رمال الشرقية..سبر في أغوار الصحراء وغوص في عالم الإثارة

مؤشر السبت ١٩/مارس/٢٠١٦ ١٩:٤٨ م
رمال الشرقية..سبر في أغوار الصحراء وغوص في عالم الإثارة

العمانية/ شهدت رمال الشرقية التي تعد واحدة من أهم الوجهات السياحية التي تتميز بها السلطنة خلال الأسابيع الأخيرة إقبالاً كبيراً من السياح الأجانب والعرب والعمانيين، خاصة في ظل توافر الخدمات والمنشآت السياحية بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية، واهمها المخيمات السياحية . وتعد رمال الشرقية من أجمل مناطق التخييم في السلطنة، إذ تحتضن رمالها حوالي 200 نوع من الكائنات الحية. وتتدرج ألوان الرمال من الأحمر إلى البني على امتداد البصر، وتجذب هذه المنطقة الكثير من محبي مغامرات الصحراء، ويفضل الزوار هذه المنطقة نظراً لسهولة الوصول إليها ولتوفر الخدمات القريبة منها، لتشكل موقعاً سياحياً متميزاً. وتعتبر ولاية بدية من الواحات الجميلة القابعة على مدخل رمال الشرقية، وتعد نقطة انطلاقة لسبر أغوار الرمال والدخول في عالم مليء بالإثارة والحيوية، بعيداً عن صخب المدينة وتغييرا للبرامج الروتينية اليومية.

وقد أثبتت المخيمات المنتشرة في صحاري بدية والمضيبي والكامل والوافي، نجاحها كمنتج سياحي أسهم إلى حد كبير في توفير المنشآت الإيوائية للعديد من الفئات والشرائح، بالإضافة إلى رغبة الكثير من السياح الأجانب في اكتشاف أسرار الرمال والقيام بعمل حجوزات سياحية مكثفة إلى تلك الوجهات السياحية التي تعتبر أحد أهم الأماكن طلبا للرحلات في الوقت الحالي. وقد ساهم في ارتفاع نسبة الاقبال مدى جاهزية المرافق والمخيمات السياحية التي يتم تجديدها بشكل سنوي خاصة الخيام إضافة الى تجديد المطاعم والمرافق الأخرى وتوفير مزايا مثل حفلات الفنون الشعبية والمنتجات الحرفية المختلفة والجمال الخيول ومسابقات التزلج على الرمال . ويحرص جميع أصحاب المخيمات على تقديم خدمة عالية الجودة، تجعل الزائر يفكر في العودة أهمها الاستقبال الحافل والبرامج السياحية المميزة وتوافر الخدمات ، وهو ما أدى الى وضع رمال الشرقية على خريطة السياحة ليس في المنطقة وحسب، ولكن في الخريطة السياحية العالمية. ومن أهم ما يميز المخيمات برمال الشرقية هو الحفاظ على التراث العماني الأصيل، لذا تحرص المخيمات على تقديم برامج فنية مختلفة من الفنون الشعبية، والحرف اليدوية العمانية إضافة إلى المأكولات والمشروبات والمخبوزات العمانية ،و الملابس العمانية المميزة، و الحلي المصنوعة بالطرق اليدوية الحرفية القديمة. كما تحظى المغامرة بجاذبية خاصة لدى السياح وزوار المنطقة، وتحرص كافة المخيمات على توفير برامج لرحلات صحراوية مميزة كما يستمتع الزوار بركوب الجمال واستقبال الأودية وممارسة رياضة الرماية، والتزحلق على الرمال وركوب دراجات الدفع الرباعي البخارية. وفي هذا السياق تسعى وزارة السياحة إلى إبراز المقومات السياحية بالرمال الشرقية والمناطق الصحراوية الملائمة ، والتعريف بروح الأصالة العمانية ببادية السلطنة، وقد سعت إلى تشجيع إقامة المخيمات السياحية هادفة من خلالها إلى إيجاد فرص عمل لسكان المناطق الصحراوية سواء بالمخيمات السياحية أو بالعمل بمجال الغزل والنسيج أو تقديم الفلكلور الشعبي أو تأجير مستلزمات الحركة السياحية بالمناطق الصحراوية.

وقد وجدت المخيمات السياحية بمكوناتها المعمارية رواجا شديدا ليس في محافظتي شمال وجنوب الشرقية فحسب بل بمختلف مناطق السلطنة التي توجد بها هذه المخيمات السياحية، إلا أن ما اكسب المخيمات السياحية بالمحافظتين شهرة واسعة هو موقعها الجغرافي الكائن بعمق رمال الشرقية، حيث حياة البادية والهدوء والسكينة والتي بات ينشدها السائح بعيدا عن حياة المدينة وصخب الحياة العصرية ويوجد حاليا وبفضل خطط هذه الوزارة عشرة مخيمات سياحية بهذه المنطقة وفرت خمسين فرصة عمل مباشرة ومئتي فرصة عمل غير مباشرة. وتتمثل القيمة المضافة للمخيمات السياحية في مساهمتها بدوران عجلة الاقتصاد في المناطق الصحراوية وإسهامها بنقل رأس المال الاستثماري بقطاع السياحة من المدن إلى المناطق الصحراوية. وتحرص وزارة السياحة على تطوير سياحة التخييم بوجه دائم ، حيث تقوم بالتشاور والتنسيق مع ملاك المخيمات لأخذ رؤاهم التطويرية ومقترحاتهم بمختلف جوانب الدراسات التي تعدها الوزارة ، والتي تهدف إلى إطلاق نظام متطور لتصنيف هذه المخيمات ووفقا لمعايير وأسس تخدم المخيمات السياحية وتهدف إلى الارتقاء بجودة الخدمة المقدمة بها. وتعتمد المخيمات السياحية بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية بنمطها المعماري على مفردات البيئة المحلية المشتقة من مكونات النخيل والبعض الآخر من صوف الجمال ومشتقات التربة كالطين وغيرها. كما أن بعض المخيمات كانت مكوناتها المعمارية من المواد الحديثة المتناغمة مع بيئة الصحراء وأدخلت إليها خدمات البنية الأساسية سعيا إلى استقطاب الحركة السياحية صيفا وشتاء. ويتم الوصول الى رمال الشرقية من مسقط عبر أحد مسارين ..الأول الطريق الداخلي من السيب باتجاه محافظة الداخلية مروراً بولاية سمائل ومن ثم وادي العق حتى ولايات القابل وبدية ( 200) كيلو متر ...والثاني الطريق الساحلي من قريات مرورا بولاية صور ومنها إلى ولايات الكامل والوافي وجعلان بني بوحسن بمسافة تصل لـ 250 كم.