"العنتر" برشلونة .. "ملّلنا"!

باسم الرواس

لا يترك برشلونة مناسبة إلا ويثبت فيها أنه "عنتر"..! ينتظر الفريق الضعيف قبل القوي حتى يُبرز عضلاته الكروية المفتولة متفننًا بـ"تعذيب" الخطوط الدفاعية للمنافسين .
آخر "المُعذَبِين" كان فريق خيتافي الذي لم يتحلَ أصلاً بـ "الجرأة" بل تقوقع في منطقته منتظراً مصيره ونصيبه من الأهداف التي ستهز شباكه .
لم تقتصر أهمية الفوز الأخير على عدّاد الأهداف الذي وصل إلى نصف دزينة، لأن الفريق الكتلوني كان على موعد أيضاً مع المباراة الـ 37 على التوالي من دون أي خسارة، وهو بحد ذاته تعزيز للمكانة الفريدة التي وصل إليها برشلونة ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الأوروبي أيضاً .
ولعل ما بات يمّيز برشلونة في السنتين الأخيرتين يتمثل باستراتيجية "اللا مركزية" التي اعتمدها المدرب الاسباني لويس انريكه .. فقد أصبح قادراً على الزج بأي تشكيلة من دون أي يتأثر أداء الفريق على أرض الملعب، وهذا ما ظهر جلياً بإراحة لويس سواريز، فحضر الثنائي الآخر "ميسي ونيمار" وكانا في حالتهما الطبيعية . وهذا ما حصل أيضاً سابقاً عندما تغيّب ميسي عن جزء من الموسم فتألق "سواريز ونيمار".. .
ومما لا شك فيه أن قرار إنريكي بإشراك منير الحدادي كان في مكانه ضمن عملية "التدوير" التي حققت إلى الآن نتائج مبهرة خصوصاً أن برشلونة دخل في مرحلة الحسم على أكثر من جبهة، وهو بحاجة إلى إراحة بعض لاعبيه في المباريات التي يشعر فيها المدرب أنه قادر على حسمها بمن حضر .
ما يقدمه برشلونة هذا الموسم يؤكد بما لا يدعْ مكاناً للشك أن إقليم كتلونيا على موعد جديد مع مجد قادم واحتفالات صاخبة ستكون شاهدة عليها الساحات إذ يبدو جلياً أن "عنتر العالم" صار يدخل المباراة متجاوزاً إمكانية تحقيق الفوز من عدمه .. بل بات مدربه ينظر إلى عدّاد الفريق .. مترقباً هز شباك الخصم بأكبر قدر ممكن من الأهداف..
صحيح إن المتابع لمباريات برشلونة - تحديداً في الدوري الإسباني - بات يُصاب بـ "حالة من الملل" بسبب قلة حيلة الخصم واستسلامه حتى قبل إطلاق الحكم لصافرة البداية .. لكن ما ظهر عليه خيتافي مساء السبت كان يوحي بقمة الإحباط .. فحتى إن كنت تريد اللعب بشكل دفاعي، فعليك أن تجعل كل عناصر خط الوسط من أصحاب النزعات الدفاعية.. وأن تضغط بشكل قوي، وأن تنتشر بشكل جيد، ولا تترك أي مساحات لعناصر برشلونة، لا أن تقف متفرجًا وتشاهد ما يفعله ميسي عند مداعبته للكرة .
علما ان مقالي هذا كتبته قبل مباراة الامس التي خاضها برشلونة في دوري الابطال امام الارسنال الانجليزي
حسن الختام :
هل باتت كرة القدم تعاني بسبب "متعة" برشلونة المفرطة .. !