الشابة السورية مارديني من "قوارب الموت" الى الحلم الاولمبي

الجماهير السبت ١٩/مارس/٢٠١٦ ٠٣:١٢ ص
الشابة السورية مارديني من "قوارب الموت" الى الحلم الاولمبي

برلين - أ ف ب: كانت السباحة السورية الشابة يسرى مارديني تصارع امواج الموت قبل ستة اسابيع عندما غرق القارب المطاطي الذي كان من المفترض ان يبعدها عن الحرب في بلادها الى شواطىء الامان في اليونان، لكنها تجد نفسها الان امام امكانية المشاركة في الالعاب الاولمبية الصيف المقبل في ريو دي جانيرو.
شاء القدر ان تحل يسرى في المانيا التي استقبلت اكبر عدد من اللاجئين السوريين في اوروبا، حيث حظيت بفرصة مواصلة تمارينها تحضيرا لامكان مشاركتها في اولمبياد ريو الصيف المقبل تحت علم اللجنة الاولمبية الدولية التي اختارت لائحة اولية من 43 رياضيا.
وسيشارك بين 5 و10 رياضيين لاجئين تحت راية اللجنة الاولمبية الدولية سيتم اختيارهم من اللائحة الاولية وتأمل يسرى بطبيعة الحال ان تكون بينهم.
"
فرصتي الاكبر ستكون في 200 م حرة"، هذا ما قالته السورية الشابة اليوم الجمعة خلال لقاء اعلامي موسع.
ويمكن القول ان يسرى حصلت اصلا على ميداليتها الذهبية لكن في فئتي الشجاعة والتحمل.

على شفير الغرق
في اغسطس الفائت، غادرت يسرى (18 عاما) وشقيقتها السباحة ايضا سارة (20 عاما) دمشق منضمتين الى موجة جديدة من السوريين الذين فقدوا الامل في رؤية نهاية قريبة للصراع الدائر في بلدهم، فسافرتا الى لبنان ثم تركيا حيث دفعتا المال للمهربين من اجل ايصالهما الى اليونان.
"
دمر منزلنا، لم اتمكن من التمرن لمدة عامين"، هذا ما روته يسرى التي تركت وراءها والديها وشقيقتها الصغرى.
في المحاولة الاولى للهرب، تمكن خفر السواحل التركي من ايقاف القارب واعادته، وفي محاولتهما الثانية ركبا قاربا مطاطيا صغيرا. وفي غضون نصف ساعة كانت المياه تتدفق داخله بسبب عدم تحمله عدد راكبيه الذين لا يجيدون السباحة بمعظمهم.
وبعدما بدأت الرياح المسائية تهب في بحر ايجه، اتخذ قرار التخلي عن جميع الحقائب في محاولة لابقاء القارب عائما لكن ذلك لم يكن كافيا، مما اضطر يسرى وسارة وثلاثة اخرين يجيدون السباحة الى التضحية والقفز في الماء.
"
في البداية، كان الوضع مخيفا جدا"، هذا ما قالته يسرى باللغة الانكليزية، مضيفة: "لكني فكرت وشقيقتي اننا سنشعر بالخزي اذا لم نساعد الاشخاص الذين كانوا معنا".
تمسك السباحون الخمسة بالحبال المتدلية من جوانب القارب لثلاث ساعات، حتى وصلوا الى شاطئ جزيرة لسبوس اليونانية. وما ان وطأت اقدام يسرى وشقيقتها بر الامان حتى اتصلتا بوالدهما عزت (45 عاما) المتواجد في الاردن: "بابا، لقد نجحنا! نحن في اليونان!".
"
كان الانتظار الاطول في حياتي"، هذا ما قاله الوالد الذي انضم الى ابنتيه في برلين التي حلت فيها الشقيقتان بعد رحلة برية طويلة دامت اسابيع اوصلتهما الى النمسا ومن ثم المانيا مرورا بالمجر، المرحلة الاصعب للاجئين الذين تواجهوا مع الشرطة. ويسرى بانفعالها الشبابي، كان لها موقفها من الشرطة المجرية: "كدنا ان نموت غرقا، هل تعتقدون بانكم تخيفونا".
وبعد وصولهما الى برلين بفترة وجيزة، انضمت الشقيقتان مارديني الى احد اندية السباحة القريبة من مخيم اللاجئين بفضل المترجم المصري في المخيم والذي عرفهما على المدرب سفين سبانيكربس.
"
ان الفتاتين تحرزان تقدما مذهلا، لكن فرصة اعتمادهما سباحتين في اوروبا ليست قوية"، هذا ما قاله مؤخرا المدرب الالماني الذي اشار الى ان "تأهل يسرى الى الالعاب الاولمبية يقتضي ان تسجل 03ر2 دقيقة، وافضل زمن لها حتى الان 11ر2 دقيقة".

التركيز على طوكيو 2020
والدها يرى بان فرص تأهلها الى ريو 2016 ضئيلة لكنها ستكون افضل بالنسبة لاولمبياد طوكيو 2020. اما يسرى التي سبق لها ان احرزت لقب بطولة سوريا في مسابقات 200 و400 متر حرة و100 و200 متر فراشة، فتضيء كالنجمة عندما تفكر بالالعاب الاولمبية وحتى ان كانت ستشارك بالعلم الاولمبي وليس مع وفد بلادها: "مهما كان العلم، المشاعر هي ذاتها. اذا دخلت الى الملعب، فاعتقد باني لن افكر سوى بشيء واحد وهو المياه".