لوس أنجلوس- وكالات
يؤكد فيلم “ورق النعناع”، بطولة النجمة جنيفر جارنر، والذي ينتمي إلى نوعية الأكشن، قوة الحضور التي باتت تعرفها المرأة- البطلة في السينما الهوليودية هذا العام، وهو يدور حول قصة انتقام تتحول فيها النجمة الرومانسية إلى آلة قتل.
وبحسب موقع «العرب» وافقت النجمة -ذات الـ46 عاما- كنوع من قبول التحدي على قبول دور يحتاج مواصفات بدنية خاصة ولياقة عالية، فضلا عن الأبعاد النفسية والدرامية للشخصية.
تجسد الممثلة دور ريلي نورث، أم وزوجة، تعاني من مأساة فقد زوجها وابنتها الصغيرة، اللذين لقيا مصرعهما رميا بالرصاص على يد واحدة من أشرس عصابات تهريب المخدرات، فتقرّر نورث الرحيل هربا من الذكريات المؤلمة، خاصة بعد فشل المنظومة القضائية الفاسدة في تحقيق العدالة لأسرتها. والخطوة التالية، كما هو معروف في هذه النوعية من سيناريوهات الدراما المأسوية، تضطر البطلة للاختفاء لفترة، تكون هدنة لها للاستعداد للعودة وتنفيذ مخطط الانتقام، حيث تتحوّل الضحية الوديعة إلى آلة قتل في منتهى القسوة.
ومن أجل تقديم الدور بصورة مقنعة، خضعت النجمة إلى تدريبات عنيفة ومكثفة لاستعادة لياقتها والهيئة الجذابة التي كانت عليها حينما انطلقت في مشوار الشهرة عام 2001، وفقا لما أعلنته في أبريل الفائت في مقابلة على موقع CinemaCon.
كما تحدثت جارنر عن تجربتها، مؤكدة أن عملها مع مخرج مثل بيير موريل ساعدها كثيرا على تقديم الدور، خاصة وأنه كان المخرج الذي ساعد النجم ليام نيسن، على استعادة نجوميته في عالم الأكشن بعد سن الستين من خلال سلسلة “المخطوفة”.
وأضافت أيضا: إن انخراطها في هذا المشروع الفني جعلها تغير روتينها الرياضي، إلى درجة مضاعفة التدريبات، وذلك تحت إشـــــراف أكثر من مدرب متخصص، وذلك في إطار سعيها لتكون في كــامل لياقتها أثناء تصوير العمل.
ولهذا، قامت بمشاركة شريط مصوّر على مواقع التواصل الاجتماعي يستعرض تدريباتها في صالة ألعاب رياضية ملحقة بمنزلها، وهي تمارس رياضة الملاكمة والفنون القتالية، والتي كانت ضرورية ومهمة لكي تتمكن من تأدية شخصية نورث.
في هذا الإطار قالت: إنها تحمست كثيرا للسيناريو وتعاطفت مع البطلة لمأساة فقد ابنتها وزوجها، ونضالها من أجل تحقيق العدالة، وتؤكد أن “الأبناء هم أفضل ثروة، قمت بالدور لتعاطفي مع الأم التي تسعى للانتقام من قتلة ابنتها، وهذا دفعني لكي أستعد بالشكل الملائم من أجل تحقيق العدالة”.
وأضافت: “كنت مستعدة للعودة من أجل تقديم أفلام أكشن”، خاصة بعد المشاركة في أعمال مثل “ألياس” المسلسل التلفزيوني الذي كانت تجسد فيه شخصية سيدني بريستو، المحققة في المخابرات المركزية الأمريكية سي.آي.أي، موضحة أن التحدي الذي يفرضه هذا الفيلم هو مواجهة الموقف من منظور دراماتيكي، وليس مجرد الاستعداد البدني واللياقة.
مضيفة: “لقد أفادتني خبرة العمل مع مخرج مثل بيير موريل، لاستيعابه أن يكون البعد الدرامي على نفس الدرجة من الأهمية بالنسبة للاستعداد البدني، وعلى الرغم من أنني قدّمت أفلام حركة في الماضي إلاّ أنني أعتقد أن هذا أكثر عمل تمكنت فيه من المزج بين الدراما والأكشن في نفس الوقت”.
ولا شك أن جارنر تمرّ بمرحلة مهمة في مسيرتها الفنية تشهد تألقا ملحوظا ونضجا إيجابيا، ويعتبر هذا العمل أول بطولة لها منذ فترة، بعد المشكلات الشخصية التي مرت بها والتي أدت إلى انفصالها عن النجم الشهير بن إفليك، ومؤشرا قويا على تعافيها من هذه الأزمة، خاصة وأنها تحت ضغط الإعلام كانت قد اضطرت للابتعاد عن الأضواء إلى حين استعادة حياتها الطبيعية.
ولكنها تعود الآن أكثر قوة، حيث تلعب بطولة مسلسل تلفزيوني ناجح لأول مرة منذ سنوات، وذلك بالتعاون مع شبكة هامة مثل “HBO” تجسد فيه دور زوجة عصبية متسلطة تعد حفل عيد ميلاد خاص جدا لزوجها.