إيران «تصطاد» عشرات الجواسيس في هيئات حكومية

الحدث الأربعاء ٢٩/أغسطس/٢٠١٨ ٢٣:٥٥ م

لندن -طهران (رويترز) -

قال وزير المخابرات الإيراني محمود علوي إن قوات الأمن اعتقلت عشرات الجواسيس في هيئات حكومية في وقت تزداد فيه التوترات بين طهران والغرب بعد معاودة الولايات المتحدة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

ولم يحدد علوي توقيت عمليات الاعتقال أو أسماء الدول التي يعمل المشتبه بأنهم جواسيس لحسابها، لكنه أشار إلى أن الكثير من المعتقلين من مزدوجي الجنسية. ونسبت إليه وكالة أنباء الطلبة شبه الرسمية قوله: «طلبت مرارا من الناس إبلاغنا إذا كانوا يعرفون أي شخص يحمل جنسيتين. وحدة مكافحة التجسس بوزارة المخابرات نجحت في رصد عشرات الجواسيس في هيئات حكومية مختلفة وألقت القبض عليهم».
وزادت وتيرة اعتقالات من يحملون جنسيتين منذ قال الزعيم الأعلى علي خامنئي إن عملاء غربيين اخترقوا هيئات صناعة القرار في البلاد.
وفي 2017 اعتقل الحرس الثوري ما لا يقل عن 30 من حاملي الجنسية المزدوجة في السنوات الأخيرة معظمهم بتهم التجسس. ولا تعترف إيران بالجنسية المزدوجة ولا تعلن بشكل روتيني عن الاعتقالات أو التهم الموجهة لمزدوجي الجنسية، الذين لهم حق الحصول على المساعدة القنصلية بموجب ميثاق فيينا.
وقال علوي أيضا «سمعتم مؤخرا أننا جندنا عضوا بحكومة دولة قوية».
وذكرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أن علوي كان يشير إلى وزير طاقة إسرائيلي سابق والذي اتهمه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي في يونيو بأنه جاسوس لإيران.
وقال محققون إسرائيليون إن جونين سيجيف، وزير الطاقة من العام 1995 حتى العام 1996، كان يعيش في نيجيريا حيث تواصل مع مسؤولين بالسفارة الإيرانية في العام 2012.
وسُجن سيجيف في إسرائيل العام 2004 بعد إدانته بمحاولة تهريب أقراص اكستاسي (أقراص النشوة). وترك إسرائيل العام 2007 بعد إطلاق سراحه.
وقال علوي إن قوات الأمن اعتقلت هذا الشهر عضوا في تنظيم داعش في جنوب إيران وفككت «خلية إرهابية» في شمال البلاد. وذكر أن وزارة المخابرات أحبطت مؤامرات تفجير في محطات المترو والجامعات، لكنها لم تعلن أيا من ذلك آنذاك. وفي نفس السياق قال زوج موظفة الإغاثة الإيرانية البريطانية نازانين زاغاري-راتكليف، المحكوم عليها بالسجن لمدة خمسة أعوام في إيران، إنها عادت إلى السجن الأحد الفائت بعد رفض طلب لتمديد إطلاق سراح مؤقت لها مدته ثلاثة أيام.
واعتقلت السلطات الإيرانية الموظفة، التي كانت تعمل مديرة لأحد مشاريع مؤسسة تومسون رويترز، في أبريل 2016 في أحد مطارات العاصمة الإيرانية طهران أثناء محاولتها العودة إلى بريطانيا بصحبة طفلتها البالغة من العمر عامين بعد زيارة عائلية. وأدينت نازانين بالتآمر للإطاحة بالمؤسسة الدينية في إيران وهو اتهام نفته عائلتها ومؤسسة تومسون رويترز وهي منظمة خيرية مستقلة عن شركة تومسون رويترز.
وقال زوجها ريتشارد راتكليف، المقيم في بريطانيا، في بيان إنها عادت إلى السجن في طهران لقضاء باقي فترة عقوبتها.
وفي 25 أغسطس بدأت محامية حقوق الإنسان الإيرانية نسرين ستوده إضرابا عن الطعام في السجن وفقا لما أعلنته على صفحة زوجها على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. وقالت ستوده إنها ستضرب عن الطعام احتجاجا على اعتقال ناشط بارز في مجال الحقوق المدنية ومضايقات قوات الأمن لأسرتيهما.
وقضت ستوده نحو نصف مدة عقوبة بالسجن ست سنوات في 2010 لإدانتها بنشر دعاية والتآمر للإضرار بأمن الدولة، وهي تهم نفت ارتكابها. وأفرجت السلطات عنها في 2013.