الضفة الغربية - غزة - لندن - رويترز
قال مسؤولون من الأمم المتحدة إن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد لا تتمكن من فتح مدارس تخدم نحو نصف مليون طفل بسبب نفاد أموالها منذ أن خفّضت الولايات المتحدة تمويلها.
وتواجه أونروا بالفعل ما تصفه بأنه وضع «صعب للغاية» في غزة بعد أن أدّى تسريح عاملين بها إلى احتجاجات بين موظفيها مما ترك بعض كبار الموظفين غير قادرين على العمل في مكاتبهم.
والبعض يشعر بقلق إزاء قدرة الوكالة على الصمود. ويتعيّن عليها أن تحدد هذا الشهر ما إذا كانت ستفتح أم لا شبكة المدارس التي تديرها في أرجاء غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان للسنة الدراسية المقبلة.
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن خفض مساعدات الولايات المتحدة، وهي أكبر مانح منفرد لأونروا، كان سببا رئيسيا للأزمة. وفي يناير الفائت قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيخفّض المساعدات للفلسطينيين ما لم يتعاونوا مع خطته لإنعاش عملية السلام مع إسرائيل. وتعثرت جهود السلام في العام 2014. وقال المتحدث باسم أونروا، كريس جانيس، الذي وصف الوضع في غزة بأنه «كارثي» ولم يسبق له مثيل «ما نراه الآن نتيجة لقرار إدارة ترامب بحجب 305 ملايين دولار عن أونروا هذا العام. وسواء كان ذلك سياسيا أم لا فقد كانت له عواقب وتداعيات على عملنا على الأرض».
وأضاف: «توشك أموالنا على النفاد. ببساطة ليس لدينا ما يكفي من المال لدفع أجور 22 ألف معلّم يقدّمون الخدمة التعليمية في 711 مدرسة لأكثر من نصف مليون طفل».
وقالت أُسر فلسطينية وأطفال ومعلمون إنهم قلقون بشأن ما إذا كانت المدارس ستفتح أبوابها في نهاية شهر أغسطس. ويدرس أبناء ريم نخلة في مدرسة تابعة لأونروا في مخيم الجلزون للاجئين في الضفة الغربية المحتلة. وفي يونيو سعد التلاميذ والمعلمون بزيارة الأمير البريطاني وليام لمدرستهم أثناء جولة قام بها في إسرائيل والضفة الغربية. لكن تسود الآن حالة من الارتباك خارج بوابات المدرسة.
وقالت ريم: «طبعا أنا يعني باحمل هم انه أنا وين بدي أروح فيهم. يعني مدرسة الوكالة كتير مغطية ومساعدة الناس، يعني التعليم في مدارس خاصة كتير مُكلف وإحنا وضعنا في المخيم صعب».
وقال معلم في مدرسة للأونروا بالمخيم يدعى محفوظ زيد: «هاي يعني سابقة خطيرة في قضيتنا، قضية اللاجئين ومسيرتنا التعليمية. لم نعهدها من قبل، فيه الآن عدم أمن اجتماعي بالنسبة لطلابنا وطالباتنا».
وقالت طالبة تدعى ليان زيد: «إحنا هلقيت (هذا الوقت) مش عارفين إذا هي المدرسة رح تبلش (تبدأ) بوقتها ولا رح يعني تقلصات الوكالة تأثر وما نكمل دراسة فيها، وإحنا آه خايفين من هذا الشي». وتأسست أونروا العام 1949 في أعقاب الحرب الأولى بين العرب وإسرائيل.
وأجبرت هذه الحرب 700 ألف فلسطيني على ترك ديارهم أو الفرار. وتساعد أونروا الآن نحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني منهم أبناء وأحفاد الذين فروا من القتال قبل نحو 70 عاما.
وتتلقى الوكالة تمويلها بالكامل تقريبا من مساهمات طوعية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وكانت الولايات المتحدة على مدى فترة طويلة هي أكبر مساهم. لكن المسؤولين يقولون إنه بعد أن خفّض ترامب مساهمتها تحتاج أونروا الآن إلى 200 مليون دولار إضافية من مانحين آخرين لتغطية العجز.
وفي يناير كتب ترامب على تويتر قائلا «ندفع للفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا نلقى التقدير أو الاحترام. إنهم حتى لا يريدون التفاوض على معاهدة سلام طال انتظارها مع إسرائيل». وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه يتعيّن على الوكالة إجراء إصلاحات لم تحددها.
وفي غزة قالت آمال البطش، نائبة رئيس اتحاد الموظفين العرب في الأونروا، إنها تخشى أن تكون الولايات المتحدة تستهدف وجود أونروا ذاته.
وأضافت: «بالفعل نحن نخشى على الأمن الوظيفي لثلاثين ألف موظف في مناطق عمليات الأونروا الخمس من بينهم 13 ألف موظف في منطقة غزة لوحدها».
وحول قرار تسريح موظفين بالأونروا في غزة قال إسماعيل الطلع «هذا القرار سيعدم ألف أسرة، وكل أسرة متوسطة النسل في المجتمع ستة، سيتحول 8000 عنصر في المجتمع إلى الجوع».
وقالت حركة فتح المدعومة من الغرب التي ينتمي إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن عباس سيطلب تبرعات لأونروا في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر في سبتمبر.