واشنطن-موسكو-دمشق:
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته إيران وروسيا يوم الاثنين من شن ما وصفه «هجوم متهور» على محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة قائلا: إن مئات الآلاف -المدنيين- ربما يُقتلون. وقال ترامب على تويتر: «سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً بالمشاركة في هذه المأساة الإنسانية المحتملة. مئات الآلاف من الأشخاص ربما يُقتلون. لا تسمحوا بحدوث هذا!» فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارض) إن طائرات حربية روسية استأنفت الضربات الجوية على محافظة إدلب السورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة بعد توقف دام 22 يوما. بينما أعلن وزير الخارجية الروسية، سيرجي لافروف، أن الوضع القائم في مدينة إدلب السورية لم يعد يحتمل ومن المستحيل إبقاء الحال على ما هو عليه اليوم. وجاء تصريح لافروف خلال كلمة له في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية. وقال لافروف خلال تصريح له: «نظام وقف إطلاق النار في سوريا يتم انتهاكه يومياً، حيث تقوم الجماعات الإرهابية المسلحة بإطلاق النار على مواقع الجيش السوري في تلك المنطقة».
وأبلغ مصدر رويترز أن الجيش السوري يستعد لشن هجوم على إدلب على مراحل.
والمحافظة الشمالية والمناطق المحيطة بها هي آخر منطقة كبيرة خاضعة للجماعات المسلحة بما فيه جبهة النصرة وجبهة تحرير الشام المسلحتين.
ويسعى ترامب لتحسين العلاقات مع روسيا منذ توليه السلطة في 2017 لكن الولايات المتحدة لم تتمكن من كبح الدعم العسكري والدبلوماسي الروسي لسوريا. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الجمعة الفائت: إن واشنطن تعتبر أي هجوم للحكومة السورية على إدلب تصعيدا في الحرب السورية، كما حذرت الوزارة من أن واشنطن سترد على أي هجوم كيماوي من جانب دمشق.
وكتبت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة تقول على تويتر في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين «كل الأنظار على أفعال الأسد وروسيا وإيران في إدلب. #لا لاستخدام الأسلحة الكيماوية».
ودعت إيران إلى «تطهير» محافظة إدلب بشمال غرب سوريا من المتشددين، وذلك في وقت تستعد فيه طهران لمحادثات مع سوريا وروسيا بشأن مواجهة آخر جيب كبير تحت سيطرة معارضي الحكومة السورية.
وزار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دمشق أمس الأول لمناقشة خطط عقد قمة بين زعماء إيران وروسيا وتركيا في طهران في السابع من سبتمبر بشأن إدلب.
وقال ظريف: «يجب الحفاظ على جميع الأراضي السورية ويجب أن تبدأ جميع الطوائف والمجموعات جولة إعادة البناء بشكل جماعي ويجب أن يعود النازحون إلى عائلاتهم».
وأضاف «ويجب تطهير الأجزاء المتبقية في إدلب من الإرهابيين الباقين ويجب أن تعود المنطقة تحت سيطرة الشعب السوري». وقال مكتب رئاسة الجمهورية السورية في بيان إعلامي إن الجانبين أكدا «أن الضغوطات التي تمارسها بعض الدول الغربية على سوريا وطهران لن تثني البلدين عن مواصلة الدفاع عن مبادئهما ومصالح شعبيهما وأمن واستقرار المنطقة بأكملها».
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، أن تصاعد وتيرة الأعمال القتالية في محافظة إدلب السورية لا يصب في مصلحة أحد.
وقال سيرومولوتوف للصحفيين: «بالطبع لا أحد يريد أعمالاً قتالية نشطة تؤدي لمقتل سكان مدنيين». وتابع: «في المقام الأول، الحديث يدور حول الفصل بين المعارضة وإرهابيين «جبهة النصرة»، وفي حال تم القيام بذلك، سيتم إيجاد حل ما».