مسقط –
أولت السلطنة اهتماما كبيرا بقطاع التعليم والتدريب المهني وذلك من خلال إنشاء كليات مهنية وكليات مهنية للعلوم البحرية والتي تتوزع في محافظات السلطنة كافة، والتي تساهم سنويا في رفد السوق العماني بقوى عاملة مهنية مؤهلة قادرة على المنافسة في سوق العمل وتعمل هذه الكليات من خلال أربعة مسارات تعليمية وتدريبية لتأهيل وتعليم الطلبة، إذ تقوم دائرة الإرشاد والتوجيه المهني بتقديم خدمات الإرشاد والتوجيه للمتدربين ومساعدة الكليات على التخطيط للبرامج والتخصصات وفق احتياجات سوق العمل.
وتساعد الدائرة الطالب على اتخاذ القرار المهني السليم في اختيار التخصص المناسب، وفقاً لاستعداداته وقدراته وميوله والتخصصات التي تناسبه، كما يجري تقديم كل أوجه الدعم والمساندة التربوية اللازمة لتيسير وتعزيز النمو الشخصي والاجتماعي والتعليمي والمهني لجميع الطلبة وفق أحدث نظم التوجيه للمساهمة في إيجاد طلبة مؤهلين لبيئة العمل المستقبلية ومحققين لطموحات مجتمعهم للتميز.
وصممت برامج التعليم والتدريب المهني لتساهم في دفع الطلاب مباشرة نحو بيئة العمل، وتوفير المعرفة العملية، كما تقوم الدائرة كذلك بمتابعة الخريجين في مواقع عملهم ومساعدة الخريجين الباحثين عن عمل في الحصول على الوظائف المناسبة من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص.
وتساهم الدائرة في توعية أولياء الأمور والمجتمع بأهمية التدريب المهني والمسارات والتخصصات التدريبية المختلفة المتوافرة بالكليات المهنية. كما تساعد خدمات التوظيف التي يوفرها القسم للطلاب والخريجين على تحديد الوظائف التي تتناسب مع تطلعاتهم ومهاراتهم ومتطلبات سوق العمل، وإن الهدف من وراء ذلك هو تسهيل الأمر على الطلاب عند اختيارهم للوظائف وسد الفجوة بين الخريجين وسوق العمل.
ويعمل فريق التوجيه والإرشاد المهني على مساعدة الطلاب في التخطيط للحصول على الوظائف والتقييم المهني وكتابة السيرة الذاتية وتقنيات المقابلات الشخصية للمنافسة في الحصول على الوظائف والمهارات الوظيفية الأخرى للارتقاء بمفهوم تعلم المهارات المهنية مدى الحياة.
وتوفر الكليات المهنية عدداً من المسارات التعليمية والتدريبية هي: مسار الدبلوم المهني ومسار الدبلوم المهني العام (قيد الدراسة) ومسار التلمذة المهنية ومسار الدورات التدريبية المهنية.
ويتيح مسار الدبلوم المهني لطلبة الدبلوم الملتحقين بالكليات المهنية وكليات العلوم البحرية من مواصلة تعليمهم الأكاديمي في تعلم مهنة ما وتوفر الكليات عدداً من المقاعد الدراسية سنوياً للطلبة الراغبين الالتحاق بهذه التخصصات عن طريق التسجيل بمركز القبول الموحد.
أما مسار التلمذة المهنية فهو يؤهل الملتحق للحصول على شهادة مهنية في أحد مستوياتها المعتمدة بعد تحقيق متطلبات النجاح والهدف منه رفد سوق العمل بقوى وطنية قادرة على المنافسة للإسهام الفاعل بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويكون التدريب في هذا البرنامج لمدة سنة لكل مستوى من المستويات المهنية وينفذ بين الكليات المهنية وكليات العلوم البحرية وبين منشآت القطاع الخاص المرتبطة بعقود العمل تحت التدريب ويحصل المتدرب أو المتدربة بعد إتمام وإنجاز المستوى المهني المطلوب على شهادة الكفاءة المهنية ويخضع هذا المسار للمعايير والتعليمات والأسس المنظمة على رأس العمل لعناصرها الثلاث (المركز، المتدرب، وموقع العمل) تمثل عن عقد تدريبي على رأس العمل.
ويتوزع نظام التعليم والتدريب المهني في الكليات المهنية وكليات العلوم البحرية في قطاعات كبيرة مثل: (السيارات، الكهرباء، النجارة، الميكانيكا العامة، الإلكترونيات، التبريد والتكييف، التدريب السمكي، التدريب الزراعي، الصحة والجمال.. وغيرها).
أما مسار الدورات التدريبية المهنية يستهدف الباحثين عن عمل والعاملين وأيضاً دورات خدمة المجتمع الذي يستهدف جميع المواطنين من (16 سنة فما فوق)، إذ يجري تدريبهم في فترة قصيرة تتراوح من 3 أشهر إلى 9 أشهر في مختلف المجالات الصناعية والحرفية والتجارية المتوافرة.
وتأتي هذه الدورات بسبب حرص وزارة القوى العاملة على توفير التعليم والتدريب المستمر لكل من يجد لديه الرغبة من المواطنين في التعرف على كل ما هو جيد ومتاح من فرص تدريبية تناسب ميوله ورغباته، وتجعله قادراً على صقل المهارات الأساسية والتي يحتاجها في حياته.