الانتهاء من حماية طريق بوشر- العامرات منتصف العام

بلادنا الأربعاء ١٦/مارس/٢٠١٦ ٠١:٣٥ ص
الانتهاء من حماية طريق بوشر- العامرات منتصف العام

مسقط -
استعانت الشركة المنفذة لأعمال الحماية الخاصة بطريق بوشر العامرات بفريق من المتسلقين المعتمدين دولياً للتعامل مع هذه المناطق الخطرة مع مراعاة كافة إجراءات الوقاية والأمان للخروج بأفضل النتائج وتحقيق سلامة الجميع إلى جانب الاستعانة بمروحيات خاصة لتوصيل مواد الحواجز الحديدية أعلى الجبل.

وقالت بلدية مسقط إنها أنجزت 87 % من أعمال الحماية الخاصة بطريق بوشر العامرات والذي يتعرض أحيانا إلى انهيارات صخرية تشكل خطرا على مستخدمي الطريق وكذلك على سلامة الطريق نفسه من تساقط الصخور في أوقات الأمطار والرياح وبالرغم من وجود المنطقة الآمنة والتي تسقط فيها تلك الصخور والأتربة إلا أنها في بعض الأوقات تسقط على الطريق.
وينتظر الانتهاء من جميع الأعمال الخاصة بطريق العامرات بوشر في منتصف العام الجاري حسب تصريح بلدية مسقط ولا زال العمل جاريا في الطريق ويتم إغلاق الطريق بشكل جزئي أو عن طريق التحويلات المرورية عند الحاجة لتحريك المعدات ووقوفها وسط الطريق وذلك خارج أوقات الذروة أو في أيام الإجازات الرسمية خاصة الفترات الصباحية مراعاة لاحتياجات العامة، وذلك بعد التنسيق وأخذ الموافقات من الجهات المعنية بشرطة عمان السلطانية كما سيتم الإعلان عن ذلك مسبقاً عبر وسائل الإعلام المختلفة.

طبقة إسمنتية

وقالت بلدية مسقط ردا على أسئلة لـ «الشبيبة» إن طول الطريق يبلغ حوالي 14 كم، منها 8 كم بالمنطقة الجبلية، وقد استخدمت لمعالجته تقنيات التبطين الإسمنتية بجملة 52500 متر مربع للسفوح و15000 متر مربع للسطوح الأفقية من المدرجات الجبلية حيث تتراوح سمك طبقة الأسمنت المستخدمة بين 10 إلى 15 سم.

استخدام الحديد

ويسبق الطبقة الأسمنتية تثبيت شبكات حديد التسليح غير القابلة للتمدد بمساحات 30 سم ×30 سم بأوتاد صلبة تتراوح أطوالها بين 1,5 إلى 3 أمتار وذلك حسب متطلبات الموقع، وأضافت أنه يتم التعامل بتقنية التبطين خاصة مع التدرجات السفلية من الجبل المواجهة بشكل مباشر لمسارات الطرق وذلك يعود إلى أن حمولة الجبل كاملة تتركز على الطبقة السفلية من التكوين الصخري لجسم الجبل وتتجه المياه بقوة اندفاع هائلة إلى منتصف الصحن السفلي لذلك تزداد احتمالية انجراف الصخور من هذه المنطقة بالذات خاصة وأن معظم الجبال في السلطنة من النوع الرسوبي المختلط بالتربة والتي سبق أن تم التعامل معها بالتقطيع وتحويلها إلى مدرجات مما أحدث بعض التغييرات في التركيبة الجيولوجية لها وتسبب في زيادة احتمالية انجرافها مع هطول الأمطار وقوة اندفاع المياه.

تحد من الانهيارات

وقالت بلدية مسقط إن هذه الأعمال تحد من الانهيارات الجبلية بشكل كبير حيث تستخدم هذه التبطينات لتغطية المدرجات السفلية من الجبل لمنع تسرب المياه إليها الذي قد يسبب في حالة عدم وجودها إضعاف السفح الجبلي سواء عند تعرية التربة أو زيادة الوزن الإجمالي للكتل الصخرية من تشبع الصخور بالمياه مما يجعلها أكثر عرضة للتصدع والانجراف، ويزيد من الضغط على المدرجات السفلية وبالتالي تتعرض للانهيار، هذا إلى جانب تغطية بعض أجزاء من سفوح الجبال في الطريق بشبكات من الأسلاك الحديدية كنظام تثبيت للسفح الجبلي معالجة كيميائياً وغير قابلة للصدأ مع توفر خاصية المرونة بها والتي تسمح بحجز الصخور داخلها، وقد تم تركيبها للمواقع التي تتشكل بالإجمال من الصخور دون وجود خليط من التربة بها، مع تثبيتها بواسطة أوتاد حديدية يصل طولها أحيانا إلى 12 متراً حسب الفحص الميداني لطبيعة طبقات الجبال وقوتها، حيث يتم غرسها داخل الجبل بغية تثبيت الشبك الحديدي الخارجي مع الصخور الداخلية منه.

كابلات حديدية

وتم تزويد الشبك عند المواقع التي تكثر بها الصدوع الصخرية بكابلات حديدية مجلفنة مثبتة بمسافات بينية صغيرة، وأوضحت أنه تم التعامل بحوالي 9110 أمتار مربعة من إجمالي حمايات الأسلاك من النوع الأقوى المزود بالكابلات المكثفة، و76600 متر مربع من إجمالي الأسلاك من النوع المزود بالكابلات، إضافة إلى 44900 متر مربع من إجمالي حمايات الأسلاك من النوع العادي بجملة 4500 وتد حديدي اسطواني، و2000 من النوع المنتهي بالخطاف لتثبيت الكابلات، هذا إلى جانب الحواجز العمودية والمصدات العلوية المثبتة بقمم المدرجات الجبلية لمنع الصخور التي تجرفها مياه الأمطار من السقوط على الطريق وتوجد عدة أنواع من هذه الحواجز تختلف من ناحية القوة والارتفاع الذي يصل أحياناً إلى حوالي 8 أمتار الذي يعمل على تمكين هذه المصدات من حجز كتل صخرية يصل وزنها إلى 35 طنا عند سقوطها من ارتفاع 40 مترا كما تتوفر إمكانية تصون الأسلاك عن طريق فتحها وتخفيف أحمال الصخور منها إن استدعى الأمر ذلك، وأوضحت أن تلك التقنيات التي تم التعامل بها مع السفوح الجبلية المقابلة للمسارات تم اختبارها مسبقاً والتأكد من جودتها في الحد من احتمال أي انهيار جبلي يمكن أن يحدث بما يضمن الحماية الكاملة والأمان لمستخدمي الطريق.

مقاييس القوة الطبيعية

وأوضحت بلدية مسقط أن التعامل بتلك التقنيات يتم اللجوء إليه فقط مع الجبال التي تمت فيها عمليات القطع مسبقاً ولا يتم ذلك مع الجبال العادية التي تمتلك مقاييس القوة الطبيعية وعلى الرغم من ذلك فإن الفحص الجيولوجي لبعض المناطق التي سبق تقطيعها وتحويلها إلى مدرجات كإجراء احترازي من خطر أي انهيارات فيها أثبت انه لا توجد ضرورة للتعامل معها بتلك التقنيات، لما تتمتع به من ثبات في التكوين الصخري وقوة إلا انه يمكن اللجوء إلى زيادة مساحات القطع إن استوجب الأمر حيث إن تقطيع الجبال يتم بحسابات دقيقة حسب الحاجة لها بعد الدراسات المستمرة للتغيرات التي قد تطرأ يوماً على طبيعة الصخور في أي منطقة في ربوع السلطنة.

يذكر أنه تم افتتاح الطريق المزدوج للحركة المرورية العام 2011، ليكون طريقا جبليا يعمل كمسار ثان للوصول إلى ولايتي العامرات وقريات، بالإضافة إلى مسار وادي عدي- العامرات والذي يعتبر المسار الأساسي للوصول للولايات الجنوبية من مسقط وكذلك منطقة جنوب الشرقية، وقد تم بدء العمل بمشروع الحمايات على السفوح الجبلية بداية العام 2015، بهدف وضع الحلول المناسبة لمنع تساقط الصخور على الطريق سواء بتثبيت الصخور على السفوح الجبلية أو وضع المصدات والحواجز للصخور التي قد تجرفها مياه الأودية الصغيرة (الشراج)، وتحدد نوع الأسلاك المستخدمة من حيث مستويات القوة حسب نوع المنطقة الجبلية والتصدعات الموجودة فيها الأمر الذي يقرره المعنيون بدراسة طبقات الصخور المكونة للجبال.