عدن – ابراهيم مجاهد
أكد سكان محليون محافظة عدن جنوبي اليمن، لـ "الشبيبة" أن الاشتباكات المسلحة بين قوات الأمن المسنودة بمسلحي المقاومة الشعبية، ومسلحين متشددين يتمركزون في مديرية المنصورة وسط مدينة عدن، تجددت فجر يوم امس الأربعاء إثر هجوم مسلح شنه المسلحون المتشددون واستهدف العربات المدرعة التابعة لقوات الأمن بقذيفة "آر بي جي". لتندلع بعد ذلك مواجهات واشتباكات مسلحة عنيفة بين الطرفين بعد أن كانت المنطقة شهدت هدوءً حذراً تخلله اشتباكات متقطعة طفيفة.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات المسلحة وقت في جولة "كالتكس" القريبة من بوابة ميناء المنطقة الحرة، والتي باتت تعرف لدى سكان عدن باسم "جولة الموت" نظراً لكثرة حوادث الاغتيال التي تمت في هذه المنطقة. كما امتدت هذه الاشتباكات إلى المناطق المحيطة بالجولة، مرجحة سقوط قتلى وجرحى في صفوف أفراد الأمن والمقاومة الشعبية كون الهجوم كان مباغتاً.
من جانبها ذكرت مصادر محلية بمديرية المنصورة أن مواطنين مدنيين أصيبا جراء سقوط قذيفة مدفعية "هاون" على منزلهما الواقع بحي ريمي، مشيرة إلى أن القذيفة أطلقت بشكل عشوائي مما أدى إلى سقوطها على أحد منازل المواطنين..
مقاومة تعز تقترب من القصر..
ميدانياً أيضاً أفادت مصادر ميدانية في محافظة تعز، وسط اليمن، لـ "الشبيبة" أن المواجهات المسلحة تجددت بشكل عنيف في مختلف الجبهات بالمدينة فجر يوم الأربعاء، في حين تركزت هذه الاشتباكات حدة في محيط القصر الجمهوري الذي باتت قوات الجيش والمقاومة الشعبية تقترب من تحريره من سيطرة القوات الموالية لصالح ومسلحي جماعة الحوثي. كما اشتدت الاشتباكات في جبهتي الأربعين وكلابة المقاومة. اشتداد المعارك في مدينة تعز تزامن مع استئناف طائرات التحالف الحربية قصف مواقع للمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح في الجبهة الشرقية والقصر الجمهوري بتعز.
المبعوث الأممي يكثف جهوده الدبلوماسية..
سياسياً كثف المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد من لقاءاته وجهوده الدبلوماسية خلال زيارته للمنطقة، بهدف التوصل إلى توافق يعلن على أساسه عقد جولة جديدة من محادثات السلام اليمنية بنهاية الشهر الحالي. وبعد لقائه بأمير دولة الكويت الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح يوم الأحد الماضي، يعقد إسماعيل ولد الشيخ أحمد مباحثات مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالمملكة السعودية، كما يلتقي عددا من المسؤولين السعوديين ثم يعقد اجتماعات أخرى الأسبوع المقبل في العاصمة العُمانية مسقط مع ممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي العام وممثلي الحوثيين.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة تأكيدها أن ولد الشيخ أحمد يسعى لإعلان جولة جديدة من المحادثات بنهاية شهر مارس (آذار) الحالي فيما تدور المناقشات حول مكان انعقادها الذي لم يتحدد بعد سواء في العاصمة السويسرية جنيف أو في دولة عربية بالمنطقة.
ولد الشيخ يحمل مقترحات جديدة..
وفيما يتعلق بفحوي مفاوضات ومناقشات ولد الشيخ، قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: «يحمل ولد الشيخ مقترحات جديدة حول أجندة القضايا التي تطرح على مائدة الجولة الجديدة من الحوار، والضمانات المقترحة لإلزام الجانب الحوثي بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وبصفة خاصة القرار 2216 وترتيبات الانسحاب من قبل ميليشيات الحوثي من المحافظات اليمنية».
وأضاف المسؤول: «مبعوث الأمين العام يسعى للحصول على موافقة الحكومة اليمنية والأطراف الإقليمية لبدء إجراءات للإعلان عن وقف للقتال في اليمن ووقف للعمليات العسكرية من جانب قوات التحالف، بما يتزامن مع انسحاب الحوثيين وقوات صالح من عدة محافظات مثل تعز. وتعد هذه الخطوات جزءا من عملية بناء الثقة يتم على أساسها البدء في المشاورات السياسية ثم تنفيذ بقية خطة الانسحاب الحوثي من المدن الرئيسية مثل العاصمة صنعاء».
وأشار المصدر الرفيع بالأمم المتحدة إلى أن كسر الحصار عن مدينة تعز وتقدم قوات المقاومة الشعبية أدى إلى مزيد من الضغط على مسلحي جماعة الحوثي بعد أن كان حصار الحوثيين لمحافظة تعز على مدى الأشهر الماضية عائقا أمام إحداث انفراجه في المحادثات السياسية.
عشرات القتلى والجرحى في سوق شعبي..
من جانب آخر أكدر مصدر محلي بمحافظة حجة، شمالي اليمن، عشرات القتلى والجرحى سقطوا إثر قصف استهدف سوقاً شعبياً بمديرية "مستبأ" يوم الثلاثاء.
وذكر المصدر أن عشرات الجرحى نقلوا إلى مستشفى مستبأ العام ومستشفى «عبس» الريفي والمستشفيات الخاصة في البلدتين، كما نقلت أكثر من 18 حالة حرجة إلى مستشفيات متخصصة في محافظة الحديدة بعد تعذر علاجها في مستشفيات حجة بسبب نقص الكادر الطبي المتخصص والأدوية والمستلزمات الطبية.
وأوضح المصدر أن من بين القتلى والجرحى أربعة أطفال لا تتجاوز عمارهم الرابعة عشرة، إضافة إلى مدنيين سقطوا في الغارات الجوية التي استهدفت سوق الخميس «الخاص ببيع القات» بمديرية مستبأ.
وقال شهود عيان بمديرية مستبأ أن عشرات الجثث تناثرت في السوق، إثر الغارة الجوية التي استهدفت المدنيين في وقت الذروة، مع ساعات الظهيرة، وهو وقت ارتياد السكان للسوق.
التحالف يشكل لجنة تحقيق..
من جهته أعلن المتحدث باسم التحالف العربي العميد أحمد عسيري أعلن أن التحالف العربي، سيشكل لجنة للتحقيق في حادثة قصف سوق شعبي، بمحافظة حجة، شمال اليمن.
وقال عسيري، في تصريحات للقناة الفرنسية، أن التحالف يتواصل مع قادة الجيش الوطني اليمني، لمعرفة الوضع على الأرض، مشيراً إلى «أن التحالف يتعامل بجدية مع هذه المواضيع».
واتهم عسيري طرف آخر بارتكاب مجزرة في سوق شعبي بمحافظة حجة، وقال إن «الصور التي تم تداولها، ليست بالضرورة دليلاً على أن القصف الذي استهدف سوق مستبأ بحجة، بأنه قصف للطيران، لافتا إلى أنه قد تكون جهات أخرى، تقف وراء القصف.
ودعا العميد إلى «عدم استباق الأحداث»، مؤكداً على أنه سيكون هناك تحقيق، وسيتم نشر نتائجه للرأي العام.
خرق الهدنة على الحدود..
وخلافاً لهذه الجهود الدبلوماسية فقد أكدت مصادر ميدانية أن منطقة الطوال الحدودية تعرضت يوم الأربعاء لقصف بصواريخ الكاتيوشا، مشيرة إلى أن منطقة الطوال اليمنية الواقعة على الحدود اليمن السعودية، وهي إحدى المناطق التي دخلت ضمن اتفاق التهدئة بين القوات السعودية ومسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثيين، غير المعلن.
وأوضحت المصادر أن "20" صاروخ كاتيوشا سقطت في منطقة الطوال، أثناء قيام قوات من الجيش اليمني وقوات التحالف بتأمين المناطق الحدودية بعد أن قام مسلحي جماعة الحوثي بنزع الألغام التي زرعوها في المناطق الحدودية.