لماذا نعطس؟

مزاج الخميس ١٧/مارس/٢٠١٦ ٠١:٠٥ ص

سوزان سكوتي - ترجمة: أحمد بدوي

ليس الإنسان فقط هو الذي يعطس ولكن القطط والكلاب تفعل ذلك أيضا ويكون في كثير من الأحيان مرتين متتاليتين، والسؤال: لماذا نعطس؟

ربما تعتقد (أو تكون قد درست أو قرأت) أن العطس يحدث لأن الأنف يريد أن يتخلص من المواد الدقيقة المهيجة التي تتسبب في إثارة الأجزاء المبطنة منه. ومع أن هذا صحيح إلا أنه ليس سوى جزء من إجابة أكثر تعقديا كما يشرح ذلك مايكل اراندا في شريط مصور. ولكن عليك أولا أن تتعرف على الأنف.

يوجد بين فتحتي الأنف والممرات الأنفية التابعة له جدار يسمى الحاجز، وخلف الأنف مساحة فضاء تسمى تجويف الأنف، يرتبط بالجزء الخلفي من العنق، وهو محاط بالجيوب الأنفية، والجيوب الأنفية تجاويف من جيوب مليئة بالهواء، وعلى هذه التجاويف توجد طبقة رقيقة من الأنسجة (غشاء) تقوم بصنع المخاط، وهذا المخاط هو الذي يمنع الجراثيم والأوساخ وحبوب اللقاح من الوصول إلى الرئتين. وعلى سطح خلايا الغشاء المخاطي توجد أهداب شعيرات دقيقة تتحرك كلها معا مثل الموجات لمسح المخاط من الجيوب. وجميع هذه الأجزاء ضرورية لتصفية الهواء الذي نتنفسه قبل وصوله إلى الرئتين.
وتكون البدايات الأولى للعطس بإفراز مواد مثل الهستامين الذي تنتجه خلايا توجد داخل الغشاء المخاطي للأنف، وقد يتم إفرازها بسبب عدوى فيروسية أو بسبب المواد المثيرة للحساسية مثل الدخان والملوثات أو الروائح العطرية أو الهواء البارد حيث تؤدي إلى تهيج أطراف الأعصاب داخل الأنف ومن ثم تنشيط رد فعل داخل المخ، فتنتقل هذه النبضة العصبية إلى أعلى الأعصاب الحسية ثم إلى أسفل الأعصاب المتحكمة في عضلات الرأس والرقبة ما يؤدي إلى طرد الهواء سريعا مصحوبا بتدفق الهواء مع ضغط داخل الصدر وانغلاق الأوتار الصوتية، ويسمح الفتح المفاجئ للأوتار بتدفق الهواء المضغوط إلى الأعلى خلال الجهاز التنفسي ليطرد المادة المثيرة للحساسية ويساعد في التخلص من الجزيئات المسببة للإزعاج داخل الأنف. ومن ثم فالعطس هو أكثر من مجرد التخلص من الغبار من الأنف. وكما يوضح اراندا فقد كشفت الدراسة التي أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا أن الأنف يشبه كثيرا جهاز الحاسوب ويحتاج إلى إعادة تشغيله من وقت لآخر.

عن ميديكال ديلي