هيلاري وترامب يزدادان اقترابا من المنافسة

الحدث الخميس ١٧/مارس/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
هيلاري وترامب يزدادان اقترابا من المنافسة

واشنطن – ش – وكالات

تستعد هيلاري كلينتون بشكل واضح لمواجهة مع دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر بعد ان عزز المرشحان موقعيهما في اقتراع "الثلاثاء الكبير" الثاني استعدادا لمؤتمري الحزبين الديموقراطي والجمهوري في يوليو.
وفازت كلينتون على بيرني ساندرز في اربع ولايات على الاقل من اصل خمسة شهدت انتخابات تمهيدية الثلاثاء بما فيها في اوهايو الصناعية حيث كان سناتور فيرمونت يعول على اصوات العمال.
وتزيد هذه الانتصارات من عدد المندوبين الذين تتقدم بهم كلينتون اصلا على ساندرز. واذا ما احتسبنا "المندوبين غير المتلزمين" الذين يدعمونها ويقارب عددهم 500، فذلك يعني انه بات لديها اكثر من 1500 مندوب في مقابل اقل من 800 لساندرز، في حين يتحتم الوصول الى عتبة 2383 مندوبا لكسب تشريح الحزب.
وصرحت جنيفر بالمييري المتحدثة باسم كلينتون لشبكة "سي ان ان" "نتوقع ان يكون من الصعب جدا اذا لم نقل من المستحيل ان يلحق بنا"، لكنها امتنعت عن دعوة السناتور الى الانسحاب.

الجانب الجمهوري
في الجانب الجمهوري، زاد ترامب الفارق بينه وبين منافسيه بعد انتصاره في ثلاث ولايات على الاقل. وبعد انسحاب سناتور فلوريدا ماركو روبيو الذي مني بهزيمة قاسية في ولايته، بات هناك منافسان فقط لقطب الاعمال هما سناتور تكساس تيد كروز وحاكم اوهايو جون كاسيك الذي فاز في ولايته.
واختلف المرشحان الاوفر حظا في رد فعلهما على حصيلتهما الايجابية لهذا اليوم الانتخابي، فتحدثت كلينتون عن مرحلة ما بعد الانتخابات التمهيدية واعطت لمحة عن استراتيجيتها للانتصار على ترامب الذي يتعين عليه في المقابل توحيد صفوف حزبه الذي لا يزال يرفض تاييده.
وصرحت كلينتون في وست بالم بيتش على بعد بضعة كيلومترات من منزل لترامب عقد فيه سهرته الانتخابية في فلوريدا "سندافع عن العمال الاميركيين حتى لا يستغلنا احد... لا الصين ولا وول ستريت ولا رؤساء الشركات الذين يتقاضون اجورا خيالية".
وكان تصريح كلينتون بمثابة رد مزدوج على ساندرز الذي يتهمها بالتواطؤ مع وول ستريت وعلى ترامب الذي يصر على ان الولايات المتحدة تتعرض للاستغلال من قبل شركائها التجاريين.
وكان من الواضح ان كلينتون تتوجه بكلامها الى ترامب لانها استعادت بعض تصريحاته قائلة "عندما يريد مرشح للانتخابات الرئاسية طرد 12 مليون مهاجر ومنع المسلمين من الدخول الى الولايات المتحدة ويعلن تاييده للتعذيب، ذلك ليس دليلا على القوة بل على الخطأ".
وتابعت وزيرة الخارجية السابقة "علينا هدم الحواجز وليس تشييد جدارات".

تباطؤ وتيرة
من جهته، يعتبر ساندرز ان المراحل المقبلة من الانتخابات التمهيدية الممتدة حتى يونيو ستكون مؤاتية اكثر له اذ قال "نحن واثقون من ان حملتنا في طريقها نحو كسب الترشيح".
اما دونالد ترامب فيواجه مشكلة مختلفة تكمن في كيفية توحيد صفوف اليمين بعد ان خاض حملة ضد الحزب الجمهوري وبعد ان اعلن نواب وشخصيات من الحزب انهم لن يدعمونه ابدا.
وشدد ترامب في بالم بيتش الثلاثاء "علينا توحيد الحزب"، وتباهى بتشكيل حركة "هي حديث الجميع في اوروبا وفي كل انحاء العالم" واضاف "هذه البلاد ستعود الى طريق الفوز".
ولدى ترامب 640 مندوبا في مقابل 405 لكروز و138 لكاسيك بحسب تعداد ل"سي ان ان" بينما العدد المطلوب هو 1237 لكسب ترشيح الحزب الجمهوري.
ومع ان كروز كان سعيدا لانسحاب روبيو الا ان بقاء كاسيك حال دون ان يصرح بذلك بوضوح.
وقال كروز في هيوستن "امام كل جمهوري خيار بسيط اذ هناك حملتان فقط قادرتان على كسب الترشيح: حملتنا وحملة دونالد ترامب".
الا ان كاسيك يعتبر الخيار الطبيعي للجمهوريين التقليديين الذين فقدوا مرشحيهم المفضلين الواحد تلو الاخر من جيب بوش الى ماركو روبيو. واعلن ميت رومني المرشح في الانتخابات الرئاسية في 2012 انه سيعلن دعمه الرسمي لاحد المرشحين بعد الثلاثاء. والاثنين خاض حملة مع كاسيك.
وعلق دينيس غولفورد خبير السياسة في جامعة دريك "بالنسبة الى الجمهوريين العاديين فان المرشحين الاقل جاذبية هما المسيطران".
وستتواصل المنافسة بين المرشحين الجمهوريين الثلاثة لعدة اسابيع على الاقل بما ان وتيرة الانتخابات التمهيدية ستتباطأ اذ ينظم اقتراع في اريزونا ويوتا في 22 اذار/مارس بعده لا بد من الانتظار حتى 26 ابريل.

علقة بكين بواشنطن
من جانبه قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ امس الأربعاء إن تطوير العلاقات بين الصين والولايات المتحدة سيستمر بصرف النظر عمن سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر .
وامتنعت الحكومة الصينية إلى حد كبير عن التعليق على حملة الانتخابات الأمريكية قائلة إنها شأن داخلي يخص الشعب الأمريكي رغم هجوم دونالد ترامب قطب العقارات والذي ينافس للفوز بترشيح الحزب الجمهوري على الصين.
ويتهم ترامب الصين من حين لآخر بسرقة الوظائف ويصور نفسه كمفاوض صعب سيهزم بكين في مجالها.
وساهمت هيلاري كلينتون التي تطمح للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة في انتقاد الصين قائلة في وقت سابق هذا الشهر إنه بينما يعاني اقتصاد الصين من الركود فإن الصين ستتورط في ممارسات أكثر إضرارا بالتجارة العالمية.
وقال لي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في نهاية الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني إن الانتخابات الأمريكية "حية وتستحوذ على اهتمام الكثيرين."
وتابع قائلا "اعتقد أنه لن يهم في النهاية من سيفوز ويتوج رئيسا فالاتجاه الأساسي للعلاقات الصينية الأمريكية لن يتغير."
وأضاف أن ذلك الاتجاه على مدى العقود القليلة الماضية كان "يمضي قدما ويتطور."
وبينما توجد خلافات متكررة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم في كل شيء من حقوق الإنسان وسياسات العملة إلى بحر الصين الجنوبي إلا أن لديهما علاقات اقتصادية عميقة ويجريان محادثات على معاهدة استثمار ثنائية.
وقال لي إنه يأمل أن يتمكن البلدان من إجراء المحادثات بشأن المعاهدة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة.
وأضاف "الصين ستواصل فتح أسواقها أمام المستثمرين الأمريكيين بشكل تدريجي ولكن يجب أن يكون هذا متبادلا. الفتح الثنائي للأسواق يجب أن يكون بالمثل."

........................................

اوباما يحذر من خطاب ترامب المسيء الى سمعة الولايات المتحدة
حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من ان السباق الرئاسي لانتخابات 2016 يسيء الى صورة الولايات المتحدة في الخارج منتقدا بعض الممارسات في الحملات الانتخابية التي يمكن ان تضيع مكاسب تم تحقيقها خلال ولايته الرئاسية.
وصرح اوباما امام نواب من الحزبين الجمهوري والديموقراطي ان الامر "يتعلق ايضا بصورة الولايات المتحدة"، منتقدا "الخطابات الفظة والمثيرة للانقسام".
وقال في لقاء مع رئيس حكومة ايرلندا ايندا كيني "لقد سمعنا خطابات بذيئة ومثيرة للانقسام ضد نساء واقليات، ضد اميركيين لا يشبهوننا او لا يصلون مثلنا او يقترعون مثلنا".
واضاف "الامر يتعلق ايضا بصورة الولايات المتحدة. من نحن؟ كيف يرانا الناس في الخارج؟... العالم يتابع ما نقوله وما نفعله".
ويعكس تصريح اوباما قلق الادارة الاميركية المتزايد ازاء اللهجة العنصرية في خطاب المرشح الجمهوري الاوفر حظا لكسب ترشيح حزبه دونالد ترامب.
تولى اوباما منصبه في وقت كانت فيه صورة الولايات المتحدة تعاني من تبعات الحرب في العراق ومن تدهور شعبية جورج بوش في العالم.
وعلق ريتشارد وايك المدير في مركز "بيو ريسرتش" للابحاث لوكالة فرانس برس "مع باراك اوباما لاحظنا تغييرا كبيرا في الطريقة التي يرى بها العالم الولايات المتحدة".
واضاف وايك "المواقف ازاء الولايات المتحدة اكثر ايجابية اليوم في مختلف انحاء العالم مما كانت عليه في عهد جورج بوش"، ولو ان ذلك ليس شاملا برايه.
ويعتبر تحسين صورة الولايات المتحدة احد انجازات ولاية اوباما الذي يحظى بشعبية لدى عدد من القادة مما يتيح له التقرب ومخاطبة الناس بصورة مباشرة من اندونيسيا الى غانا.
الا ان خطاب ترامب وصعوده المتواصل والذي تعزز بفوزه الثلاثاء في ايلينوي وكارولاينا الشمالية وفلوريدا يهدد بزعزعة هذه الصورة.
- "من التعجب الى الصدمة" - ويشير المسؤولون الاميركيون الى "تركيز قوي" من شركاء البلاد على الحملة الانتخابية للعام 2016 "خصوصا على حملة ترامب"، بحسب مسؤول في الادارة الاميركية رفض الكشف عن هويته.
وتابع المسؤول "يريدون ان يعرفوا ماذا يحصل بالضبط. هل هؤلاء الاشخاص جادون؟ وماذا يعنيه هذا بالنسبة الى علاقاتنا الثنائية. الامر يتراوح بين التعجب والصدمة والقلق".
واضاف ان "فكرة وصول ترامب الى البيت الابيض لا تروق فعلا لبعض نظرائنا".
وقد اثار تعهد ترامب اقامة جدار على طول الحدود مع المكسيك وتحميلها الكلفة ردود فعل قوية اذ شبه الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو خطاب ترامب بخطابات هتلر وموسوليني.
كما اعرب المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خلال زيارته الاولى الى واشنطن منذ توليه المنصب في الامم المتحدة عن القلق ازاء الجدل حول مسالة اللاجئين.
وصرح غراندي امام صحافيين الثلاثاء "انه جزء كبير من الدور القيادي الذي تضطلع به الولايات المتحدة في العالم. وبما ان كل مرشح يتحدث عن هذا الدور، هذه المسالة جزء منه".
من جهته، علق دان ريستريبو الذي شغل منصب مستشار لاوباما حول اميركا اللاتينية طيلة ست سنوات " من الواضح ان انتخاب ترامب رئيسا سينطوي على تبعات سلبية جدا على صعيد العلاقات مع دول القارة الاميركية".
الا انه اضاف ان رفض مقترحات ترامب "سيكون معناه التاكيد على حيوية المؤسسات الديموقراطية في الولايات المتحدة وذلك ايجابي".