البصرة تختبر إصلاحات الحكومة العراقية

الحدث الأحد ٠٩/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٠٣ ص

البصرة- (رويترز)

اتسعت الاضطرابات في جنوب العراق احتجاجاً على الفساد وسوء الحكم من جانب النخبة السياسية في البلاد، حيث اقتحم محتجون القنصلية الإيرانية في البصرة بينما احتجز آخرون موظفين رهينتين في منشأة نفطية قريبة لفترة وجيزة. بينما قالت مصادر أمنية محلية إن ثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا سقطت خارج محيط مطار البصرة العراقي امس السبت.

وقال مسؤول في المطار إن العمليات لم تشهد أي تعطيل وإقلاع وهبوط الطائرات مستمر كالمعتاد.
ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار، ولم يعرف بعد من نفذ الهجوم الذي يأتي بعد خمسة أيام من الاحتجاجات العنيفة التي ألحقت أضرارا بمبان حكومية ومكاتب أحزاب سياسية والقنصلية الإيرانية. وبعد خمسة أيام من المظاهرات الدامية في البصرة التي شهدت نهب وإحراق مبان حكومية، اقتحم المحتجون مقر القنصلية ونهبوه وهتفوا بشعارات تندد بما يعتبره كثيرون تأثير إيران على الشؤون السياسية في العراق.
وقالت مصادر أمنية إن القنصلية كانت خاوية عندما اقتحمها المتظاهرون.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إن اقتحام القنصلية ليس له علاقة بمطالب المحتجين وأبدت أسفها العميق بشأن ذلك.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد محجوب إن استهداف البعثات الدبلوماسية أمر غير مقبول ويلحق الضرر بمصالح العراق.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ندد «بالاعتداء الهمجي» على القنصلية الإيرانية، مذكرا «بالمسؤولية الحساسة للحكومة العراقية في حماية الأماكن الدبلوماسية، ومطالبا بإنزال أشد العقوبات بحق الضالعين في الاعتداء».
وتم استدعاء السفير العراقي في طهران إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه بهذا الاحتجاج. ولحكومات أجنبية كثيرة قنصليات في المدينة من بينها الولايات المتحدة وروسيا.
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان العنف ضد الدبلوماسيين ودعت «كل الأطراف بما في ذلك قوات الأمن والمحتجين إلى تعزيز حق الاحتجاج السلمي وحماية الدبلوماسيين ومنشآتهم». ودخلت مجموعة من المحتجين منشأة لمعالجة المياه تابعة لحقل غرب القرنة2 النفطي الذي تديره شركة لوك أويل الروسية على بعد 65 كيلومترا شمال غربي المدينة.
وقال مصدر في لوك أويل ومصدر في شرطة الطاقة بالبصرة إن المحتجين احتجزوا موظفين عراقيين اثنين رهينتين لمدة ساعة تقريبا قبل ترك المنشأة بسلام. وقال مدير في الحقل النفطي إن الإنتاج لم يتعطل.
وقال المصدر في لوك أويل إن الحقل ينتج ما بين 390 ألفا و400 ألف برميل يوميا من الخام وإن تعطل العمل لثلاثة أيام سيكون كافيا لإغلاق الحقل بالكامل.
وصعد المحتجون احتجاجاتهم يوم الخميس بإغلاق ميناء أم قصر الميناء البحري الرئيسي للعراق على بعد 60 كيلومترا جنوبي البصرة.
وقال مسؤولون محليون ومصادر أمنية إن الميناء ظل مغلقا الجمعة. ولم تتأثر صادرات البلاد النفطية التي تتم عبر منصات بحرية. وتصاعدت الاحتجاجات منذ يوم الاثنين في البصرة التي يقطنها نحو مليوني شخص. ويشكو المحتجون من انهيار البنية الأساسية مما تركهم بدون كهرباء أو مياه شرب نظيفة في حرارة الصيف.
وقالت مصادر في أجهزة الصحة والأمن المحلية إن محتجين اثنين توفيا متأثرين بإصابتهما بالرصاص كما أصيب 39 آخرون. وفرضت السلطات العراقية حظر التجول قبل فترة وجيزة من الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي ولكن مازال متظاهرون يستهدفون مبنى تابعا لقوات الحشد الشعبي العراقية التي تضم في الأغلب فصائل عراقية مدعومة من إيران.