لا تقلق

مزاج السبت ١٩/مارس/٢٠١٦ ٢٣:١٥ م

مسقط -

نعلم أنه ليس بالأمر اليسير أن نطلب منكم أن لا تقلقوا بعد اليوم، فهو قرار ليس من السهولة بمكان اتخاذه، بل هو في الغالب فعل لا إرادي يرتبط بعوامل شتى، إلا أننا ننصحكم على الأقل أن لا تتخذوا قرارات ما أياً كانت فيما إذا كنتم تشعرون بالقلق، فالكل يعلم أن القرارات العاطفية الانفعالية غالباً ما تكون خاطئة إذا تم اتخاذها في حالة مزاجية غير مستقرة، حيث تعمل المشاعر المتضاربة على تشويش المحاكمة العقلانية للأمور وبالتالي اتخاذ قرارات غير مبنية على أسس سليمة، هذا الأمر أكده الباحثون وعلماء النفس البشرية منذ سنين، إلا أن الجديد اليوم والذي أوردته دراسة أمريكية نشرت نتائجها مجلة «علم الأعصاب» قبل أيام، وأكدت فيها أن فائض القلق لا يؤثر على المشاعر والانفعالات العاطفيّة فحسب، بل يمتد أثره إلى الخلايا العصبية في الدماغ، ويؤدّي إلى اتخاذ قرارات خاطئة على مستوى الحياة اليومية مثل ماذا نأكل؟ وأين نذهب؟ وهل نتصل بفلان؟ وهكذا، وعليه فإن مشاعر القلق من شيء ما تؤثر سلباً على قرارات بسيطة مثل هذه وذلك وفقاً للباحثين في جامعة بتسبرغ الأمريكية الذين أجروا هذه الدراسة وأكدوا أن القلق يؤثر على الخلايا العصبية الدماغية الموجودة في ما يسمى بقشرة «الفص الجبهي» الموجودة في الجزء الأمامي من الرأس البشري، والتي تلعب دوراً رئيسياً في عملية صنع القرار ومرونة هذا القرار وانسجامه مع المنطق، ففي غالب الأحوال أثبتت الدراسة أن الشخص القلق من سبب ما ربما يُكَوِّن علاقة مهددة بالخطر أو انتظار لنتائج حدث ما، لن يكون باستطاعته التعامل بنفس المنطق مع أمور بسيطة تحتاج إلى قرارات سريعة وقد تكون غير مهمة، ففي معظم الأحيان سيتخذ الشخص قراراً خاطئاً لن يعجبه حينما يزول سبب القلق. وعليه عليكم أن لا تتخذوا قرارات فجائية فيما إذا كانت عقولكم مشغولة بأمر ما، بل دعوا من حولكم يقرر ذلك إذا استطعتم، أو ربما عليكم تأجيل هذا القرار لوقت آخر فيما لو كان لابد أن تتخذوه بأنفسكم. والأفضل من ذلك كله هو التسليم بمنطق الأمور وفهمها ضمن سياقها الطبيعي وبالتالي توقع نتائجها فينتفي سبب القلق من أساسه ولا يكون عليكم تأجيل هذه القرارات إلى وقت لاحق.