واشنطن - رويترز
أمضى جون مكين الذي توفي مساء السبت الفائت أكثر من خمس سنوات من عمره أسير حرب وأكثر من ثلاثة عقود في مجلس الشيوخ الأمريكي ممثلا عن ولاية أريزونا اشتهر خلالها بأنه متمرّد لا يلتزم دوما بخط الحزب الجمهوري.
وكانت أسرة السيناتور الجمهوري جون مكين قالت في بيان الجمعة الفائت إن مكين قرر أن يتوقف عن العلاج الطبي لنوع شرس من سرطان المخ بعد عام من إعلان إصابته بالمرض.
وقالت الأسرة «فاق جون التوقعات في صموده» مضيفة أن تطوّر المرض وعمر مكين الذي بلغ 81 عاما دفعاه للتوقف عن تلقي العلاج من سرطان المخ.
وأضافت «بقوة إرادته، اختار الآن أن يتوقف عن تلقي العلاج الطبي».
وقالت مصادر مقرّبة من مكين إنه لن تتم دعوة ترامب لحضور جنازة السيناتور مكين.
وفيما يلي بعض الحقائق عن مكين:
كان طالبا جامحا بل ومولعا بالتشاجر في المدرسة الداخلية التي التحق بها في منطقة واشنطن. واقتفى مكين خطوات أبيه وجده وهما من كبار ضباط البحرية الأمريكية ذوي الأربعة نجوم حيث واصل التمرّد على اللوائح وتخرّج ضمن أواخر الدفعة.
أسقطت النيران المعادية طائرة مكين خلال مهمة قتالية فوق فيتنام في العام 1967. وأمضى خمسة أعوام ونصف العام في الأسر منها عامان في الحبس الانفرادي، وتعرّض مرارا للضرب والتعذيب مما ألحق به عاهة مستديمة. وفي مجلس الشيوخ الأمريكي كان منتقدا لأساليب الاستجواب القاسية مثل أسلوب محاكاة الغرق للمشتبه بهم في أعمال إرهابية.
من بين الأوسمة التي تقلّدها مكين ثلاث من ميداليات النجمة البرونزية ونال وسام القلب الأرجواني مرتين ووسام الاستحقاق مرتين ووسام النجمة الفضية وصليب الطيران المتميز.
كان مكين يعمل لحساب موزع للبيرة في أريزونا هو والد زوجته الثانية سيندي عندما انخرط في العمل السياسي. في العام 1982 فاز في انتخابات مجلس النواب الأمريكي وفي 1986 فاز بمقعد في مجلس الشيوخ ظل محتفظا به ست دورات.
في حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في العام 2000 تصدر السباق على منافسه جورج دبليو بوش في الجولة الأولى. لكنه لم يحقق نتائج طيبة في التصفيات اللاحقة وفي نهاية المطاف سلّم بالهزيمة أمام بوش بعد حملة مريرة.
بعد الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في 2008 خسر مكين أمام المرشح الديمقراطي باراك أوباما الذي حصل على 53 بالمئة من الأصوات مقابل 46 بالمئة لمنافسه.
في الكونجرس كان مكين محافظا مؤيدا لمجتمع الأعمال ومن دعاة سياسات السوق الحرة ومعارضي الإجهاض لكنه صوّت ضد الأغلبية الجمهورية في عدة مشروعات قوانين كان لها صدى واسع. وبعد تبرئة ساحته في فضيحة تبرعات انتخابية في الثمانينيات سعى لإصلاح قواعد تمويل الحملات الانتخابية.
في 2017 وأثناء جراحة في أريزونا لإزالة تكتل دموي خلف العين اليسرى لمكين اكتشف الأطباء إصابته بنوع شرس من سرطان المخ. بعد أقل من أسبوعين عاد مكين إلى واشنطن وخالف رغبة حزبه بالتصويت في اقتراع قضى على جهود الحزب الجمهوري لرفض خطة الرعاية الصحية التي طرحها أوباما. وأمضى مكين معظم وقته لاحقا في أريزونا حيث خضع للعلاج والرعاية.
كان مكين منتقدا بارزا للرئيس دونالد ترامب. وبعد أن انتقد الخطاب العنيف لترامب تجاه الهجرة غير الشرعية، أبدى ترامب استخفافه بالتاريخ العسكري لمكين قائلا إنه يفضّل «الأشخاص الذين لم يقعوا في الأسر». ومن منطلق الولاء للحزب أيّد مكين ترامب لاحقا عندما فاز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة. لكن مكين سحب تأييده في أكتوبر 2016 بعد الكشف عن تسجيل يتباهى فيه ترامب بالتحرّش بالنساء. وظل مكين منذ ذلك الحين من منتقدي رئاسة ترامب.