علي بن راشد المطاعني
تشهد محافظة ظفار هذا الأسبوع ثلاث فعاليات إعلامية نوعية ومتخصصة تسهم في توهج الساحة الإعلامية العُمانية بأضواء باهرة في كيفية التعاطي مع متطلبات العمل الإعلامي في خضم التطورات التقنية المتسارعة، مع التركيز على حقيقة أن المحافظة ترتدي أحلى وأبهى هندامها الخريفي الأخضر، لتسعد زوارها والإعلاميين ليتأملوا روعة الجمال الرباني وقد تجلى للأعين بديعا.
في الموسم السياحي الأشهر والأضخم على الإطلاق في شبه جزيرة العرب، فإن احتضان هذه الفعاليات الإعلامية في هذه الأجواء الرائعة سوف يُضفي بُعدا للتعريف بهذه الطبيعة الخلابة التي تقدّم للزائر الكريم عطاءها الأعلى مقترنا بمعالم ولقى حضارية وآثارية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ ومحاطة بالعادات والقيم والتقاليد العُمانية الراسخة.
تلك إذن بانوراما الجذب السياحي الأخّاذ والذي يقف أمامه السائح وقد ألجمت الدهشة لسانه، فسوف تغري الإعلاميين من داخل السلطنة وخارجها للتعاطي معها بما تستحقه من اهتمام يزيدها تألقا في السنوات المقبلة.
ما من شك أن مثل هذه الفعاليات الإعلامية المتخصصة الثلاث تحمل في ثناياها أهدافا نبيلة تتمركز حول إيصال الرسالة الإعلامية مؤطرة بسياج الصدق ويفوح منها شذى الأمانة الأخلاقية والموضوعية والتي تفرضها قدسية المهنة.
هذه المرتكزات ناصعة البياض هي التي تعتنقها جمعية الصحفيين منذ إنشائها عام 2004، وبالتالي فإن مثل هذه الملتقيات تعد بمثابة التجديد لهذه الثوابت والمرتكزات أو هي كالمنارة التي نهتدي بها سبل الرشاد في عملنا كإعلاميين ومغرّدين في مواقع التواصل الاجتماعي.
ومما يثلج الصدر -ولله الحمد- أن هذه الثوابت قائمة وراسخة ومستقرة بل هي منهاج وطريق عمل في كل الأوعية الإعلامية العمانية، وهذا ما نراه جليا عبر تميّز إعلامنا عن غيره.
وعلى الجانب الآخر من الحقيقة يقف الإعلام كصاحب هدف ورسالة يروم تحقيقها وهي الإسهام في تفعيل السياحة البينية العربية من خلال المركز الإعلامي السياحي العربي وما يقوم به إزاء الترويج للسياحة العربية في وطننا العربي الكبير من المحيط إلى الخليج.
كما تقف قضايا الإعلام الجديد بمخرجاته المفزعة كإحدى أهم القضايا التي يجب أن تناقش بعمق وروية بهدف تعزيز القيم الإعلامية الرصينة وصناعة المحتوى المسؤول والرصين في عالم يسوده التسرّع لا السرعة وهي السمات الضبابية أو السوداوية المميّزة لوسائط التواصل الاجتماعي الإلكتروني اليوم.
بالطبع هذه الفعاليات تشحذ همم الإعلاميين من داخل السلطنة وخارجها للتعاطي الإيجابي مع المقومات السياحية التي تكتنزها المحافظة وبلورة قناعات راسخة لرفد السياحة بزخم إعلامي حي عبر المشاهدات والتعايش والتناغم مع خريف صلالة وهو قادر بدون وصاية منا على الاستحواذ سلما لا حربا على العقول والألباب والأفئدة والقلوب.
نتطلع إلى أن تحقق كل هذه الفعاليات أهدافها وأن يصاحبها التوفيق والنجاح والسداد، ونحن في الواقع نعلّق عليها آمالا كبيرة وعريضة في أن تخرج بتوصيات تفتح المزيد من الآمال الكبيرة في استحضار إعلام عقلاني ومتزن يقوم ويرتكز على أعمدة الحكمة بعيدة المنال القائلة بأن الحقيقة وحدها هي التي يجب أن تُقال وما دونها زبد يجب أن يذهب جفاء ليبقى على الأرض ما ينفع الناس فقط.