آمال واشنطن بالتزام كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي يشوبها الحذر

الحدث الخميس ٠٢/أغسطس/٢٠١٨ ٠٤:٤١ ص

وكالات - - وكالات

قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تتوقع من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أن يلتزم بتعهداته خلال قمة يونيو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنزع السلاح النووي وذلك بعد أن أظهرت صور الأقمار الصناعية الأمريكية تجدد الأنشطة في مصنع للصواريخ بكوريا الشمالية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، للصحفيين «ما نتحرك بناءً عليه هو التعهد الذي قطعه الرئيس كيم على نفسه مع رئيسنا وهو الالتزام بنزع السلاح النووي ونتوقع منه أن يلتزم بالجزء الخاص به من الاتفاق».
وتركت ناورت الباب مفتوحا أمام إمكانية إجراء مزيد من المحادثات بشأن نزع السلاح النووي بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والمسؤولين الكوريين الشماليين على هامش اجتماعات دول جنوب شرق آسيا في سنغافورة في مطلع الأسبوع.
من جهة أخرى ستدعو الولايات المتحدة المجتمع الدولي إلى الإبقاء على ضغوط العقوبات على كوريا الشمالية في منتدى أمني يعقد في سنغافورة هذا الأسبوع، مع تزايد المخاوف من أن بيونج يانج لم تحرز تقدماً باتجاه نزع أسلحتها النووية.
وسيشارك وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونظيره الكوري الشمالي في المنتدى في سنغافورة حيث عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمة تاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون قبل شهرين.
وسيدرس بومبيو وعدد من كبار الدبلوماسيين من دول أخرى مشاركة في محاولة الحد من تطلعات بيونج يانج النووية، ما إذا كانت كوريا الشمالية اتخذت خطوات ملموسة باتجاه التخلي عن أسلحتها النووية. في القمة التاريخية مع ترامب في يونيو وقّع كيم التزاما غامضا «لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية»، وهو أقل بكثير من المطالب الأمريكية طويلة الأمد للنزع الكامل الذي لا عودة عنه ويمكن التحقق منه للأسلحة النووية. ورغم وجود مؤشرات صغيرة على حدوث تقدم، تشير معلومات إلى أن بيونج يانج تواصل بناء الصواريخ، وهناك مخاوف أيضا من أن بعض الدول تتراخى في فرض عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.
قال مسؤول أمريكي إن واشنطن «قلقة» من انتهاكات كوريا الشمالية للعقوبات التي وافقت عليها الأمم المتحدة ومن بينها الشحنات غير القانونية للنفط بحرا.
أضاف أن لقاءات مثل منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الإقليمي تمثل «فرصة لتذكير جميع الدول بالتزاماتها بتنفيذ» قرارات مجلس الأمن الدولي.
يشارك في المنتدى السنوي لآسيان كبار الدبلوماسيون من 26 بلدا ومن الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات حول القضايا السياسية والأمنية في آسيا والمحيط الهادئ. وسيحضر الاجتماع وزراء خارجية جميع الدول التي شاركت في المفاوضات السداسية المتوقفة مع كوريا الشمالية والتي هدفت إلى وقف برنامجها النووي وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية.
يتطلب قطع النفط والوقود عن كوريا الشمالية التزام الصين بشكل خاص لأنها تزود ذلك البلد بمعظم احتياجاته من الطاقة، وكذلك روسيا التي تصدر النفط إلى بيونج يانج. ورغم المخاوف بشأن تقدم كوريا الشمالية نحو التخلي عن أسلحتها النووية، يتوقع أن يتحدث الوزراء بشكل إيجابي عن الاتفاق بين ترامب وكيم خلال الاجتماع. وسيشجعون الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على «مواصلة العمل لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين مع إزالة الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية».
ولم يكشف مسؤولون أمريكيون ما إذا كان بومبيو سيلتقي نظيره الكوري الشمالي ري يونج هو على هامش المنتدى.
ولكن حتى لو حدث ذلك فإن خبير الشؤون الكورية في كلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية في جامعة تافتس يشكك في خروج أية مؤشرات جديدة على التقدم فيما يتعلق بإزالة الأسلحة النووية.

وقال «بومبيو لن يحصل على أي شيء جوهري باستثناء استعداد كوريا الشمالية لإجراء محادثات حول المحادثات». وسيركز وزير الخارجية الأمريكي كذلك على مسألة خلافية إقليمية كبرى أخرى أثناء المنتدى وهي الخلافات بشأن بحر جنوب الصين ووجود بكين المتزايد هناك. تزعم الصين أحقيتها في كامل البحر المهم استراتيجيا بما في ذلك المياه القريبة من سواحل فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي الأعضاء في آسيان.

ووسعت بكين في السنوات الأخيرة وجودها في البحر من خلال بناء جزر اصطناعية يمكن إقامة قواعد عسكرية عليها.