منتصف القرن الحالي: عدد أكياس البلاستيك أكثر من عدد الأسماك

مزاج الأربعاء ١٦/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٠ ص
منتصف القرن الحالي: عدد أكياس البلاستيك أكثر من عدد الأسماك

باريس- هدى الزين
قدمت لنا الصناعة الحديثة منتجات من البلاستيك سهلة الاستعمال مثل الأكياس البلاستيكية التي من المفترض أنها تساعدنا على نقل أو حفظ أو تداول معظم المنتجات الغذائية، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة أنه من الممكن أن تنشأ أمراضاً عديدة عن طريق المواد الداخلة في صناعة المنتجات البلاستيكية والتي تذوب في الأطعمة المحفوظة بداخلها كما انها اليوم تهدد الثروة السمكية في البحار والمحيطات ومعظم مخلفات منتجات البلاستيك وخاصّة أكياس البلاستيك التي لا يمكن التخلص منها بسهولة، الأمر الذي يجعلها عبئاً كبيراً على البيئة وخطراً يهدد حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى التي تعيش فيها.
فقد اثبتت دراسات عديدة اجرتها منظمات دولية ان الأكياس البلاستيكية التي ترمى في في البحار والمحيطات سيفوق عدد الأسماك في غضون العقود المقبلة.
وإذا كان المحيط الهادئ يعد أكثر المحيطات الملوثة بهذه الأكياس، فإن محيطات العالم الأخرى وبحاره ستعاني بدورها أكثر فأكثر من هذه المشكلة.
هذا ما كشف عنه خلال دورة منتدى دافوس الاقتصادي هذا العام حيث ركز على واحدة من القضايا البيئية الخطرة التي تتعلق بأثر أكياس البلاستيك في الثروة الحيوانية البحرية في المستقبل.
ويقدم واضعوا هذه الدراسات أرقاما مخيفة بشأن الخسائر الاقتصادية والبيئية الناتجة عن الاستمرار في صنع أكياس البلاستيك، فعدد هذه الأكياس المصنوعة أساسا من منتجات نفطية يبلغ في السنة خمسمائة مليار كيس. ويتطلب صنع هذه الأكياس حاليا قرابة 8 في المائة من إنتاج النفط العالمي. بل إن هذه النسبة يمكن أن ترتفع إلى 20 في المائة في منتصف القرن الجاري.
وجاء في الدراسة ذاتها حول أكياس البلاستيك وأضرارها أن نسبة النفايات البلاستيكية التي يرمى بها في البحار والمحيطات تتراوح اليوم بين 60 و95 في المائة من النفايات التي يلقى بها في البيئة البحرية وأن عدد الأنواع الحيوانية البحرية التي تصيبها أضرار جسيمة بسبب هذه الأكياس يقدر ب250 نوعا.
وتخلص الدراسة إلى أن عدم تحرك الأسرة الدولية لتطويق مشكلة الأكياس البلاستيكية سيؤدي في غضون العقود الثلاثة المقبلة إلى جعل أعداد هذه الأكياس يتجاوز أعداد أسماك البحار والمحيطات. وصحيح أن هناك اليوم في كثير من البلدان النامية والصناعية مبادرات هدفها وضع حد لاستخدام أكياس البلاستيك وتعويضها بأكياس مصنوعة من مواد لا تلحق ضررا بالبيئة و قابلة للتحلل في التربة أو في المياه الجوفية أو في مياه البحار والمحيطات. ولكن هذه الجهود تظل حتى الآن بطيئة، وليست حتى الآن في مستوى المخاطر المتزايدة من وراء الاستمرار في استخدام الأكياس البلاستيكية، أو بسبب صعوبة التخلص من تلك التي رمي بها خلال العقود الفائتة وتنبه مؤسسات ووزارات البيئة بان الاكياس البلاستيكية تسبب في تلويث المساحات المفتوحة لان وزنها الخفيف مع استهلاكها الزائد من قبل مختلف طبقات المجتمع وبقائها بدون التحلل يحوَّل أكياس البلاستيك إلى اهمّ عامل التلوث في المساحات المفتوحة والعامة سواء داخل المدن اوخارجها، وعلى شواطئ البحر واعماقه حيث ان الاكياس البلاستيكية المرمية على الشواطىء وفي البحر تلحق الضرر بالحيوانات البحرية خصوصا من مواقع التخلص من النفايات القريبة منها، أو من خلال طرح النفايات أو القمامة في البحر سواء من السفن العابرة أو من سفن الصيد وغيرها، او من مكبات النفايات الموجودة على الشواطئ
فالكائنات البحرية عندما تبتلع هذه الأكياس والمخلفات البلاستيكية تصاب بالاختناق والموت، أو تتعرقل بسببها حركتها فتموت، حيث تمّ تقدير عدد الحيوانات البحرية التي تنفق سنوياً بسبب هذه النفايات بحوالي مليون طائر بحري وحوالي مائة ألف من الحيتان والفقمة ىاضافة الى الحاق الضرر بالشعاب المرجانية من خلال التفاف أكياس البلاستيك حول الشعاب المرجانية والذي قد يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها إلحاق الضرر بالكائنات الحية
واشارت دراسة اميركية إلى ان الأكياس البلاستيكية عند طيرانها تخنق الطيور. وعند وصولها إلى البحار تتسبب بقتل حوالي 200 نوع من الكائنات البحرية منها الدلافين والحيتان والفقم والسلاحف، فهي تموت بعد استهلاكها للأكياس البلاستيكية لظنها بأنها نوع من أنواع الطعام.
كما يؤدي رمي الأكياس البلاستيكية في الأراضي والأنهار إلى تلويث مياه الري والشرب وبما أن هذه الأكياس مصنوعة من مواد كيمائية نفطية فإنها تؤدي تدريجياً إلى انخفاض نسبة الأراضي الصالحة للزراعة.