التحالف في اليمن: ضربة «صعدة» غير مبررة

الحدث الاثنين ٠٣/سبتمبر/٢٠١٨ ٠١:١٢ ص

الرياض (رويترز)

أقر التحالف العربي في اليمن بأن الضربة الجوية التي نفذها التحالف على حافلة في اليمن الشهر الفائت وأودت بحياة العشرات بينهم أطفال كانت غير مبررة، متعهداً بمحاسبة «كل من ثبت ارتكابهم أخطاء».

يأتي هذا الاعتراف النادر بعد تصاعد الضغط الدولي على التحالف، وبعضه من حلفاء، لبذل مزيد من الجهد للحد من سقوط ضحايا مدنيين في الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام والتي أودت بحياة ما يربو على عشرة آلاف شخص ودفعت بالبلد الفقير إلى شفا المجاعة.
وكان التحالف المدعوم من الغرب والذي يواجه جماعة أنصار الله في اليمن قال عند وقوع الحادث في التاسع من أغسطس إن الضربات الجوية على أحد أسواق محافظة صعدة استهدفت قاذفات صواريخ استخدمت قبلها بيوم واحد لشن هجوم على مدينة جازان بجنوب السعودية. واتهم التحالف حينئذ أنصار الله باستخدام الأطفال دروعاً بشرية.
وقال الفريق المشترك لتقييم الحوادث، وهو لجنة تحقيق شكلها التحالف، إن الضربات نُفذت بناء على معلومات مخابراتية أفادت بأن الحافلة تقل قياديين حوثيين مما يعد هدفاً عسكرياً شرعياً لكن التأخير في تنفيذ الضربة وتلقي أمر بعدم الضرب ينبغي التحقيق فيه.
وقال المستشار القانوني للفريق منصور أحمد المنصور للصحفيين في الرياض «كان هناك تأخير واضح في تجهيز الطائرة المقاتلة في الموقع والوقت المناسبين لاستهدافه وهو ما فوت استهداف هذه الحافلة باعتبارها هدفاً عسكرياً في منطقة خالية ومكشوفة بغرض تجنب وقوع مثل هذه الأضرار الجانبية».
وأضاف: «يرى الفريق ضرورة أن تقوم قوات التحالف وعلى الفور بمراجعة تطبيق قواعد الاشتباك المعتمدة لديها بما يضمن الالتزام بها».
وفي وقت لاحق أعلن التحالف قبوله بالنتائج التي توصل إليها فريق التحقيق وتعهد «بمحاسبة كل من ثبت ارتكابهم أخطاء».
وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية: «قيادة القوات المشتركة تعبر عن أسفها لتلك الأخطاء وتقدم تعازيها لأهالي الضحايا وتضامنها معهم».
وأضاف: «سيتم تكليف اللجنة المشتركة للنظر في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن بالتواصل مع الحكومة اليمنية الشرعية لتحديد هويات وأسماء المتضررين ليتم العمل على مساعدتهم وفق الإجراءات المنظمة لذلك... مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك وتطويرها بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث».
ورحب الجيش الأمريكي بالقرار وقال إنه يقدر قرار التحالف: «اتخاذ الإجراءات القانونية لضمان المساءلة وإجراء التحسينات اللازمة على قواعد الاشتباك الخاصة به لمنع مثل هذه المأساة في المستقبل».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) دانا وايت في سلسلة تغريدات «وزارة الدفاع ترحب بإعلان التحالف بقيادة السعودية نتائج التحقيق في حادث استهداف يوم التاسع من أغسطس 2018».
وقالت لجنة من خبراء حقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الفائت إن بعض الضربات الجوية التي شنها التحالف ربما تشكل جرائم حرب، بينما قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية «ليس مطلقا» لكنه سيستمر ما دام يعمل على تقليل حجم الخسائر في صفوف المدنيين.
وتجري الأمم المتحدة ترتيبات لعقد محادثات في جنيف في السادس من سبتمبر الجاري في أول محاولة من نوعها منذ أكثر من عامين لإجراء مفاوضات بشأن الحرب الدائرة باليمن.