منح ـ حميد البوسعيدي
احتضنت ولاية منح بمحافظة الداخلية يوم امس المسابقة الثانية لرياضات الخيل التقليدية وذلك على ميدان نادي الشموخ للفروسية وسباق الخيل تحت اشراف الاتحاد العماني للفروسية والتي اعلن عنها ولاول مرة خلال هذا الموسم 2015/2016م بتنظيم من نادي الشموخ للفروسية وسباق الخيل ، وقد رعى المسابقة المكرم الشيخ ثابت بن حمد بن سلطان المجعلي عضو مجلس الدولة بحضور سعادة عبدالله بن سالم الجنيبي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية منح والدكتور جمعة بن راشد المشايخي امين سر الاتحاد العماني للفروسية وزهران بن سعيد الحضرمي رئيس نادي الشموخ للفروسية وسباق الخيل وعضوي المجلس البلدي والشيوخ والاعيان من ولايات محافظة الداخلية ومحبي رياضات الخيل التقليدية والسائحين وهواة التصوير ، حيث شارك في هذه الاحتفالية اكثر من 80 خيلا من مختلف ولايات محافظة الداخلية بالاضافة الى مشاركة ولاية صحار وولاية عبري وتأتي هذه المسابقة انطلاقا من أهمية مشاركة ملاك وفرسان الخيل وتفعيل السياحة الداخلية بالسلطنة بالاضافة الى المحافظة على العادات والتقاليد العمانية المتعارف عليها وتوريثها لأجيال المستقبل.
الاستئذان
بدأ حفل مهرجان الخيل التقليدي بالترحيب براعي الحفل ثم الاستئذان منه لانطلاق المهرجان بطريقة جميلة ولأول مرة في مثل هذه الفعاليات من خلال عربة تجرها الخيل وعلى وقع الموسيقى ويعتليها مجموعة من الأطفال ويقودها الفارس يوسف بن ناصر الصقري نائب رئيس نادي الشموخ للفروسية وسباق الخيل حيث ألقى عدد من الأبيات الشعرية المعبرة عن المناسبة مرحّبا بالضيوف ومستأذناً راعي المناسبة ببدء المهرجان ومن خلفه مجموعة من الفرسان على صهوات جيادهم متوشحين أجمل حللهم، فكانت لوحة جميلة من لوحات المهرجان حيث تم إعطاؤهم إشارة بدء المهرجان.
كلمة رئيس النادي
بعدها ألقى زهران بن سعيد الحضرمي رئيس نادي الشموخ للفروسية وسباق الخيل كلمة النادي حيث رحب من خلالها براعي الحفل والحضور وأشار الى ان هذا المهرجان يعتبر استمرارا لمسيرة النادي الذي بدأها منذ تأسيسه حتى اليوم كما يأتي هذا المهرجان بالتعاون مع الاتحاد العماني للفروسية وضمن برنامجه لهذا الموسم وأكد الى أهمية المحافظة على الموروثات العمانية الأصيلة وفي مقدمتها رياضات الخيل التقليدية التي تعتبر من موروثات الآباء والأجداد متمنيا للجميع الاستمتاع بالفقرات الخاصة بالمهرجان وشكر جميع من ساهم في إنجاحه.
مسيرة الخيل
وبعدها بدأ العرض من خلال دخول الفرسان المشاركين إلى ساحة الاستعراض أمام المنصة الرئيسية في عرض منظم لمسير الخيل الذي رسم من خلاله جميع الفرسان لوحة تراثية جميلة ازدانت بلباسهم التقليدي الموحد وجيادهم الموشحة بالحلي الفضية التي اصطفت جنبا إلى جنب .
محورب الخيل
ثم بدأت عروض الفرسان بتقديم فن محورب الخيل مع همس القوافي وهو أحد الفنون التقليدية التي تمارس مع الخيل حيث شكل الفرسان وهم يمتطون صهوات الجياد حلقة طولية حول المضمار وخلال هذا الفن يقوم أحد الفرسان بإلقاء أبيات شعرية فيها امتداح لمآثر الخيل وافتخار بما تحقق على تراب هذا الوطن من منجزات عظام وعلى أثره يجيبه الفرسان بتكبيرة بعد انتهاء صدر وعجز كل بيت شعري ومن ضمن الأبيات التي تم ترديدها فرحي يامنح وكبري أهل الصواهل واصلين وعلى المعزة كبري نحيي دهور من سنين.
الفنون المغناة
صدحت ترانيم الفنون التقليدية المغناة امام المنصة الرئيسية من خلال عدد من الفنون العمانية التقليدية تقدمت هذه الفنون فن الرزحة او الرزفة كما يطلق عليها ، حيث تعتبر الفنون التقليدية المغناة ورياضات الخيل التقليدية وجهان لعملة واحدة وقد تناغمت شلات الفنون التقليدية بصورة رائعة عبرت ابياتها عن حب الوطن والقائد المعظم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.
فريق عمان للطيران
بعد ذلك قدم فريق عمان للطيران عددا من الاستعراضات المشوقة حيث حلق في سماء المهرجان مجموعة من الشباب العمانيين الماهرين وقدموا اجمل الفقرات التي نالت على استحسان الحضور وقد رفرف علم السلطنة عالياً خفاقاً ليزين زرقة السماء ولتتشكل لوحة اخرى من لوحات عمان الخير والمجد والعز والفخر .
فريق تكاتف
كما شارك في الاعداد والتنظيم بالمهرجان الى جانب نادي الشموخ للفروسية فريق تكاتف حيث كان له دور ملموس في عملية التجهيز والتنظيم للمهرجان .
عرضة الخيل
الإثارة والتشويق في حفل مهرجان الخيل التقليدي بولاية منح كانت حاضرة من خلال ركض العرضة التي يحرص جميع الفرسان على المشاركة فيها لما لها من أهمية ومكانة خاصة لدى الفرسان المشاركين كونها تمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس والتي ينطلق من خلالها فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق ويضع كل واحد منهما يده على امتداد كتفي الآخر خلف منطقة العنق ويمسكه جيدا بينما يقوم بمسك زمام الفرس باليد الأخرى وهم يظهرون بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو حيث يعتبر ركض عرضة الخيل من الفنون التقليدية التي يمارسها الفرسان في شتى المناسبات والأعياد المختلفة نظرا لاشتهار السلطنة بها حيث اظهر الفرسان المشاركون مهارات إبداعية نالت اندهاش وإعجاب الحضور من خلال الوقوف على ظهر الخيل بكل إتقان وحرفية حتى أن بعض الفرسان العمانيين كانوا يقفون على ظهر الخيل برجل واحدة مما عزز ثقتهم وقدراتهم لتقديم أفضل الاستعراضات وان دل هذا فإنما يدل على قدرات الفارس العماني وإمكانياته الكبيرة في التعامل مع الخيل وفنون الفروسية المختلفة.
قصيدة شعرية
الشعر كان له حضور في هذا المهرجان الجميل من خلال قصيدة معبرة ألقاها الشاعر د.حميد بن محمد بن رشيد البوسعيدي حيث كانت كلماتها منتقاة في وصف الخيل والاشادة بالفرسان المشاركين.
تنويم الخيل
بعدها تقدم مجموعة من الفرسان أمام المنصة الرئيسية لراعي الحفل والحضور مؤدين بعض المهارات الترويضية للخيل من خلال تنويم الخيل على الأرض واستجابة الخيل لفارسها مما نال استحسان الحضور.
فن العازي
كما قدم الفرسان فن العازي الذي تشتهر به السلطنة حيث حظيت هذه اللوحة باعجاب الجميع من حيث الكلمات والاداء الذي صدح من خلاله المشاركون بكل فخر وعزة واباء ، حيث شارك في الفنون المغناة وفن العازي مجموعة من فرق الفنون الشعبية ابرزها فرقة حارة البلاد وفرقة العربي وفرقة معمد .
التكريم وتبادل الهدايا
وفي ختام مهرجان رياضات الخيل التقليدية تم تبادل الهدايا بين الاتحاد العماني للفروسية ونادي الشموخ للفروسية وسباق الخيل كما قدموا الهدايا التذكارية للمكرم الشيخ ثابت بن حمد بن سلطان المجعلي عضو مجلس الدولة ، كما قدم الاتحاد هدية تذكارية لمكتب والي منح وقدم نادي الشموخ مجموعة من الهدايا التذكارية للمشاركين.
لوحة الختام
في نهاية المهرجان شكل الفرسان بخيولهم اللوحة الختامية من خلال اصطفافهم امام المنصة الرئيسية وهم متوشحون الزي التقليدي وتم التقاط مجموعة من الصور التذكارية.
رياضة عريقة
تاتي اقامة هذه المسابقة التي يشرف عليها الاتحاد بطابع مختلف هذا الموسم وبتنظيم كامل من قبل لجان الفروسية بالولايات وبمشاركة خيول من مختلف ولايات المحافظة المقامة عليها الفعالية، وهي تعتبر تكملة للمشوار الذي بدأه الاتحاد في السنوات الفائتة من اجل المحافظة على هذه الرياضة العريقة كما تأتي لإتاحة الفرصة أمام ملاك وفرسان الخيل للتجمع والمشاركة في إحياء هذه الرياضة العريقة وبالفعل يسعى الاتحاد الى تطوير رياضات الخيل التقليدية لنشرها بشكل أوسع.
أنشطة متنوعة
اختيار ولاية منح لإقامة هذه الفعالية يأتي إدراكا بأهمية توزيع أنشطة المسابقات لهذه الرياضة بولايات السلطنة التي تهتم بتربية الخيل وتوليها أهمية بالغة وعظيمة وذلك من خلال وجود عدد جيد من الخيول،كما أن الاتحاد أقام فعاليات مماثلة في عدد من ولايات السلطنة خلال المواسم الفائتة وذلك بسب ازدياد أعداد المشاركين في هذه الرياضة.
تميز
يولي الاتحاد العماني للفروسية اهتماما بالغا في المحافظة على رياضات الخيل التقليدية ( العرضة ) باعتبارها احد الرياضات التقليدية التي تتميز بها السلطنة عن باقي الدول الأخرى المهتمة بالخيل حيث تنفرد بطابعها الخاص في طريقة أدائها منذ القدم فهي من التراث الخالد الذي تمتاز به السلطنة كما يسعى الاتحاد إلى تطوير هذه الرياضة العريقة واكبر دليل على هذا تشكيل لجنة خاصة بهذه الرياضة تسمى ( لجنة رياضات الخيل التقليدية ).
تعتبر ولاية منح من الولايات التي تهتم بهذه الرياضة العريقة فهي ثاني ولاية اقيمت فيها هذه المسابقة بنسختها الجديدة في هذا الموسم بعد ولاية جعلان بني بوحسن وستليها ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية بتاريخ 22 يناير 2016م بعدها ولاية عبري بمحافظة الظاهرة بتاريخ 5 فبراير ثم ولاية ابراء بمحافظة شمال الشرقية بتاريخ 12 فبراير 2016م بعدها ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة بتاريخ 19 فبراير 2016م تعقبها ولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية بتاريخ 4 مارس 2016م ثم ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة بتاريخ 11 مارس 2016م .
آفاق واسعة
هذه الفكرة أتاحت آفاقا واسعة ومن المتوقع ان تحقق نجاحات على مستوى واسع من بينها إتاحة الفرصة للولاية لتقديم ما لديها من فعاليات وتنظيم على حسب قدراتها وامكانياتها وكذلك الاستفادة من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص بالمحافظة لدعم المسابقة بالاضافة الى الدعم المقدم من قبل الاتحاد وايضا مشاركة اكبر عدد من الخيول من أبناء المحافظة بالإضافة الى تخفيف العبء على ملاك الخيل من التنقل والمشاركة في الولايات البعيدة.
لجنة التقييم
قام الاتحاد بوضع عدد من الاشتراطات عند الإعلان عن المسابقة من اجل ضمان إقامتها بالصورة المطلوبة وسمح لأندية ولجان الفروسية بالولايات تقديم طلب استضافتها لهذه المسابقة ، كما شكلت لجنة للتقييم والتحكيم أثناء المسابقة لوضع النقاط على كل الفقرات والأمور المتعلقة بالمسابقة وسيتم الاعلان عن النتائج الخاصة بالمسابقة مع نهاية الموسم الحالي ، وتتكون اللجنة من مجموعة من الأشخاص الذين لهم باع طويل في هذا الجانب وهي لجنة محايدة تتبع الاتحاد.
فرسان عمان
قال المكرم الشيخ ثابت بن حمد بن سلطان المجعلي عضو مجلس الدولة راعي المهرجان: بداية نهنئ جميع القائمين على هذه الفعالية الرائعة والتي شارك فيها العديد من الفرسان المتميزين وكانوا ذوي مهارات عالية وقد أبهرتنا المهارات التي قدموها وحقيقة هو ايضا جانب مهم في المحافظة على التراث العماني بطابعه الأصيل وللعمانيين دور كبير وباع طويل في رياضة الفروسية وهو ليس بالغريب عليهم ، ولله الحمد الحكومة أصبحت تولي اهتماما كبيرا بهذا الجانب، متمنين للجميع التوفيق والنجاح.
تطوير مستمر
وقال جمعة بن راشد المشايخي امين سر الاتحاد العماني للفروسية: الاتحاد نجح بالفعل خلال السنوات الفائتة في تطوير رياضات الخيل التقليدية من خلال وجود تنافس بين المشاركين سواء في مهارات الخيل او تنويمها ووضع جوائز تشجيعية للمشاركين بالاضافة الى المحافظة على هذا الموروث العماني الاصيل وعدم المساس به لأنه يعبر عن هويتنا الخالدة والتي تميزنا عن غيرنا ولنا ان نفخر بها ، واردف المشايخي : أما في هذا الموسم فكان الوضع بصورة مختلفة تعطي للولاية حرية التنظيم والتنوع في الفقرات بما تراه مناسب وحسب قدراتها وامكانياتها دون تكفل وتعمل على دعوة ملاك الخيل من ولايات المحافظة او المحافظات المجاورة ، وكما شاهدنا الجميع استمتع بما شاهدوه اليوم من فعاليات وعروض جميلة من خلال هذا المهرجان وما زاده جمالا هو الحضور الجماهيري الكبير الذي حضر لمتابعة هذه المهرجان ولا يسعنا الا ان نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في انجاح مهرجان رياضات الخيل التقليدية بولاية منح سواء المؤسسات المساهمة والراعية أو المؤسسات المنظمة وكذلك نادي الشموخ للفروسية.