شكوك في نجاح قمة اليوم الاوروبية التركية

الحدث الخميس ١٧/مارس/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
شكوك في نجاح قمة اليوم الاوروبية التركية

برلين – عواصم – ش – وكالات

أعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس عن تشككه إزاء فرص نجاح قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا التي تعقد اليوم الخميس على مدار يومين في بروكسل لبحث سبل التغلب على أزمة اللاجئين.
وقال شولتس في تصريحات لمجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية امس الأربعاء: "لن يكون هناك على الأرجح انجازا نهائيا... لكن يمكنني تصور أننا سنحقق بعض خطوات للأمام".
وذكر شولتس أن شرط التوصل إلى اتفاق فعال مع تركيا هو تطبيق الآلية المتفق عليها لإعادة توزيع 160 ألف لاجئ، وقال: "وفقا لهذا التوزيع يتعين على المجر استقبال 1294 لاجئا، لكن (رئيس الوزراء المجري فيكتور) أوربان سيجري استفتاء شعبيا على ذلك ويقول إنها مشكلة ألمانية".
وأضاف شولتس: "من الصعب علي أن أبدو متفائلا طالما أننا نخوض هذا الجدال ولا يمكن اتخاذ قرار في المجلس الأوروبي إلا بالإجماع".
وحذر شولتس من إخفاق الاتحاد الأوروبي، وقال: "إننا بحاجة إلى حل أوروبي نحدد فيه أسباب اللجوء، وإذا لم نفلح في ذلك قد تتفكك أوروبا".
وذكر شولتس أن الاتحاد الأوروبي يعيش حاليا مرحلة تفسخ، وقال: "الخنادق التي تنفتح من الممكن أن تؤدي إلى إخفاق الاتحاد الأوروبي... لا يوجد مشروع، ولا حتى الاتحاد الأوروبي، عصي على الانتكاس".

بيان حكومي
من جانبها ادلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل امس الأربعاء ببيان حكومي أمام البرلمان الألماني (بوندستاج) قبيل قمة الاتحاد الأوروبي المقرر عقدها اليوم الخميس في بروكسل.
تمحور البيان حول الاتفاقية المزمعة مع تركيا للسيطرة على أزمة اللاجئين.
وعبرت ميركل عبر بيانها الحكومي عن الإيضاح مجددا كيفية خفض أعداد اللاجئين بمساعدة تركيا.
ودافعت أيضا عن نفسها في البيان ضد الانتقادات الموجهة لسياسة اللجوء التي تنتهجها، خاصة من حزبها البافاري الشقيق.
يذكر أن رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري هورست زيهوفر طالب ميركل بتغيير سياستها بشأن اللاجئين عقب النتائج المتدنية التي مني بها حزبها المسيحي الديمقراطي في انتخابات محلية.

وتنص اتفاقية الاتحاد الأوروبي وتركيا، التي تعارضها بعض الدول في الاتحاد، على استعادة تركيا للاجئين السوريين من اليونان، على أن يتم السماح للسوريين بالتوجه بصورة مباشرة من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بالطرق الشرعية.
ولتحسين الظروف المعيشية للاجئين تطالب أنقرة في المقابل بستة مليارات يورو وإلغاء تأشيرات دخول الأتراك للاتحاد و تسريع مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد.

مبادئ إنسانية
على الجانب الاخر قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، إن أساس المقترحات التركية التي تقدم بها إلى الاتحاد الأوروبي "تستند إلى المبادئ الإنسانية والأخلاقية".
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء امس الأربعاء عنه القول الليلة قبل الماضية إن "المقترحات تهدف للحد من حالات الوفاة التي تحدث في بحر إيجه أثناء محاولة اللاجئين عبوره إلى أوروبا".
وتعليقاً على التفجير الذي شهدته العاصمة التركية أنقرة مؤخرا، قال داوود أوغلو إن "الإرهاب بات مشكلة وجودية بالنسبة لشعوب المنطقة والقارة الأوروبية، والعمليات الإرهابية التي حدثت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة في أنقرة توضح بما لا يدع مجالا للشك أن المنظمات الإرهابية تستهدف الإنسانية بشكل عام دون تمييز عرقي أو ديني أو اجتماعي أو سياسي".
وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن مكافحة الإرهاب "تعد امتحانا حقيقيا للإنسانية جمعاء"، لافتا إلى ضرورة العمل المشترك "من أجل حماية القارة الأوروبية من الهجمات الإرهابية".

عرقلة الاتفاق
من جهته حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من استمرار وجود صعوبات يتعين التغلب عليها قبل القمة المحددة اليوم الخميس في بروكسل بين الاتحاد الاوروبي وتركيا، بهدف اقرار خطة لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، والتي هددت قبرص بعرقلتها.
ولم يخف توسك، بعيد لقائه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة مساء امس الاول الثلاثاء، بأن الطريق للوصول إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا فيها الكثير من العقبات.
وقال "ليست مهمة سهلة، ويجب أن نقوم بذلك بشكل صحيح. من الواضح أنه لا يزال هناك عمل كبير".
وفي وقت سابق، وخلال زيارته الى نيقوسيا، اصطدم المسؤول الأوروبي بتحفظات قوية من السلطات القبرصية حيال اتفاق المبادئ بين الاوروبيين والاتراك.
واكد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس اثر لقائه توسك ان بلاده "لا تعتزم الموافقة" على مشروع الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا حول الهجرة في غياب تنازلات من تركيا تجاه الجزيرة.
وصرح اناستاسيادس ان "قبرص لا تعتزم الموافقة على فتح فصول جديدة" في مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي "ما لم تحترم تركيا التزاماتها".
ويتضمن مشروع الاتفاق امكان "فتح فصول جديدة باسرع ما يمكن" في مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
وشدد الرئيس القبرصي على انه من "غير المناسب لا بل من غير المقبول نقل مسؤولية ازمة الهجرة لتصبح على عاتقي او على عاتق الحكومة القبرصية".
وقبرص مقسمة منذ اجتياح تركيا لشطرها الشمالي عام 1974 ردا على انقلاب عسكري قام به قوميون متشددون بهدف ضم الجزيرة الى اليونان.
وعرقلت الجمهورية القبرصية العضو في الاتحاد الاوروبي ستة فصول رئيسية لعملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي منذ العام 2009، ما جمد بفعل الامر الواقع عملية انضمام تركيا. ومن اصل 35 فصلا من المفاوضات التي بدأت عام 2005، فتح 14 فصلا وتم الانتهاء من فصل واحد فقط حتى الان.
وتغلق انقرة من جهتها موانئها ومطاراتها امام السفن والطائرات القادمة مباشرة من القسم الجنوبي من قبرص.

- خلافات اخرى
وإضافة إلى التهديد القبرصي، أقر توسك بأن مسألة قانونية المشروع التي طرحت الأسبوع الماضي ما زالت "خلافية".
وأشار إلى أن "الاقتراح التركي الذي تم التوصل اليه مع المانيا لا يزال بحاجة الى تعديل لكي يحظى بموافقة الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي".
وينص مشروع الاتفاق على موافقة تركيا على استعادة كل المهاجرين لاسباب اقتصادية الذين وصلوا بشكل غير قانوني الى اليونان، شرط ان يتعهد الاوروبيون، مقابل كل مهاجر يعود الى تركيا، باستقبال مهاجر آخر من مخيمات اللاجئين في تركيا.
ورأت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية عدة أن هذا الاقتراح مخالف للقانون الدولي.
وطلبت تركيا مبلغ ستة مليارات يورو كمساعدة حتى العام 2018 والغاء تأشيرات الدخول لمواطنيها الراغبين في السفر الى دول الاتحاد الاوروبي قبل نهاية يونيو.
وقال توسك من أنقرة "لدينا اليوم قائمة بالمسائل التي يتوجب حلها في حال أردنا التوصل إلى اتفاق بحلول الجمعة".
واتخذ داود أوغلو مساء الثلاثاء موقع الدفاع قائلا "نحن لا نساوم من أجل المال (...) لن يكون هناك تغيير في السياسة الإنسانية التركية حتى ولو لم نحصل على فلس واحد من أي أحد".
في غضون ذلك، تتفاقم ازمة اللاجئين على الحدود بين مقدونيا واليونان حيث علق نحو 14 الف لاجئ في مخيم ايدوميني عقب قرار دول البلقان الواقعة على طريق المهاجرين اغلاق حدودها.
واعادت السلطات المقدونية الى اليونان نحو 1500 مهاجر عبروا الى مقدونيا رغم اغلاق الحدود بين البلدين منذ اسبوع، بحسب ما صرح مسؤولون الثلاثاء.
وكان المهاجرون، وهم رجال ونساء واطفال، غادروا مخيم ايدوميني المكتظ الاثنين وعبروا نهرا للوصول الى مقدونيا قبل ان تمنعهم القوات الحكومية من اكمال رحلتهم.
ووصف رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس الثلاثاء موقف الاشخاص الذين نظموا هذه المحاولة للعبور بانه "اجرامي".
وقال "نستبعد ان يعاد فتح طريق البلقان".
ودعا مفوض الهجرة في الاتحاد الاوروبي ديمتريس افراموفولوس الثلاثاء الاتحاد الاوروبي الى "توسيع" برنامجه المتعثر لتوزيع الاف اللاجئين بين دوله.
وقال اثناء زيارته مخيم ايدوميني "تبنينا معا آلية توزيع اللاجئين التي يجب بدء العمل فيها فورا. لذلك، فانني ادعو الدول الاعضاء الى قطع مزيد من التعهدات والبدء في تنفيذ هذه الخطة فورا".