الإرهاب ما زال يهدد تونس

الحدث الأربعاء ١٦/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٥ ص
الإرهاب ما زال يهدد تونس

تونس – ش – وكالات
شهدت مدينة الحامة بولاية قابس جنوب تونس يوم أمس الثلاثاء، رفع الراية السوداء التي ترمز لتنظيم داعش الإرهابي، وهي الحادثة الثانية خلال أيام. واستيقظ سكان المدينة على رفع الراية السوداء فوق مبنى جمعية "مهرجان الواحة"، حيث قام مجهولون بإنزال الراية الوطنية وتمزيقها.
وتحقق السلطات الأمنية في الحادثة لتعقب العناصر المجهولة المتورطة. وكانت مدينة زعفران التباعة لولاية قبلي في الجنوب، شهدت أيضاً الخميس الفائت حادثة مماثلة، بعد أن رفع متشددون راية التنظيم المتطرف فوق مبنى مستشفى صغير بالجهة، وأوقف الأمن 7 متشددين متورطين في الحادثة، وجهت لهم تهمة تكوين خلية إرهابية.
وتتزامن العمليتان مع أحداث بن قردان، حيث تصدت قوات الأمن والجيش لهجوم فاشل لمسلحي داعش، كانوا يخططون لإعلان إمارة في المدينة. وأدت المواجهات التي بدأت منذ يوم 12 من الشهر الجاري إلى مقتل 49 في صفوف الإرهابيين، و13 أمنياً وعسكرياً و7 مدنيين، واعتقال 9 عناصر إرهابية.
وفي الأثناء؛ أحبطت القوات الأمنية في تونس أمس الأول، مخططاً كان يهدف لإقامة إمارة تتبع تنظيم داعش "داعش"، بمنطقة زعفران إحدى قرى ولاية قبلي بالجنوب التونسي. وجاء في بلاغ لوزارة الداخلية، أن الأبحاث التي قامت بها الوحدات الأمنية، إثر إنزال "مجموعة تكفيرية يوم الجمعة الفائت"، العلم الوطني من مقر إدارة الفلاحة بمنطقة زعفران وتعويضه براية سوداء، أسفرت عن الكشف عن خلية إرهابية.
وأكد بلاغ الداخلية، أن "الخلية كانت تُروج لبعث إمارة داعشية، وتمكنت الوحدات الأمنية من خلال مداهماتها وتتبعها للعناصر المشبوهة، من إيقاف أكثر من 30 عنصرا تكفيريا".
بموازاة ذلك، تمكّنت الوحدات الأمنية بقفصة (جنوب غرب) نهاية الأسبوع الفائت، من الكشف عن خلية إرهابية كانت تنشط بالوسط الطلاّبي، وتهدف إلى استقطاب الطلبة للانضمام إلى تنظيمات إرهابية محظورة.
وذكر بلاغ لوزارة الداخلية، أنه "إثر توفّر معلومات حول شبهة انضمام عدد من الطلبة بكلية العلوم بقفصة إلى تنظيمات تتبنّى الفكر المتشدّد، تم متابعة الموضوع والكشف عن هذه الخلية التي بلغ عدد أعضائها سبعة أشخاص".
وقال العقيد المتقاعد من الحرس الوطني، والخبير الأمني، علي زرمديني لصحيفة "العربي الجديد" اللندية يوم أمس الثلاثاء، إن "الخلايا النائمة تتحرك في كل مكان ولا تركز على منطقة واحدة". وأوضح الخبير الأمني، انّ "محاولات بعث إمارات داعشية، يأتي في إطار الحرب النفسية التي تقودها هذه المجموعات"، مؤكدا أن كل منطقة في تونس قد تكون مستهدفة وهو ما يتطلب الكثير من اليقظة.
وعلى صعيد متصل؛ أفاد مصدر قضائي في تونس بأنه تم التعرف على 38 جثة لقتلى الارهابيين الذي سقطوا في احداث بن قردان جنوب البلاد ونقلت صحيفة "المغرب" الصادرة أمس الثلاثاء عن المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الارهاب كمال بربوش قوله إنه تم التعرف رسميا على 38 جثة من بين 49 إرهابيا تم القضاء عليهم في أحداث بن قردان منذ اندلاعها في السابع من الشهر الجاري.
وفي غضون ذلك؛ أعرب رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، عن امتنانه للجزائر نظير دعمها لتونس ووقوفها إلى جانبها في التصدي للإرهاب.
وقال الغنوشي، عقب إستقبال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، له: "طمأنت الرئيس بوتفليقة أن تونس صامدة في مواجهة الإرهاب"، وأن محاربة الإرهاب إنتقلت في تونس "من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم مثلما وقع في بن قردان مؤخرا".
وأضاف أن تونس "برهنت عن القدرات العالية لقواتها الأمنية والعسكرية في مواجهة الإرهاب". وشكر الغنوشي الشعب الجزائري على "وقفته الأخوية إلى جانب الشعب التونسي من خلال قيام أكثر من مليون جزائري بزيارة تونس وتعويض النقص المسجل في عدد السياح"، معربا عن امتنانه للجزائر "نظير دعمها لتونس على مختلف الأصعدة الاقتصادية والأمنية والعسكرية".
واعتبر أن ما كان يروج بكون تونس بلد حاضن للإرهاب "ليس صحيحا" وأن الشعب التونسي "يقف صفا واحدا في مواجهة آفة الإرهاب"، مشيرا إلى أن "وقفة الجزائر شعبا وحكومة ورئيسا في دعم تونس كان له الأثر الطيب".
وفي سياق التطورات الإقليمية؛ قال وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، إن بلاده تعارض بشدة أي تدخل عسكري في ليبيا خارج إطار القانون الدولي. وأضاف الجيهناوي في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، نشرت أمس الثلاثاء إن “أي تدخل أجنبي أو ضربات عسكرية في ليبيا سيكون له تأثير كبير وواضح على أمننا القومي"، وتابع أن أي خطط دولية لقصف مواقع “داعش” يجب أن يكون للسلطات التونسية علم مسبق بها، مؤكدًا أن تونس تعارض أي عمليات عسكرية دون أساس قانوني، فأي “عمل عسكري يجب أن ينفذ في إطار القوانين الدولية ومنظومة الأمم المتحدة".