مسقط - يوسف بن محمد البلوشي
أكد عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الدولة المكرم د. سعيد بن مبارك المحرمي على أن رؤية عمان 2020 كانت من أوائل الرؤى الوطنية في المنطقة وجعلت لتحقيق أهداف استراتيجية اقتصادية واجتماعية عديدة، مشيرا إلى أن التنويع الاقتصادي والتقليل من الاعتماد على النفط كانا في مقدمة تلك الأهداف التي وضعها القائمون على الرؤية.
وأضاف المحرمي أن الحكم بفشل رؤية عمان 2020 لن يكون منصفا؛ ولكن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية تفيد بوجود بعض القصور في تنفيذ الرؤية، مبينا وجود بعض الأسباب التي كانت وراء عدم وصول المحقق من الرؤية المستقبلية الحالية إلى مستوى الطموح والأهداف المرسومة عند وضع الرؤية.
وبين المحرمي أن هناك أسبابا عدة كانت وراء تخلف الرؤية عن تحقيق المأمول منها وتأتي محدودية المشاركين في وضع الرؤية وعدم وجود مرجعية مستقلة لمتابعة الرؤية في مقدمة تلك الأسباب، مضيفا أن واقعية الأهداف ووجود خطط تنفيذية شاملة تعد من أبرز مقومات النجاح التي لم تراع في الرؤية الحالية عمان 2020.
وتطرق المحرمي إلى أن الواضح في إعداد الرؤية المستقبلية عمان 2040 أنه تم تدارك الأخطاء السابقة وتمت مشاركة فئات كبيرة من المجتمع بمؤسساته العامة والخاصة والأفراد في مراجعة أهداف الرؤية، موضحا أن وجود مؤشرات قياس دورية بات ضرورة لمعرفة مستوى الإنجاز المرحلي للرؤية ومدى توافقها مع مستوى الطموح عند وضعها.
وبين أنه يجب إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني عبر التنويع الاقتصادي وزيادة الصادرات غير النفطية والتقليل من الواردات عن طريق دعم الصناعات الوطنية وتقديم الحوافز اللازمة للقطاع الخاص لقيادة القاعدة الإنتاجية في السلطنة.
وأضاف المحرمي أن مراجعة النظام التعليمي والثقافة العامة في المجتمع من خلال تعزيز قيم المواطنة وحب العمل وتعزيز الثقافة الإنتاجية لدى الشباب يجب أن تكون من ركائز الرؤية المستقبلية عمان 2040، مؤكدا أن جميع ذلك يجب أن يصب في تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع العُماني.
من جانبه قال مدير مركز الدراسات الإنسانية وعضو لجنة الاقتصاد والتنمية د. ناصر بن راشد المعولي: إن رؤية عمان 2020 التي تم التخطيط لها في أوائل التسعينيات وبدأ تنفيذها منذ عام 1996 كانت طموحة وحققت عوائد عديدة تلمسها المواطن العُماني وتأتي زيادة مستوى الدخل في مقدمة تلك العوائد التي تحققت.
وأضاف المعولي أن هناك بعض القصور في تحقيق أهداف الرؤية كان نتيجة لتغيرات جيواقتصادية مرت بها المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن عدم المراجعة الدورية لأهداف الرؤية جعل من الصعوبة التعامل مع تلك المتغيرات.
وأوضح المعولي أن استمرار الاعتماد على النفط ليشكل 75% من الاقتصاد الوطني يبعث مؤشرا عن وجود بعض أوجه القصور في تحقيق أهداف الرؤية المستقبلية الحالية عمان 2020.
وأشار المعولي أن هناك متغيرات كثيرة تم إدخالها في رؤية عمان 2040 ومتوقع أن تحقق نتائج أفضل، ويأتي نظام الحوكمة وتنمية المحافظات ووجود مكتب لمراجعة الرؤية في مقدمة المستجدات في الخطة الجديدة.