خبير الزلازل د.عيسى الحسين:التمرين الـزلــزالي افتراضي ولا يعني وقوعـــــه في السلطنة

مؤشر الثلاثاء ٢٨/أغسطس/٢٠١٨ ٠٤:٠٠ ص

مسقط - خالد عرابي

تستضيف السلطنة في الرابع من سبتمبر المقبل التمرين الإقليمي لأمواج المحيط الهندي «تسونامي» IOWave18 وهو تمرين افتراضي تنظمه اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، وهي لجنة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» وتعني بنظام الإنذار المبكر من مخاطر التسونامي في المحيط الهندي، وسيتم على أثره إجراء إخلاء لجزء من منطقة السوداي (وتحديدا ساحل السوادي) بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة.

«الشبيبة» حاورت مدير مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس د. عيسى الحسين، ليحدثنا عن هذه النوعية من التمارين، ولماذا تتم، ومدى تعرض منطقة الخليج العربي ومنها السلطنة للزلازل، وما هو مدى تأثير وقوع بعض الزلازل في دول قريبة من السلطنة عليها؟

في البداية طمأن د. عيسى الحسين الجميع قائلا: ليس معنى القيام بهذا النوع من التمارين أن هناك احتمالية لحدوث أو تعرض منطقة ما أو دولة ما للزلازل، وإنما كما قيل من قبل الهيئة العامة للطيران المدني ونقلا عن اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» فإنه تمرين على زلزال افتراضي (أي ليس واقعيا) وغالبا ما تقام هذه التمارين كنوع من اختبار مدى قدرة وجاهزية الدول والمجتمعات على مواجهة مثل هذه الزلازل أو الظواهر الطبيعية -لا قدر الله، والتسونامي هو أمواج بحرية تتبع الزلازل، وتقام هذه التمارين حــــــول العالم في كل منطقة محيط ما، وهنا في هذا الشق وكما هو معلن فإن هذا التمرين يقام للدول المطلة على المحيط الهندي، وهذا التمرين مبالغ فيه لأنه يقوم على افتراضات أكثر من المتوقع.

وعن الزلازل عامة قال مدير مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس: الزلازل لها نطاقات معروفة وهي مرتبطة ببعضها، ولكن ذلك لا يعني أنه إذا حدث زلزال في منطقة ما فإنه يحدث في أخرى، ولكن ما يحدث فعلا ومعروف هو أن هناك توابع على نفس الصدع. والزلازل التي تسبب التسونامي لابد أن تضرب قاع البحر بشكل عمودي وأن تكون قوتها أكثر من 7 درجات على مقياس ريختر.

وأضاف قائلا: إن منطقة الخليج ومنها السلطنة هي منطقة بها، مثل غيرها من العالم، نشاط زلزالي ولكنه محدود ويختلف من منطقة إلى أخرى، وفي شمالها أكثر من الجنوب، لأنها محاطة بنطاقات جبال زاجروس التي تمتد من شمال العراق إلى باكستان وإلى مضيق هرمز، وبعدها تأتي جبال ماكران التي تمتد إلى الهند وباكستان.. أما في خليجي عدن والعقبة فهناك نطاق زلزالي مستقل، وهناك نطاق البحر الميت ويحيط بالصفيحة الأرضية العربية بشكل كامل لأن تلك الصفيحة العربية مفصولة عن الصفيحة الإفريقية في البحر الأحمر وكلها نطاقات مختلفة وكل له نشاطه ونطاقه.

وعن وقوع زلزال في دولة قريبة مثل إيران كما حدث مؤخرا قال د. الحسين: هذا لا يعـــــــني أنه لابد من حدوث زلزال في الخليـــــــج أو في عمان لأنها منفصلة، ولكن ما يحدث في بحر عمان هو الذي يكون له تأثير على عمان، أما ما هو بعيد فيكون تأثيره قليلا جدا وهذا يعتمد على مركز الزلزال نفسه.

وعن ظاهرة الزلازل المتزايدة عالميا حيث نسمع عن حدوث كثير من الزلازل الآن قال: كل ما تسمع عنه من زلازل عالميا الآن هو طبيعي، لأنه لابد من حركة الأرض لأنها ديناميكية ومتحركة، وأن المعدل السنوي أو الشهري للطاقة الزلزالية الناتجة من الأرض واحدة، وحتى وإن ارتفعت أو انخفضت فهي بنسبة قليلة جدا، ولكن ما نشعر به من زيادة الآن فهو في معدل السماع عنها نظرا لعوامل الانتشار والإعلام المرئي ووسائل التواصل الاجتماعي ما يجعلنا نشعر أنها كثرت، ولكن بالنسبة لنا علميا وعلى المدى البعيد هي واحدة.

وبالعودة إلى ما نشرته الهيئة العامة للطيران المدني من توعية حول هذا التمرين ونقلا عن اليونسكو فإن هذا التمرين الإقليمي IOWave18 يجرى مرة كل سنتين وتشارك فيه جميع الدول المطلة على المحيط الهندي ويتولى تفعيل التمرين 3 مراكز إقليمية (إندونيسيا والهند وأستراليا) وتشارك فيه السلطنة للاختبار تأكيدا على جاهزيتها لمواجهة مخاطر المد البحري (تسونامي)، وذلك لرفع مستوى الوعي بمخاطر أمواج تسونامي وتعزيز الاستعداد لهذه الظروف على مستوى المجتمع المحلي.

وأكدت اللجنة على أن التمرين سيكون هذه السنة عبارة عن زلزال افتراضي بقوة 9 درجات على مقياس ريختر على صدع مكران يؤدي إلى أمواج تسونامي تصل إلى سواحل السلطنة في أقل من نصف ساعة ويقدر ارتفاع الموج بحوالي 12 مترا تغمر الشواطئ، وسيتم تنفيذ التمرين يوم الثلاثاء 4 سبتمبر المقبل في الساعة العاشرة صباحا وسيتم على أثره تنفيذ إجلاء لجزء من ساحل السوادي، وذلك لرفع مستوى الوعي بمخاطر أمواج تسونامي وتعزيز الاستعداد لهذه الظروف على مستوى المجتمع المحلي.

جدير بالذكر أن تسونامي هو أمواج يمكن أن تنتقل بسرعة طائرة نفاثة تجارية أي أكثر من 800 كيلو متر في الساعة، وتتباطأ سرعة أمواج التسونامي في المياه الساحلية الضحلة مسببة أمواجا عالية تصل إلى 15 مترا أثناء حدوث أمواج تسونامي بعيدة عن المصدر.

وقد تصل إلى 30 مترا أثناء حدوثها بالقرب من مركز الزلازل. كما أنه يمكن التنبؤ بوقت حدوث أمواج تسونامي، ولكن من خلال النظر في الأحداث التاريخية، كما يمكن للعلماء معرفة الأماكن التي يحتمل أن تتأثر بأمواج تسونامي.