية المؤسسية ووضوحها تؤثر بشكل طردي على ولاء وانتماء العملاء وبالتالي التأثير على أداء المؤسسة وسمعتها، وهذه أحد أهم نتائج الدراسة، كما أن المؤسسات التي تتمتع بقوة ووضوح هويتها أصبحت مستقطبةً للكفاءات والكوادر المؤهلة في مجالاتها. وتعتبر الأنشطة المجتمعية التي تخدم جميع فئات المجتمع، بالإضافة إلى إدارة منصات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي من العناصر الهامة والواجب أخذها بعين الاعتبار عند تشكيل ووضع السياسات اللازمة لإدارة الهوية المؤسسية.
كما خلصت الباحثة إلى أهمية وجود المزيد من البحوث المستقبلية في ذات المجال للتوصل إلى نتائج أكثر دقة وواقعية فيما يتعلق بإدارة الهوية المؤسسية والأداء المالي للمؤسسة والعلاقة الطردية بينهما.
كما تطرقت الباحثة في خلاصة البحث إلى أهمية وجود تخصص أكاديمي في مؤسسات التعليم العالي لإدارة الهوية المؤسسية وضرورة إيلاء أهمية قصوى في جميع المؤسسات للهوية المؤسسية باعتبارها من أهم أحد العناصر في نجاح المؤسسة وقدرتها على التنافس وتحقيق الأهداف العامة.
جدير بالذكر أن الباحثة خريجة جامعة السلطان قابوس تخصص اللغة الانجليزية وآدابها وحاصلة على درجة الماجستير في الترجمة من جامعة سالفورد البريطانية وهذه درجة الماجستير الثانية لها من ليفربول البريطانية.