تايلاند.. تركز على سياحة «الحلال»

مزاج الاثنين ١٧/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٢٦ ص
تايلاند..

تركز على سياحة «الحلال»

بانكوك- كاو ياي - خالد عرابي

هناك دول سياحية من الطراز الأول، وقد تصدرت خريطة السياحة العالمية بما حققته من نتائج إيجابية في هذا القطاع وهذه النتائج أبرزها وأهمها الأرقام التي وصلت إليها من حيث عدد السياح الذين يزورون هذه البلاد سنويا، وتأتي مملكة تايلاند كواحدة من أهم الدول التي حققت طفرات وأرقام سياحية رائعة عالميا ، حيث يزيد عدد السياح لديها سنويا بالملايين، فقد بلغ عدد السياح الذين زاروها خلال العام الماضي (2017) أكثر من 35 مليون سائح وذلك مقارنة بـ 33 مليون زائر في العام السابق له (2016)، وتستهدف أن تصل بنهاية العام الجاري إلى 38 مليون سائح، ومع هذا فإن تايلاند لم تكتف بهذا النجاح ولم تتوقف عند هذا الحد وترى أنها وصلت لأرقام قياسية عالية وكبيرة وأنها واحدة من البلاد والوجهات المعروفة سياحية ولا داعي من بذل مزيد من الجهد للتروبج لها سياحيا أو العمل على منظومة القطاع السياحي، بل على العكس تماما فإن ذلك يدفعها إلى مزيد من النجاح والتطوير والترويج ووضع الخطط المتلاحقة بل ووضع أرقام مستقبلية كبيرة للوصول إليها ولذا فإن كل أجهزة ومؤسسات الدولة تتكاتف في سبيل ذلك، لإيمان بأهمية السياحة ودورها في دعم الاقتصاد الوطني حيث يشكل قطاع الخدمات بصفة العامة حتى الأن المصدر رقم واحد للدخل الوطني التايلندي وتسعى الدولة لجعل السياحة هي المصدر الأول.

وقد قامت وزارة الخاجية التايلاندية مؤخرا بتنظيم رحلة إعلامية ضمت إعلاميين من سلطنة عمان والسعودية والإمارات والبحرين إلى المملكة لتسليط الضوء على بعض من خطط وتوجهات تايلاند في تطوير منظومة السياحة -التي هي أصلا متطورة وتعمل على الوجه الأمثل- وجاء هذا البرنامج مختلف تماما ومغاير لبرامج تقوم بها جهات أخرى مثل هيئة السياحة التايلاندية إذ أن هذا البرنامج جعلنا نشاهد صورة أخرى جميلة لتايلاند وهي أن تايلاند ليست للسياحة الثقافية والطبيعية والخضرة والجمال فحسب، بل هي أيضا لسياحة الحلال ففي كثير من المناطق تجد الفنادق والمطاعم الحلال بل وهناك المصانع الحلال ومراكز الأبحاث التي تشرف على هذا الحلال ومنها مركز أبحاث الحلال بجامعة شولالونكون، كما أن هناك المناطق التي يعيش فيها المسلمون مع أخوانهم التايلانديين من غير المسلمين في أمان وسلام وحب وتفاهم وتتميز هذه المناطق بيطبيعتها الجميلة وما توفره من مطاعم الحلال.

وأكد المسؤولون الذين رافقونا خلال هذه الجولة الإعلامية ومنهم نائب المدير العام لقسم الإعلام بوزارة الخارجية ناتابانو نوباكون الذي أكد على أن المملكة تولى السياحة اهتماما كبيرا وأنها تحرص على توفير كل ما فيه راحتهم، وهي تعلم أن هناك بعض السياح من الدول الإسلامية والشرق الأوسط تحرص على المنتجات الحلال خلال أسفارها ولذا فنحن نوفر لهم كل ذلك.

كما أكد بعض المسؤولين على عدد من التوجهات المختلفة لتايلاند في السياحة بدءا من الوصول إلى فئات أكثر إنفاقا سياحيا بحيث تجعل مصادر العائد المادي من دخل السياحة من عدد الزوار للملكة أعلى حيث أنه معروف أم مستويات الانفاق سياحيا تختلف من سائح إلى آخر ومن دولة إلى أخرى ولذا فإن تايلاند تسعى للتغيير في تركيبة ونمط السياح الذين يزورونها وتنويعهم وخريطتهم ومن ثم يعملون على تطوير أسواق وأنواع مختلفة من السياح بجانب سياحة الحلال.

ومن خلال اللقاء شاهدنا أيضا التركيز على سياحة الحلال وتوفير كل ما تتطلبه من متطلبات بدءا من الفنادق حيث أقمنا بفندق "الميراث" وهو أحد فنادق الحلال وكان كل ما به يتسم بالحلال بدءا من عدم وجود المشرروبات الروحية وعدم وجود الملاهي الليلية، إلى توفير أماكن للصلاة وتحديد وجهة القبلة للصلاة بالفندق وسجادة للصلاة إلى وجود المطاعم التي توفر كافة المأكولات الحلال ومنها أن الطيور والحيوانات مذبوحة على الطريقة الإسلامية إلى مراعاة عدم وجود ما هو محرم مثل لحوم ودهون الخنزير وحتى اختلاطها بما هو حلال وكذلك أحواض السباحة المستقلة سواء للنساء والرجال.

مركز علوم الحلال
كما تضمن برنامج الرحلة عدد من الزيارات المختلفة لما يهتم ويركز على سياحة الحلال ومنها زيارتنا إلى مركز علوم الحلال وإطلاعنا على ما يقدمه المركز من أبحاث ومراقبة لخروج الأطعمة الحلال وقد أكد لنا المستشار العام للمركز الدكتور مونات سوبسانتيكول على أن المركز يقوم بدوره في الإشراف على المؤسسات اليت تسعى لتوفر الأطعمة الحلال، وأنه لا يتم منح شهادة الحلال إلا بعد القيام بالعديد من التحاليل والاختبارات والشروط والضوابط الموضوعة، والتي يتبعها أيضا المتابعة الدورية والزيارات الميدانية الفجائية للجهات التي تطلب الحصول على الشهادة وقد اعتمد المركز أكثر من 160 ألف منتج وأكثر من 7000 مصنع للحلال بتايلاند وكلها ملتزمة بالاشتراطات وضوابط الشريعة الإسلامية التي تأتي من مكتب شيخ الاسام بتايلاد "المفتي" مع الجهات العلميةز وهي لا توزع منتجاتها في تايلاند فقط بل تصدر للعديد من الدول حول العالم.

كما زرنا مستشفى بانكوك الخاص وهي واحدة من أفضل وأضحم المستشفيات هناك وتشعر وأنت بها وكأنك في فندق من فئة الخمس نجوم علاوة على أسعارها المنخفضة جدا. وأكد مستشار الرئيس التنفيذي للمستشفى عقيل بوكيشة على أن المستشفى توفر العلاج لمعظم التخصصات وحتى الأمراض الصعبة مثل السرطان ومثل استبدال الركبية وغيرها الكثير من كافة الأمراض و أن بها قسم متخصص لاستقبال العرب والمسلمين ويراعي الخصوصية الإسلامية تماما كما يحافظ على كل ما هو حلال. وأكد على أن عدد من عولجوا في المستشفى العام الماضي من السلطنة فقط قد وصل إلى 5753 مريضا ومريضة.

كما زرنا أحد مصانع الدواجن الضخمة وهو متخصص في الطعام "الحلال " فقط وهي مجموعة سي بي إف CPF وقد شاهدنا بأعيننا مستوى النظافة والحرص على تطبيق كل اشتراطات الحلال بدءا من الذبح اليدوي إلى التكبير قبل الذبح وغيرها. وقد أكد مساعد نائب رئيس الشركة تيراثون لوهافا تانكول، على أن الشركة واحدة من الشركات الكبيرة دوليا في الطعام الحلال وهي تصدر منتجاتها لأكثر من 24 دولة منها في الخليج سلطنة عمان والسعودية والإمارات والبحرين وبعض الأسواق الدولية ومنها في اليابان والصين وبريطانيا وغيرها وأنه من منتجاتها "الكبير" كما أنها تصدر الدواجن الحلال لشركة كنتاكي العالمية.

جولات أخرى
ولم تخلو الجولة من زيارة بعض المناطق والأماكن السياحية ايضا إذا ضمت بعض المناطق بدءا من العاصمة بانكوك إلى منطقة "بتايا" ثم منطقة "كاو هين" و"كاو ياي" وزرنا خلالها بعض الأماكن الشهيرة مثل مركز أبحاث وتطوير الزراعة وتخصيب التربة الملكى والذي أشرف على إقامتة الملك السابق شخصيا قبل أكثر من 39 عاما وهو على مساحة عشرات الهكتارات من الأراضي ويقدم كل شيء للفلاحين والمزارعين التايلانديين الراغبين في التعلم مجانا كما يقوم بأبحاث الأرض والتربة ويقيم المؤتمرات والندوات العلمية في سبيل ذلك.
كما زرنا مجمع دونغ فايايين كاو ياي Dong Phaya Yen وقد تم اعتماد وضم هذا المجمع إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في العام 2005 م وهو يمتد على مساحة 230 كيلومترا بين منتزه تا فرايا الوطني عند الحدود الكمبودية شرقا ومنتزه كاو ياي الوطني غربا. وهو يشكل موطنا لأكثر من 800 صنف من الحيوانات التي تشمل 112 فصيلة من الثدييات (منها فصيلتان نادرتان من قرود) و392 صنفا من الطيور و200 صنف من الزواحف. ويتسم هذا المجمع بأهمية دولية في ما يختص بالحفاظ على أصناف الثدييات والطيور والزواحف المهددة على الأرض والتي تشمل 19 صنف مهدد و4 أصناف معرضة للخطر وصنف واحد يواجه خطر الانقراض. وتتضمن المنطقة أنظمة بيئية مدارية فائقة الأهمية وكفيلة بتشكيل موطن قابل للاستمرار من أجل حفظ هذه الأصناف على الأمد الطويل.