أطفـال يعشقـون الطاقـة الشمسية

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٣/سبتمبر/٢٠١٨ ٠١:١٣ ص
أطفـال يعشقـون الطاقـة الشمسية

أليسيا بولر

ألهم آدم هال مبتكر مبادرة (Million Solar Stars الطلاب حول العالم لتجربة مشاريع الطاقة الشمسية في مدارسهم).

يتفق معظم الخبراء حول العالم أن الإسراع في استخدام الطاقة المتجددة يعدّ أمراً ضرورياً لمواجهة التغير المناخي. وقد حذّرت الرابطة الدولية للطاقة، الجهة الراصدة لاستهلاك الطاقة في العالم، هذا الشهر قائلةً: «إن التراجع في الاستثمار في الطاقة المتجددة لعام 2017 أمرٌ يدعو للقلق، لأنه يهدد توسيع مصادر الطاقة النظيفة التي يحتاج إليها العالم لتحقيق أمن الطاقة وأهداف المناخ والهواء النظيف».

آدم هال، أستاذ مادة العلوم في دبي، من الداعمين لقضية الطاقة النظيفة في المنطقة، إذ أسس مبادرة غير حكومية طموحة تحت عنوان (Million Solar Stars) تهدف إلى غرس الشغف بالطاقة النظيفة لدى الأطفال وتشجيعهم على بناء محطات طاقة شمسية مصغرة في مدارسهم.
تحت مظلة هذه المبادرة العالمية التي تعتمد على المتطوعين والمنح لمتابعة عملها، يقوم الطلاب ببناء نماذج تطبيقية للتعرف على طريقة عمل محطات الطاقة الشمسية، ثمّ يساعدون مدرستهم في تركيب مصفوفات الخلايا الشمسية التجريبية من أجل رصد البيانات. يُحلّل الطلاب بعد ذلك إمكانية التوسّع إلى مصفوفات أوسع نطاقًا من الخلايا الشمسية في مدارسهم.
كما تشجع مبادرة (Million Solar Stars) الطلاب على تطبيق أفكارهم الطموحة واختبارها وممارستها عبر تحديات تصميم النموذج الشمسي ومحاولات لتسجيل أرقام قياسية عالمية.
يقول هال، المنحدر من دنفر، كولورادو: «تمكنت المبادرة منذ تأسيسها من توفير حوالي 26.2 كيلو واط من الطاقة الشمسية، ما أدى إلى توليد الآلاف من كيلو الواط الساعي خلال العقد الفائت. ونُركز حاليًا على فكرة رفع كمية الطاقة الشمسية في المدارس من 1 كيلو واط إلى 500 كيلو واط، ومن هنا يبدأ العمل الحقيقي (للتوسّع)».
يعود المشروع بمزايا وفوائد عديدة بالفعل على البيئة، إذ تحتوي المدرسة الأمريكية العالمية في دبي، التي كان يُدرس فيها هال مادة العلوم كمهنة أساسية، على محطة شمسية توفر حوالي 20,000 دولار أمريكي من تكاليف الطاقة.
يقول هال الذي أعطى لنفسه دور «مسؤول تنظيم النجوم»: «لقد نفذنا مبادرتنا في مدارس داخل الولايات المتحدة والإمارات وكينيا وتايلند والصين وفرسنا، وتتميّز مبادرة Million Solar Stars بكونها منظمة طموحة وإبداعية تهدف للوصول إلى مليون طالب. وتأتي فكرة استحداث دور مسؤول تنظيم النجوم من الحاجة إلى إشراك وتنظيم عقول النجوم الواعدين من خلال حملة ترمي إلى التوسّع بحلول الطاقة الشمسية في المدارس».
ويضيف هال قائلًا: «إنني على الثقة بأن محطات الطاقة الشمسية تمنح قيمة كبيرة ومتزايدة للطلاب والمدارس، وأعمل جاهدًا لإنجاح المبادرة لأن هناك الكثير من الفرص المتاحة لتحقيق التغيير الإيجابي في المدارس والمجتمعات حول العالم من خلال التثقيف حول الطاقة الشمسية. ومع وجود الأشخاص المناسبين وكمية كافة من الموارد، أرى أننا سنبني برنامجاً مستداماً وهادفاً».
يُشير هال إلى أن الخطوة التالية في خطته هي التعاون مع الحكومات «لتسريع العملية».
ويُعلق قائلًا: «لقد واجهنا بعض الصعوبات في الحصول على أموال المنح والتمويل من رعاية الشركات لتطوير برنامج المبادرة. فعندما تحصل منظمتنا على حوالي مليون دولار أمريكي أو أكثر من المنح المستمرة والرعاية من الشركات والمساهمات، عندها سألمس نجاح مبادرتنا». ويضيف هال قائلًا: «أعتقد أن المدارس كانت من آخر المؤسسات التي تواكب التطورات لأنها تعمل بعقلية متحفظة بعض الشيء، وتغيير توجّه المدارس يستغرق وقتًا طويلًا. غير أننا بدأنا ننتقل إلى المدارس لأننا نوّد أن نشرك الأطفال في ثورة الطاقة المتجددة تدريجياً».

متخصصة في موضوعات الأعمال والتكنولوجيا