هل يجعلك التأجيل أكثر إبداعا؟

مزاج الأربعاء ١٦/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٣ ص

لندن - ألكسندرا سيمز - ترجمة: خالد طه

يشعر كثير منا بالذنب عندما نقوم بتأجيل بعض المهمات المطلوب إنجازها، ولكن رغم ذلك هناك بحث جديد كشف أنه ربما لن نحتاج بعد ذلك إلى الشـــعور بالخجل من مثل هذا التصرف.

فهناك نحو 20 % من البالغين مصابون بسلوكيات تأجيل مزمنة، ولكن بحسب العلماء قد يكون هؤلاء أكثر إبداعا أيضا.
يقول آدم جرانت، الأستاذ بكلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، إنه انتبه للمرة الأولى لهذه النظرية عندما أخبرته واحدة من «أكثر طلابه إبداعا» إنها تحصل على أكثر أفكارها الأصلية بعد قيامها بتأجيل مهماتها.
وقامت جيهاي شين، وهي الآن أستاذة بجامعة ويسكونسن، بالتحقيق في هذه الفرضية من خلال القيام بعمليات مسح في شركتين مختلفتين، حيث قامت بتحليل عدد المرات التي يقوم فيها العاملون بالتأجيل هناك ثم طلبت من رؤسائهم تقييم مدى الإبداع والابتكار لدى هؤلاء الموظفين.
ووجدت البروفيسيرة جيهاي شين أن من كان يتسم سلوكهم بالتأجيل والتسويف هم في الأغلب أكثر إبداعا. وقد عززت نتائجها تحت ظروف مختبرية، حيث طلبت من مجموعة من الناس تقديم أفكار تجارية. فكانت النتيجة أن من قدموا أفكارهم بعد لعب ألعاب مثل كاسحة الألغام أو لعبة سوليتير لمدة خمس دقائق قبل تقديم أفكارهم صنفهم المقيمون بأنهم مبدعون أكثر من الذين بدأوا في تقديم أفكارهم على الفور بنسبة 28 %.
يقول د. آدم جرانت إن أفكارنا الأولى غالبا ما تكون هي الأفكار الأكثر تقليدية، بينما التأجيل يسمح لعقل الإنسان بالتفكير، فيؤدي ذلك إلى مزيد من التفكير الابتكاري.
كما يضيف جرانت أن بعض أعظم لحظات التاريخ الإنساني جاءت نتيجة للتأجيل، منها على سبيل المثال خطاب مارتن لوثر كنج الشهير بعنوان «لديّ حلم»، وخطاب جيتيسبيرغ الذي ألقاه أبراهام لينكولن، ولوحة الموناليزا التي رسمها ليوناردو دافنشي.
يقول جرانت إن أعظم الخطابات في التاريخ تم إعادة كتابتها في اللحظة الأخيرة فأتاح ذلك مرونة كثيرة للارتجال والشخص ما زال على خشبة المسرح، وذلك في مقابل الحصول على النص المكتوب الذي تم إعداده قبل أشهر مقدما. وأضاف أن دافنشي أمضى ستة عشر عاما يعمل على لوحة الموناليزا على نحو متقطع.
ولكن المبالغة في التأجيل يمكن أن تعيق الإبداع، كما يقول البروفيسير جرانت. فقد وجـــدت أبـحـــاث أخرى أن ترك الأمور حتى اللحظة الأخيرة يعني أنك ستهرع إلى إنجاز المهمات فتقوم بتنفيذ الفكرة الأسهل بدلا من الخروج بأفكار إبداعية أصلية.
وقال د. جرانت، الذي يصف نفسه بأنه «مسارع» -شخص يصبح قلقا قبل فترة طويلة من استحقاق العمل ويتم المهمات قبل موعدها- قال إن بحثه جعله يغير بعض عادات عمله.
وكتب جرانت في نيويورك تايمز قائلا: «إن كنت شخصا مؤجلا للأعمال، ففي المرة المقبلة التي تشعر فيها بالذنب وكراهية نفسك بسبب إخفاقك في بدء مهمة ما، تذكر أن الشكل الصحيح للتأجيل قد يجعلك أكثر إبداعا».
«وإن كنت شخصا مسارعا مثلي، فقد يكون من المفيد أن تتقن فن إجبار نفسك على بعض التأجيل».

خدمة إندبندنت -