واشنطن - بكين - - وكالات
تحدثت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقالت إنها أصبحت أكبر الآن بعدما أعلن كلا الجانبان الموجة الأكبر للتعريفة الجمركية حتى الآن.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن هذا التبادل الأحدث للنيران بين القوتين الاقتصاديتين العظمتين سيعني قريبا فرض تعريفة جمركية على ما يقدّر بأكثر من 360 بليون دولار من البضائع، ويقول المحللون إن المعركة ستتفاقم على الأرجح، حتى مع نفاد السبل أمام الصين للرد على ما تقوم به واشنطن.
ويقول لويس كويجس، رئيس اقتصاديات لآسيا في شركة أبحاث «إكسفورد إيكونوميكس» إن التعريفة الجديدة التي أعلنتها واشنطن وبكين هذا الأسبوع تمثل تصعيدا كبير لصراعهما والذي سيضرب النمو الاقتصادي العالمي. وكانت الحكومة الصينية قد أعلنت أمس الأول الثلاثاء، أنها ستفرض تعريفة على البضائع الأمريكية التي تقدّر بحوالي 60 بليون دولار في أعقاب قرار ترامب فرض تعريفة جمركية على ما يقدّر بـ200 بليون دولار من البضائع الصينية.
وبدأت التعريفة الجمركية بنسبة 10 %، قبل أن ترتفع إلى 25 % بنهاية العام، وستدخل حيّز التنفيذ في 24 سبتمبر، وسيتم تطبيقها على آلاف البضائع الصينية ما بين مواد غذائية وقفازات البسبول وحتى أجهزة الراوتر والمكونات الصناعية.
أما التعريفة الصينية الجديدة فسترتفع بمعدل 5 %، بحسب المنتج، وستبدأ في نفس الوقت. ولفتت «سي إن إن» إلى أن الصدام بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم بدأ يضر الشركات على جانبي المحيط الهادي؛ فالخطوة الأمريكية الأخيرة تعني أن حوالي نصف المنتجات التي تبيعها الصين للولايات المتحدة كل عام ستفرض عليها تعريفة أمريكية.
من جانبها أكدت الصين أمس الأربعاء أن الحوار القائم على المساواة والاحترام المتبادل هو المخرج الوحيد للنزاع التجاري الحالي مع الولايات المتحدة الأمريكية. جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «جينج شوانج» أمس خلال المؤتمر الصحفي اليومي، تعليقا على تصريح لمسؤولين أمريكيين برغبة واشنطن في المحادثات وأن الكرة حاليا في ملعب بكين.
وقال شوانج: «هذه ليست المرة الأولى التي يقولون فيها ذلك، ولكنهم دأبوا على الحديث من ناحية عن الحوار والمحادثات ويقومون من ناحية أخرى بفرض المزيد من التعريفات الجمركية، وهو ما حدث على مدار الفترة السابقة، وكان آخرها الدعوة التي تلقتها بكين للحوار وبينما يتواصل الجانبان بشأن الترتيبات النهائية تقوم واشنطن بفرض تعريفات على سلع صينية بقيمة 200 بليون دولار وتهدد بفرض المزيد».
وأضاف شوانج: «أود التأكيد على أمرين، الأول: إن التهديدات والترويع الأمريكي لن يكون مجديا معنا، لاسيما أن الصين ستدافع بقوة عن حقوقها المشروعة، فضلا عن أن التعاون الاقتصادي مربح ومفيد للجانبين».
وتابع: «إن الأمر الثاني هو أن الحوار والمحادثات القائمة على المساواة والاحترام المتبادل هو المخرج الوحيد للأزمة التجارية»، معربا عن أمله أن تبدي أمريكا المزيد من التعاون القائم على الثقة في هذا الصدد.
وعمّا إذا كانت هناك أنباء عن توجه وفد صيني إلى واشنطن خلال أيام لإجراء محادثات تجارية بناءً على دعوة أمريكية، قال شوانج: «لا توجد أية معلومات متوفرة بهذا الشأن حاليا».
على نحو آخر نفى شوانج الاتهامات الأمريكية التي أطلقها دونالد ترامب حول تدخل الصين في الانتخابات الأمريكية.