محمد العاصمي يكتب:دورينا والتطوير الفني

الجماهير الأربعاء ١٩/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٠:٤٥ ص
محمد العاصمي يكتب:دورينا والتطوير الفني

مما لا شك فيه أن الدوري في كل مكان بالعالم هو المسؤول الأول عن تطوير قدرات اللاعبين، وبقدر ما يكون الدوري الذي يلعب فيه اللاعب قوياً يكون مستواه متطوراً وعالياً، ولذلك تقوم الكثير من الاتحادات بتطوير دورياتها بطرق متعددة لضمان المردود الفني الذي يصب في خانة المنتخب في النهاية، وأما تلك التي لا تمتلك الإمكانيات المادية العالية فتلجأ إلى الدفع بلاعبيها للاحتراف الخارجي في الدوريات القوية، والبعض منها يكتفي بتوفير الحد الأدنى من الإمكانيات التي قد تساهم في وجود دوري قوي لديها، وذلك من خلال التسويق أو توفير الدعم الحكومي مع القوانين والمعايير والاشتراطات الفنية التي قد تكون ذات دور في رفع المستوى الفني للدوري.

ونحن إن أردنا تطوير دورينا فإنه يجب على الاتحاد العماني لكرة القدم أن يلعب دوره في ذلك من خلال الدوائر المختصة واللجان الفنية والخبراء، إذ إن تطوير الدوري هو مسؤوليتهم الأولى لضمان انعكاس ذلك التطوير على المنتخبات الوطنية، وهنا لا أتحدث فقط عن دوري النخبة أو عمانتل بل أتحدث عن جميع المسابقات، وخصوصاً المراحل السنية. فما نشاهده حالياً في مسابقاتنا لن يعود بالنفع على اللاعب ولا على النادي ولا الاتحاد الذي هو المتضرر الأول من استمرار هذا الوضع، وإن تطرقنا للحديث عن الظاهرة الأبرز والتي باتت أحد معيقات تطوير دورينا وهي عدم استقرار اللاعبين في نادٍ واحد وخصوصاً لاعبو المنتخب الوطني الأول نجد أن هذه الظاهرة تتسبب في نزول مستويات اللاعبين وسرعة انطفاء تألقهم حيث يلعب الاستقرار النفسي والفني دوراً مهماً في استمرارية تألق اللاعب ومدة عطائه، وهناك أمثلة متعددة من المواهب التي اختفت نتيجة تنقلها من نادٍ لآخر وتغير الظروف والمعطيات. وإن كان اللاعب معذوراً في ذلك كونه يبحث عن العرض الأفضل فإن على الاتحاد والأندية أن تجد حلولاً لهذه الظاهرة الخطيرة والتي تؤثر على الأندية بالدرجة الأولى. يجب أن تلغى عقود العام الواحد وأن تحل محلها الإعارة وفق الضوابط المحددة، وألا يقبل الاتحاد عقداً يقل عن سنتين وأن نترك قضية تحديد سقف أعلى للعقود، فهذا الأمر لم يثبت جدواه والكل يعلم ذلك. كما يجب أن تحمي القوانين الأندية التي تقوم بعمل مميز في المراحل السنية بحيث يمنع انتقال اللاعب ما لم يصل إلى سن محددة إلا أن كان ذلك الانتقال عن طريق النادي الذي يضمن له الحصول على مردود مادي مجزٍ. ويجب أن تؤطر عملية تنقل اللاعبين بين الأندية بالقوانين التي تضمن حقوق اللاعب والنادي.

في الجانب الآخر يجب أن نوجد مسابقات أكثر فائدة للمراحل السنية بدلاً مما نشاهده الآن من خلال مسابقات ضعيفة فنياً وممارسة أضعف من قبل الأندية، فالمنتخبات تشتكي من قلة المباريات التي يلعبها اللاعب في المراحل السنية، وتشتكي من قلة ساعات التدريب التي يتلقاها هذا اللاعب طوال العام ومن المهم أن نحل هذه التحديات التي تتسبب بشكل متكرر في إخفاق منتخباتنا الوطنية على مستوى المراحل السنية وبكل تأكيد هناك حلول يمكن اللجوء إليها، وقد نحتاج إلى التعرف على النماذج التي اتبعتها الدول المتقدمة في هذا المجال، ولذلك أرى من الضرورة عمل ندوات دولية موسعة في هذا الجانب نستعرض فيها تجارب الآخرين لكي نحصل على حلول مناسبة بدلاً من الاستمرار في هذا النهج. الدائرة الفنية بالاتحاد تقع عليها مسؤولية تقديم حلول لتطوير مسابقاتنا وإيجاد مسابقات ذات عائد فني جيد، وعلى الاتحاد أن يدعم هذا المكتب بالخبرات اللازمة التي تمكنه من القيام بدوره من خبراء وفنيين، وعليه أن يدرس المقترحات التي يرفعها للمجلس بكل عناية واهتمام حتى يكون لدينا دوري ذو مستوى فني يساهم في تطوير اللاعب ويعود بالنفع على منتخباتنا الوطنية.