" الثلاثاء الثاني " اختبار انتخابي امريكي حاسم

الحدث الأربعاء ١٦/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٣٥ ص
" الثلاثاء الثاني " اختبار انتخابي امريكي حاسم

واشنطن – ش – وكالات

صوت الناخبون في خمس ولايات كبيرة امس الثلاثاء في الانتخابات التمهيدية للاقتراع الرئاسي في ما يشكل تحديا كبيرا للمرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يعتبره منافسوه غير اهل لتولي الرئاسة بسبب خطابه العنيف.
واعطت فلوريدا وكارولاينا الشمالية وميزوري واوهايو وايلينوي امس الثلاثاء مندوبيها الى مؤتمري الحزبين الديمقراطي والجمهوري لاختيار مرشحيهما لخوض السباق الرئاسي في يوليو المقبل، فيما يأمل كل مرشح بالحصول على عدد اكبر من المندوبين لبلوغ الغالبية المطلقة المطلوبة (1237 لدى الجمهوريين و2383 لدى الديمقراطيين) استعدادا للانتخابات الرئاسية المرتقب اجراؤها في نوفمبر.
وهذا اليوم معروف ب"الثلاثاء الكبير الثاني " بعد ثلاثاء اول في مارس سيكون في غاية الاهمية لاسيما بالنسبة للجمهوريين لان ثلاث ولايات (فلوريدا، اوهايو وايلينوي) ستمنح كامل مندوبيها الى المرشح الذي يحتل الطليعة ايا تكن نتيجته.
ففي فلوريدا سيحصل الفائز على 99 مندوبا دفعة واحدة بينما العدد المطلوب هو 1237 مندوبا بات لترامب منهم 462 حتى الان، يليه كروز (371) وماركو روبيو (165).
وتتوقع استطلاعات الرأي خسارة لروبيو في ولايته فلوريدا وهو ما يمكن ان يحمله على الانسحاب من السباق الرئاسي. الا ان فريقه يامل بيقظة لدى الجمهوريين القلقين من خطاب ترامب خصوصا بعد الصدامات في تجمعاته الانتخابية في نهاية الاسبوع الماضي.
وستتواصل الانتخابات التمهيدية في عشرين ولاية اخرى حتى يونيو.
ويتصدر ترامب بفارق كبير الى حد ما في نوايا التصويت باستثناء اوهايو حيث يبذل الحاكم جون كايسك جهودا كبيرة لتحقيق اول فوز له والذي حذر انه سيشجعه على المضي قدما حتى المؤتمر الشعبي للحزب في ولايته بكليفلاند في يوليو.
وصرح كايسك "لا يفترض بنا ان نشن هجمات على بعضنا البعض بهذا الشكل خلال اللقاءات، لان ذلك ليس من سمات اميركا".
من جهته، دعا ماركو روبيو مؤيديه بشكل ضمني الى التصويت لصالح كايسك في اوهايو لعرقلة تقدم ترامب، مما شكل حدثا ملفتا في الحملة الانتخابية حيث تاخر معارضو ترامب في تنظيم صفوفهم.
وعلق قطب الاعمال الاثنين بالقرب من يونغزتاون المعقل السابق لصناعات الفولاذ الاميركية في تجمع لم يشهد اي صدامات وشهد انتشارا امنيا مكثفا ان "كايسك لا يريد ان يعيد لاميركا عظمتها".
وقال جيمس سام (46 عاما) احد مؤيدي ترامب ان هذا الاخير "لا يضبط اقواله وهذا ما احبه لديه".
من جهته، يعول تيد كروز الثاني في الانتخابات التمهيدية على انسحاب محتمل لكايسك وروبيو لخوض مبارزة مع ترامب.

طريق طويلة
في المقابل، يكرر المرشحان الديموقراطيان هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز ان "الحب يتفوق على الكراهية".
فكلينتون في افضل موقع بحصولها على 772 مندوبا مقابل 551 لسناتور فرمونت ساندرز، يضاف اليهم نحو 500 "مندوب كبير"، المسؤولين الديمقراطيين الذين سيصوتون في المؤتمر الحزبي الوطني واعلنوا دعمهم لوزيرة الخارجية السابقة.
وفي الانتخابات ال23 التي اجريت حتى اليوم سجلت هيلاري كلينتون 14 فوزا لكن انتصاراتها تركزت في الجنوب التاريخي حيث ابدى السود دعما ثابتا لها.
لكن في اماكن اخرى تحديدا في سهول الوسط الغربي حيث المنطقة الصناعية للبحيرات الكبرى، انتزع الاشتراكي الديمقراطي انتصارات بفضل تصويت الشباب والبيض عموما. فخطابه المدافع عن الحمائية لقى صدى واسعا في مشيغن مركز صناعة السيارات.
اما كلينتون فقد اعتمدت السبت في يونغزتاون في ولاية اوهايو خطا اكثر تشددا ضد الشراكة الجديدة عبر المحيط الهادىء التي وقعها باراك اوباما مؤخرا.
وتؤمن المرشحة الديمقراطية بقوتها وقالت ان قاعدة ساندرز الانتخابية "ضيقة".
الا ان كل فريق يؤكد انه لن يظهر اي فائز ديمقراطي قبل اشهر عدة او حتى الانتخابات التمهيدية في حزيران/يونيو في كاليفورنيا وغيرها. وسيتمثل كل رهان الثلاثاء الكبير وكل استحقاق لاحق في بناء تقدم لا يمكن تجاوزه.

استعدادات اخيرة
وكان المرشحون الساعون للحصول على ترشيحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي لخوض سباق الرئاسة الاميركية،بداوا في وقت سابق مساعي اللحظات الاخيرة لجذب الاصوات قبل اختبار انتخابي حاسم جديد، وسط اعمال عنف شابت تجمعات الملياردير الجمهوري دونالد ترامب.
ويعد يوم "الثلاثاء الكبير" الثاني، كما يطلق عليه الاعلام الاميركي، موعدا مهما في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية، وسيشهد تنافسا شديدا سواء بين المرشحين الديموقراطيين او الجمهوريين في ولايات فلوريدا واوهايو وايلينوي وميزوري وكارولاينا الشمالية.
وتصدرت اعمال العنف والاحتجاجات العنيفة التي تخللت تجمعات ترامب في نهاية الاسبوع عناوين الاعلام الاميركي، واتهمه خصومه في المعسكرين بخلق جو "مسموم" في الحملة.
لكن الاستطلاعات الاخيرة اشارت الى انه لا يزال يسير بخطى ثابتة باتجاه الفوز في جميع الولايات باستثناء اوهايو حيث يتقدم حاكمها جون كايسك بفارق بسيط في بعض الاستطلاعات.
ويعتبر فوز كايسك في اوهايو الفرصة الاخيرة لعرقلة تقدم ترامب نحو احراز التعيين الجمهوري الذي سيتم في تموز/يوليو، على ان تجري الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وتعتبر فلوريدا وايلينوي واوهايو بمثابة الهدايا الاهم لمن يفوز فيها الثلاثاء، نظرا الى عدد المندوبين الكبير المخصص لكل من هذه الولايات.
وفي مؤشر الى حجم التحدي المطروح، ألغى ترامب الاثنين تجمعا في فلوريدا حيث يتقدم بفارق 20 نقطة على سناتور الولاية ماركو روبيو، ليواصل الحملة في اوهايو.
كذلك يخوض السناتور الديموقراطي بيرني ساندرز حملته في اوهايو حيث جمع حوالى الفي شخص للقاء في يانغزتاون، محاولا وقف تقدم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الاوفر حظا حتى الآن، والتي ترجح استطلاعات الرأي فوزها بترشيح حزبها.
وفيما تبدو كلينتون متقدمة بفارق مريح في فلوريدا، تبدو اوهايو اكثر صعوبة حيث اقتصر تقدمها على خمس نقاط، بحسب الاستطلاع الاخير لجامعة "كوينيبياك" الذي صدر الاثنين.

فيديو مزيفو
وبدا ترامب وكانه يؤيد حادث عنف وقع عندما تلقى محتج لكمة من احد انصاره بينما كانت الشرطة تقتاده لاخراجه من تجمع انتخابي الاسبوع الماضي في كارولاينا الشمالية. وقال ترامب ان موظفيه يبحثون امكانية دفع التكاليف القضائية التي قد يتكبدها المعتدي.
وكان التوتر ظاهرا في تجمعات ترامب الانتخابية بينما رجال جهاز الامن السري الحكومي يحيطون به.
وزعم المرشح الجمهوري ان رانكيم جونز الذي اتجه الى المنصة في اوهايو مرتبط بتنظيم داعش ، ورفض التراجع عن اقواله حتى بعد ان اصبح واضحا انه يستند الى فيديو زائف.
وقال لقناة "ان بي سي"، معلقا "ما ادراني؟" مضيفا "كل ما اعلم هو الموجود على الانترنت".
واتهم جون ماكغرو (78 عاما) من انصار ترامب باعتداء والتصرف بشكل مخل بالنظام.

التحريض على الشغب
من جانبها قالت الشرطة في نورث كارولاينا إنها لن توجه إتهاما إلى دونالد ترامب -المنافس الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية- او حملته الانتخابية "بالتحريض على الشغب" أثناء مؤتمر حزبي في الولاية الأسبوع الماضي.
ونورث كارولاينا هى إحدى خمس ولايات أمريكية ستشهد انتخابات تمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي امس الثلاثاء في السباق لاختيار المرشحين لانتخابات الرئاسة الامريكية التي ستجرى في نوفمبر
وكان مكتب رئيس شرطة مقاطعة كمبرلاند ومقره في فايتسفيل قال في وقت سابق إنه يحقق فيما إذا كان ترامب أو حملته حرضا على إضطرابات في مؤتمر يوم الأربعاء الماضي.
وبعد المؤتمر في فايتسفيل ألقي القبض على جون مكجرو -وهو مؤيد أبيض لترامب عمره 78 عاما- بتهمة ارتكاب جنحة الاعتداء بعد أن شوهد في لقطة فيديو وهو يلكم محتجا أسود عمره 26 عاما في وجهه.
وقال مكتب رئيس الشرطة في بيان مساء الاثنين إنه لن يسعى لإصدار مذكرة اعتقال أو لائحة إتهام ضد ترامب أو حملته بسبب الواقعة.
وقال المكتب "وافق مكتب رئيس الشرطة على نصيحة من مستشاره القانوني بأن الأدلة لا تفي بشروط القانون المحددة بموجب قوانين ولاية نورث كارولاينا والحجج القانونية لدعم إدانة بجريمة التحريض على الشغب."
و"التحريض على الشغب" في ولاية نورث كارولاينا اتهام قانوني بمكن أن ينطبق على قلاقل عامة ولا يشتمل بالضرورة على أعمال شغب واسعة النطاق. ويمكن تصنيف الجريمة كجنحة.
ورفض ترامب أثناء زيارة يوم الاثنين إلى نورث كارولاينا تلميحات إلى ان كلمته كانت سببا في إشتباكات وقعت مؤخرا أثناء مؤتمراته الانتخابية.
ويتصدر ترامب (69 عاما) وهو ملياردير من نيويورك السباق لاختيار مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة والذي يتنافس عليه أربعة مرشحين جمهوريين.