النيران والمقاومة تلاحق الحديدة اليمنية

الحدث الأحد ٢٣/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٥٠ ص

أبوظبي - رويترز

عيدروس الزبيدي هو قائد الانفصاليين الذين يريدون عودة اليمن الجنوبي دولة مستقلة بعد اتحاده مع اليمن الشمالي في 1990.

وتضم حركة المقاومة الجنوبية التي يقودها 20 ألف رجل يتمركزون في الحديدة ويمثلون الجزء الأكبر من قوة برية يقودها التحالف وتحاول انتزاع السيطرة على الحديدة من جماعة أنصار الله والقوات المتحالفة معها والذين يسيطرون أيضا على العاصمة صنعاء.
يقول القيادي عيدروس الزبيدي الذي يتزعم قوات الانفصاليين الجنوبيين إن الحملة لطرد جماعة أنصار الله من ميناء الحديدة التي استؤنفت هذا الشهر بعد فشل محادثات السلام لن تتوقف مرة أخرى حتى تتم السيطرة على المدينة.
وشنّت القوات التي يقودها التحالف العربي في اليمن هجوما كبيرا على الحديدة في يونيو هذا العام لكنها علّقته بعد عدة أسابيع للسماح بإمكانية إجراء محادثات سلام بوساطة الأمم المتحدة. واستؤنف الهجوم هذا الشهر بعدما تغيّب أنصار الله عن المحادثات.
وقال لواء العمالقة الذي يقوده الزبيدي إنه يعزز خطوطه في الحديدة بمزيد من الرجال والمركبات المدرعة والمدفعية الثقيلة. وأثار التصعيد قلقا دوليا بسبب الخطر على المدنيين من القتال في المدينة ومن احتمال تعطل خطوط الإمدادات التي تحول دون تعرّض أكثر من ثمانية ملايين يمني لخطر المجاعة.
وقال الزبيدي لرويترز «بالنسبة للحياة المدنية هي غالية وقوات التحالف باعتبارها مساندة والضربات الجوية والبحرية هي اللي تقوم بها، هي حريصة كل الحرص على حياة المدنيين بدون شك وطبعا العمليات العسكرية بدأت ولا تراجع». وأضاف: «بكل حروب العالم تحصل معاناة إنسانية لكن نحن ننظر لمشروع ما بعد تحرير الحديدة فهو يكون طبعا لصالح أبناء الحديدة بشكل كامل».
وأكد أن معركة الحديدة مستمرة والحرب لم تنته.
خاض الانفصاليون بقيادة الزبيدي في بعض الأحيان معارك إلى جانب قوات الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي أجبر على الخروج من العاصمة في 2014 والآن يقود الحكومة المتمركزة في عدن بجنوب البلاد.
لكن خلافا دب بينهما رغم أنهما ما يزالان عنصرين مهمين في التحالف المناهض لأنصار الله المدعوم.
ويعيش هادي في الرياض وتربطه علاقة وثيقة بالسعودية بينما يوجد مقر المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي الذي يقوده الزبيدي في أبوظبي ويتمتع بدعم الإمارات.
والقوة الانفصالية التي تشكلت بدعم الإمارات قوامها أكثر من 50 ألف مقاتل. وساعد هؤلاء على طرد أنصار الله من عدن وطرد تنظيم القاعدة من ميناء المكلا الجنوبي في 2015. وكثيرا ما كانوا ينفذون العمليات ضمن تحالف هش مع قوات هادي.
وفشل تدخل الدول العربية حتى الآن في كسر شوكة أنصار الله الذين يسيطرون على معظم المناطق المأهولة والمدن الاستراتيجية في اليمن. ويقول التحالف المناهض لهم إنه انتزع السيطرة على طريق يربط الحديدة بصنعاء لعزل المدينتين. وينفي أنصار الله ذلك.
وصنف الزبيدي القتال حول الحديدة بأنه عمليات كر وفر مع «العدو» وقال إن قوات «المقاومة» وفصائلها حاربت بشكل «بطولي».
ورفض التلميحات بأن الهدف من استئناف الهجوم هو الضغط على مبعوث الأمم المتحدة بشأن محادثات السلام. وقال إنه يدعم المحادثات لكنها ينبغي أن تشمل الجنوبيين لأنهم يسيطرون على الأرض.
وأكد أن الحوار مع من لا يسيطر على الأرض يشبه الدوران في «حلقة مفرغة»، مضيفا أن المحادثات ينبغي أن تقود إلى استفتاء بشأن حق الجنوب في تقرير مصيره.