خصب - خالد عرابي
تعد خصب واحدة من الولايات السياحية بالدرجة الأولى ومن أهم ما يميّزها بعد ثرائها بالمعالم السياحية المتنوّعة هو موقعها الفريد؛ فهي إداريا تتبع محافظة مسندم وتقع في شمال المحافظة على الحدود مع دولة الإمارات العربية الشقيقة، وتبعد عن العاصمة مسقط العاصمة حوالي 570 كيلومترا. وهي تطل على بحر عُمان من جهة الشرق والخليج العربي من جهة الشمال الغربي، حيث «مضيق هرمز» الذي يتميّز بسواحله بكثرة الخلجان والخور والجزر ومياهه الزرقاء الصافية.. وتتوسط خصب ولايتي «دباء وبخاء»، بل وتعتبر المركز الإقليمي لمحافظة مسندم. كما تتميّز ولاية خصب بروعة قراها وطرقها المثيرة المؤدية إلى قمم الجبال، ويمكن الوصول إليها جوا وبحرا وبرا، فهناك رحلات جوية يومية إليها من مسقط، كما توجد رحلات بحرية بالعبّارات السريعة التابعة للشركة الوطنية للعبّارات، ويمكنك شحن سيارتك على متن العبّارة، كما يمكن الوصول إليها بالبر.
ويعتبر من الميزات الكثيرة في السياحة في ولاية خصب أنها توفر الكثير من الأشياء في وقت واحد فمنها الأماكن والمعالم السياحية حيث القلاع والحصون والأبراج وهناك المتنزهات الطبيعية في الروضة والخالدية، وهناك يمكن القيام بالعديد من الرياضات والألعاب المائية من الغوص والسباحة، ورحلات السفاري الجبلية، ورحلات القوارب إلى المضائق المجاورة، حيث إن أكبر وأقرب المضائق لولاية خصب هو مضيق هرمز الذي يُعرف بأنه تمرّ به كثير من ناقلات النفط في العالم ولذا وصفت بأنها ولاية تجمع سياحتها بين سياحة السهل والوادي والجبل. التقينا طارق الخولي، الخبير السياحي ومدير التسويق بشركة مشارق الساحل للسياحة ليحدثنا عن الولاية:
قلعة خصب
في البداية قال الخولي بأن ولاية خصب واحدة من الولايات التي تزخر بالعديد من المعالم السياحية الثرية والمتنوعة كما غيرها من الولايات العمانية والتي تتنوّع بين السهل والجبل والوادي وتتنوّع ما بين القلاع والحصون والأبراج والمتنزهات الطبيعية، وتعد قلعة خصب أبرز قلاعها بل ومعالمها السياحية وتقع في مقابل الميناء وأمام البحر، وشيّدها البرتغاليون بطابع عسكري في القرن السابع عشر الميلادي حتى انسحابهم من المنطقة، وذلك خلال محاولاتهم للسيطرة على التجارة الإقليمية البحرية، ولكن الإمام ناصر بن مرشد وحّد البلاد وطرد البرتغاليين منها، فيما استلم الإمامة من بعده الإمام سلطان بن سيف اليعربي الذي رمّم القلعة، ثم تحوّلت فيما بعد إلى متحف إقليمي في وسطه القوارب والبيوت المماثلة للتراث القديم في مسندم. وكانت هذه القلعة قد استُخدمت لفترة طويلة كمحل لإقامة الوالي وعائلته أيضا قبل تحويلها إلى متحف. وهناك «حصن الكمازرة» والذي يُقال بأن تاريخ تشييده ليس معروفا بالتحديد، وسُمّي بهذا الاسم نظرا لوقوعه في حلة الكمازرة.. كما توجد ثلاثة أبراج وهي: برج «السيبة» الذي يقع في المنطقة الحاملة لنفس الاسم، وبرج «كبس القصر» الذي لم يبقَ منه غير الأطلال، وبرج سعيد بن أحمد بن سليمان آل مالك، الواقع في حلة «بني سند» ويُقال بأنه من بقايا حصن كبير تعرّض للاندثار مع مرور الزمن ولم يبق منه إلا هذا البرج فقط.
ميناء خصب
وأشار الخولي إلى أن «ميناء خصب»، يعد من المعالم البارزة في الولاية حيث هناك الميناء التقليدي للقوارب الشراعية، مما يمكن من الاستمتاع فيه بجولة بحرية من خلال القوارب التقليدية التي تسمّى بلباتيل، وهو قارب قديم ذو مؤخرة طويلة ملفوفة بجلود الأغنام، ومزيّنة بالأصداف، كما يمكن للسائح أيضا استئجار زورق حديث لمشاهدة الجزر البحرية، ومن خلالها يبحر المركب وسط البحر المحاط بالجبال، وينبهر بلون المياه الذي يتحوّل للأخضر والأزرق، وبعد مرور ساعتين يمكن أن يحصلوا على استراحة بالمركب قرب جزيرة التلغراف، ليتاح لهم الغوص والسباحة في المياه النقية الخلابة. وبعدها يمكن القيام برحلة بحرية ومشاهدة الدلافين. كما يمكن التجول في خصب سيرا على الأقدام أو التجول على الدراجة الهوائية. وهناك المدينة القديمة، حيث يمكن زيارة واستكشاف بساتين النخيل بخضراتها والواحات الكبيرة ومناظرها الرائعة.
وأشار إلى أن هناك وادي وهضبة الروضة، وفي الطريق إلى الوادي يمكن للزائر مشاهدة مقبرة تحوي أضرحة منحوتة بما يدلل على استيطان بشري عمره مئات السنين، وأما الروضة نفسها فهي مكان لا مثيل له في الجمال، تغري السائح للإقامة فيها والتخييم في بيوتها المسمّاة بيوت القفل، ويُقال بأن التسمية جاءت من وجود نظام قفل خاص في البيت كونه مكانا لحفظ البضائع سابقا. وهناك سهل يُسمّى السي، وهو من أكثر السهول جمالا خاصة في فصل الربيع، إذ يكسوه اللون الأخضر، وفيه كهوف يستخدمها الأهالي كمساكن في الشتاء. كما يوجد بالولاية العديد من الجزر والأودية ومنها: جزر: «مسندم، سلامة وبناتها، الغنم، أم الطير، أم الفيارين، ساويك، الخيل، مخبوق، وأبو مخالف».. ومن الأودية: «وادي خن، ومسيفه حيوت» وخور نجد، كما أن هناك ما يُسمّى بالشاطئ الصخري، وهو يوفر للسائح رحلات السفاري الجبلية المميّزة.