اللاجئون «يطاردون» الأمل

الحدث الأربعاء ٠٥/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٣:٠٤ ص
اللاجئون «يطاردون» الأمل

القدس (رويترز) :

أنشئت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) قبل 68 عاماً وتقدم حالياً خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة. ومعظم هؤلاء اللاجئين أبناء وأحفاد 700 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح عن ديارهم خلال حرب العام 1948 التي تبعها قيام دولة إسرائيل.

ومؤخراً أعلنت الولايات المتحدة قرارها بوقف تمويل الوكالة وبررت ذلك بإن الوكالة تحتاج إلى تنفيذ إصلاحات لم تحددها ودعت الفلسطينيين للعودة لمحادثات السلام مع إسرائيل.
وانهارت أحدث جولة من محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في 2014 بما يعود جزئيا لمعارضة إسرائيل لمساعي توقيع اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس ولبناء إسرائيل مستوطنات على أراض محتلة يريدها الفلسطينيون جزءا من دولتهم.

إلغاء وجودهم

يقول المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) بيير كرينبول إنه لا يمكن ببساطة «إلغاء وجود» ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وذلك في رد على قرار قطع المساعدات الأمريكية ومزاعم تفيد بأن عمل الوكالة لا يؤدي إلا لإطالة أمد محنتهم.
وتقدم وكالة الأونروا خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة. ومعظم هؤلاء اللاجئين من نسل نحو 700 ألف فلسطيني طردوا من منازلهم أو فروا من حرب العام 1948 التي انتهت بإعلان قيام دولة إسرائيل.
وذكرت واشنطن، أكبر مانح للأونروا، العدد المتزايد للاجئين في سياق إعلانها الأسبوع الفائت قرار وقف تمويل الوكالة. ولهذه الزيادة نتائج محتملة على سعي الفلسطينيين وراء حق العودة إلى أراض باتت الآن جزءا من إسرائيل.
ويضيف كرينبول في رسالة مفتوحة للاجئين الفلسطينيين وموظفي وكالة الأونروا «إنني أعرب عن عميق أسفي وخيبة أملي لطبيعة هذا القرار الأمريكي» وتعهد باستمرار عمليات الوكالة.

انتقاد وترحيب

وانتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت الأونروا يوم الجمعة بسبب «توسع مجتمع المستفيدين أضعافا مضاعفة وإلى ما لا نهاية»، في ترديد لوجهة نظر إسرائيل القائلة إن أحفاد لاجئي العام 1948 ينبغي ألا يحصلوا على وضع أجدادهم.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن وكالة الأونروا تطيل أمد اللجوء مضيفا أنه يتعين أخذ أموالها «واستخدامها حقا في المساعدة على إعادة تأهيل اللاجئين الذين يبلغ عددهم الحقيقي شريحة لا تذكر من العدد الذي ذكرته الأونروا».
لكن كرينبول قال: «ليس هنالك شيء فريد في الطبيعة التي طال أمدها لأزمة لاجئي فلسطين». وأضاف أن أبناء وأحفاد اللاجئين المشردين منذ وقت طويل في أفغانستان والسودان والصومال والكونجو وأماكن أخرى يعدون أيضا لاجئين وتساعدهم الأمم المتحدة.

فتح المدارس

قال كرينبول: «وبغض النظر عن عدد المحاولات التي تم القيام بها من أجل تقليص أو نزع شرعية التجارب الفردية والجماعية للاجئي فلسطين، فإن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها تبقى أنه لديهم حقوقاً بموجب أحكام القانون الدولي وأنهم يمثلون مجتمعا قوامه 5.4 مليون رجل وامرأة وطفل لا يمكن ببساطة القيام بإلغاء وجودهم».
وقدمت الولايات المتحدة 60 مليون دولار للأونروا في يناير، وعلقت 65 مليون دولار أخرى، من ضمن 365 مليون دولار تعهدت بتقديمها للوكالة هذا العام. وقال كرينبول إن دولا خليجية ضخت أموالا، لكن ما زالت الأونروا بحاجة إلى أكثر من 200 مليون دولار.
وفي لبنان، بدأ العام الدراسي في مدارس الأونروا في موعده المحدد أمس الأول الاثنين. وبدأت الدراسة في المدارس التي تديرها الأونروا في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة يوم الأربعاء.
وقال كلوديو كوردوني مدير شؤون الأونروا في لبنان لرويترز إن التمويل سيكفي فقط حتى نهاية الشهر لكن الوكالة ستواصل جمع المال لضمان بقاء المدارس مفتوحة.
وتعد الخطوة التي اتخذتها واشنطن ضد الأونروا الأحدث في سلسلة قرارات سياسية أمريكية وإسرائيلية أغضبت الفلسطينيين وأثارت قلقاً دولياً. وتشمل هذه القرارات اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في مايو، وتبني إسرائيل قانون «الدولة القومية» في يوليو مما يمنح اليهود فقط حق تقرير المصير.

استياء

وعبر لاجئون فلسطينيون عن استيائهم من قرار اتخذته الولايات المتحدة بوقف تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وحذروا من أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الفقر والغضب بين اللاجئين وسيؤدي لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي غزة قال نشأت أبو العون وهو لاجئ وأب لثمانية «الوضع سيئ وراح يزيد سوء.. وراح تنتشر الجريمة وينتشر القتل والسرقة... اليوم بالعافية الإنسان ملاقي لقمة الأكل وإذا لقمة الأكل بتنمنع.. بيصير الإنسان يفكر بشغلات مخلة بالأمن».

أكبر المانحين

وقال إسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلي إن قرار الولايات المتحدة يمثل «رؤية واقعية للوضع ويدعم موقف إسرائيل».وكتب كاتس على تويتر قائلا: «أشيد بقرار رئيس الولايات المتحدة لوقف كل التمويل للأونروا التي رسخت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين».
وفي وقت فائت من العام الجاري حث رئيس الوزراء الإسرائيلي على اتخاذ إجراء ضد أونروا.
وقال في يناير: «لدينا بالفعل أحفاد أحفاد اللاجئين الذين لم يعودوا لاجئين... أقترح تحويلا تدريجيا لكل الأموال التي تذهب لأونروا لوكالات أخرى تتعامل مع قضية اللاجئين».
وفي مخيم الجلزون قرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة قال أيوب عبيدي (53 عاماً)، والذي كانت عائلته تعيش ذات يوم في مدينة اللد التي تقع الآن في إسرائيل، إن القرار سياسي.
وأضاف: «أصلا التقليصات موجودة في خدمات الوكالة واحنا عارفين أن ترامب بدو ينهي الوكالة علشان ينهي حق اللاجئين (في العودة)... احنا حقنا في العودة موجود وبدنا نحافظ عليه لا ترامب ولا غيره يقدر يلغيه».
ورفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أي حق في العودة للاجئين الفلسطينيين خشية فقدان البلاد لأغلبيتها اليهودية.